قصة عن العناد

كتابة:
قصة عن العناد


قصة عن العناد

العناد هو واحد من الآفات التي تؤدي بالمرء إلى الكثير من العواقب الوخيمة، ويجب على الإنسان التفريق ما بين الإصرار الحسن والعناد، وما يأتي قصة لبيان ذلك:


المدينة ترتدي ثوبها الأبيض

فصل الشتاء هو واحد من أهم الفصول التي يحبها الأطفال ولم يكن سامر بمعزل عن هذه القاعدة العامة، حيث إنّه كان ينتظر فصل الشتاء من أجل اللعب بالثلوج والتجوّل في طرقات المدينة بصحبة والديه.


في ذات مساء وبينما كن يشعر بالملل الشديد أطلّ من نافذة غرفته فرأى بعضًا من الغيوم السوداء التي تحجب نور القمر، وما هي إلا لحظات بسيطة حتى بدأت قطعات صغيرة من القطن تملأ السماء، لم يُصدق سامر ما الذي رآه، آهٍ إنّها الثلوج التي كانت ينتظرها بفارغ الصبر وصار يقفز من شدة الفرح ويرقص على سريره. 


سامر يصر على اللعب بالثلوج

ركض سامر إلى أمّه سريعًا وهو يصرخ أمي الثلج أمي الثلج، احتضنت والدة سامر ابنها بهدوء وصارت تمسح بيدها على شعره الحريري، وقالت له: بني نعم إنّه فصل الشتاء وقد آن أوان هطول الثلج فنحن في شهر كانون الثاني.


فقال لها: أمي أريد أن أخرج لألعب بالثلج الآن يا أمي، قالت له أمه: بني ليس الآن هو الوقت المناسب من أجل اللعب بالثلج؛ حيث إنّ المساء قد حلّ والجو بارد جدًّا لأنّ الشمس غائبة، في  الصباح سنخرج معًا لرؤيته على الطرقات وستعلب أنت وأختك مها. 


لم يرغب سامر في الانتظار إلى الصباح، فمَن يدري ربما يتوقف التثلج عن الهطول وربما لا تعلق الثلوج على الطرقات وهناك ألف احتمال قد يحدث حتى الصباح، فحدّث نفسه في الخروج خلسة إلى حديقة البيت واللعب من دون أن تشعر أمه بذلك، وما هي لحظات إلا واختلس سامر المشي وذهب إلى حديقة المنزل الخلفية وبدأ بلمس قطع الثلج البيضاء بيديه.


عاقبة مَن لا يسمع كلام أمه

بعد أن انتهى سامر من اللعب بالثلوج ورقص وطرب تحت الهواء الطلق أراد العودة إلى المنزل، ولكنّه سمع صوت أمه قريبًا من باب البيت فآثر أن ينتظر قليلًا في الخارج حتى لا تراه يدخل من الباب، طال انتظاره وربما بلغ نصف ساعة أو أكثر ولمّا ابتعدت والدته دخل إلى البيت، وكان مبللًا بالكامل وأصابته نوبة من السعال والعطاس، دخل إلى غرفته سريعًا فرأته أمه في تلك الحالة.


نظرت الأم إلى ابنها نظرة توبيخ وتأنيب، فشعر سامر بالذنب الذي ارتكبه وحزن حزنًا شديدًا على فعلته، واعترف بخطئه ووعد والدته ألا يُكرر ذلك، وعانى طوال الليل من ارتفاع الحرارة ولم يتمكن في الصباح من الخروج واللعب في الثلج مع أمه وأبيه وأخته، فندم ندمًا شديدًا، فلو سمع كلام أمه لكان الآن يلعب معهم.

2555 مشاهدة
للأعلى للسفل
×