قصة عن الغيبة والنميمة في زمن الرسول

كتابة:
قصة عن الغيبة والنميمة في زمن الرسول

قصة عن الغيبة والنميمة في زمن الرسول

دعا الإسلام الناس إلى التحلّي بمكارم الأخلاق، وبيّن أنّ الأخلاق الحسنة هي التي تؤهّل العبد لنيل رضى الله -سبحانه وتعالى- ونيل محبّة الرسول -صلى الله عليه وسلّم-، وإنّ من أخطر الآفات التي يتعرّض لها المُجتمع: آفات اللسان، ومن أكثر ومن أكثر هذه الآفات خطرًا: الغيبةُ والنميمة، التي هي من نواقض المروءة، وهي من الأخلاق الذميمة التي لا يقول بها إلّا من في قلبه مرضٌ، وقد حدثت في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلّم- قصصٌ تبيّن بشاعة الغيبة والنميمة وتنفير الإسلام منها، ولعلّ من أشهرها؛ عندما مرَّ النبيّ على قبرين، فقال: (إنّهما ليعذَّبان وما يُعذَّبان في كبير: ثم قال بلى، أمّا أحدهما فكان يسعى بالنّميمة، وأمّا الآخر فكان لا يستنزه من بوله، ثمَّ أخذ عودًا فكسره باثنينِ، ثمَّ غرَز كلَّ واحدٍ منهما على قبرٍ ثمَّ قال: لعلَّه يُخفَّفُ عنهما العذابُ ما لم ييبَسا).[١][٢]

ومن المواقف التي حدثت زمن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ما كان من عائشة -رضي الله عنها- حين ذكرت صفيّة -رضي الله عنها- أمام النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بشيءٍ من عيوبها؛ فنهاها النبيّ وحذّرها؛ لأنّ ما قالته من الغيبة، وذلك فيما روته عائشة -رضي الله عنها- من قولها: (قلتُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم حسبُك من صفيةَ كذا وكذا، قال: غيرُ مُسَدِّدٍ تعني قصيرةً. فقال: لقد قلتِ كلِمَةً لو مُزِجت بماءِ البحرِ لمزجته).[٣][٢]

تعريف الغيبة والنميمة

الغيبة: هي ذكر المسلم بما يكره، ويلقّب أيضًا بذي الوجهين، الذي عندما يكون مع أحدهم يمدحه ويثني عليه، وعندما ينصرف عنه يبدأ بشتمه وإظهار ما يبطن ويذكره بسوء،[٤]وأمّا النميمة فهي نقل الكلام بين الناس بقصد الفتنة والإفساد بين الناس، وهي من أخطر الآفات الاجتماعية؛ لأنّها تفتك بالمجتمع وتزيده تفكُّكًا وانقسامًا؛ فالنّمّام يجعل الصديقين عدوّين والأخوين أجنبيين، فهي خطرٌ عظيمٌ يحدق بالفرد والمجتمع والدولة، ولا بدّ من محاربته وإيقاف من يعتاشون على الفتنة والإفساد.[٥]

الآيات والأحاديث الواردة في الغيبة والنميمة

وردت آياتٌ وأحاديث كثيرةٌ في بيان خطر الغيبة والنميمة، وآتيًا ذكر جملةٍ منها:[٥]

  • قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ).[٦][٤]
  • قال الله -تعالى-: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً).[٧][٨]
  • قال الله -تعالى-: (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ* هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ* مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ* عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ).[٩]
  • قال الله -تعالى-: (وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ۚ وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا).[١٠]
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَتَدْرُونَ ما الغِيبَةُ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ قيلَ أفَرَأَيْتَ إنْ كانَ في أخِي ما أقُولُ؟ قالَ: إنْ كانَ فيه ما تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فيه فقَدْ بَهَتَّهُ).[١١]
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الربا ثلاثةٌ وسبعونَ بابًا، أيسرُها مثلُ أنْ ينكِحَ الرجلُ أمَّهُ، وإِنَّ أربى الرِّبا عرضُ الرجلِ المسلمِ).[١٢]

المراجع

  1. رواه ابن حبان ، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:3128، صحيح.
  2. ^ أ ب "شرح حديث حسبُك من صفيةَ كذا وكذا"، الدرر السنية. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4875، صحيح.
  4. ^ أ ب "حد الغيبة"، اسلام ويب. بتصرّف.
  5. ^ أ ب عبد الملك بن قاسم، كتاب أحصاه الله ونسوه، صفحة 78. بتصرّف.
  6. سورة الحجرات ، آية:12
  7. سورة الاسراء، آية:36
  8. "أحاديث عن الغيبة"، الألوكة. بتصرّف.
  9. سورة القلم، آية:10-13
  10. سورة المائدة، آية:41
  11. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2589، صحيح.
  12. رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:3539، صحيح.
2557 مشاهدة
للأعلى للسفل
×