قصة عن الكذب للأطفال
كان يا ما كان، في قديمِ الزّمان، في إحدى القرى الصغيرة، كان هناك شابٌ في مُقتَبَل العمر يُدعَى سامر، وكان والدُه يعمل في الزراعة، وكان سامر يساعد والده في ريّ المزروعات وتقليمها، ويذهب معه إلى السّوق كي يبيعوا ما زَرَعوه في أرضِهم الصغيرة ويتمكّنوا من الحصول على بعض المال كي ينفق والد سامر على أسرته الصغيرة، وكان سامر شابًا مُطيعًا لوالدِه وصادقًا وأمينًا، وكان بارًّا بوالديه وحريصًا على عائلته.
وفي أحدِ الأيّام، بينَما كان سامر مع والده في السوق، رأى سامر لعبة على شكل سيف يشبه تلك السيوف التي يحملها الأبطال الخارقون الذين يُشاهدُهم سامر في مسلسلِه الكرتونيّ المفضّل، فعزم على شراء هذا السّيف، ولم يستطع أن يخبر أباه عن رغبته بذلك، فقد كان والده عصبيَّ المزاج، وحادّ الطباع، وخَشِيَ إن طلب منه شيئًا أن يوبّخه أشدّ التّوبيخ.
وكان سامر ووالده على وشَكِ أن يقطفوا محصولَ الذرة في الجانب الآخر من أرضهم المقسّمة إلى نصفين، وكان سامر يعرف السوق جيدًا، فقد ذهب مع والده مِرارًا، ويعلم الكيفية التي يتم بها بيع البضاعة من أجل الحصول على الأموال، فعزمَ أن يذهب إلى الأرض ويقطف جزءًا من المحصول، ويبيعه في السوق؛ كي يتمكّن من شراء السّيف الذي حلم به لفترةٍ طويلة.
وفي صبيحةِ يوم مشمس استيقظ سامر قبل والده، وذهب إلى الأرض وقطف بعض حبّات الذرة ووضعها في حقيبة صغيرة، وذهب إلى السوق وباعها، وحصل على بعض المال، وعاد إلى المنزل قبل أن يستيقظ والده من النوم، وبعد أن استيقظ والده اصطحبه معه إلى الأرض، ولاحظ أن محصول الذرة فيه بعض النقص، وأنّ أحدهم قد نزل إلى الأرض أو سرقها، وهنا توجّه والد سامر إلى سامر بالسؤال فيما إن كان يعلم شيئًا عمَّا حدث للأرض، وعن النقص الحاصل في المحصول الزراعيّ، فأجاب سامر بأنه لا يعلم شيئًا عن هذا الأمر.
وبعدَ يومَيْن، ذهب سامر مع والده لبيعِ محصول الذرة، وعند عودتهم من السّوق رأى سامر السّيف الذي طالما حلم به، فاشتراه وعاد به إلى المنزل، وفي الطريق مرّ سامر ووالده من فوق جسر أسفله بركة وحل كبيرة، وكان سامر يلعب بالسيف، وإذ بالسيف ينزلق من يد سامر ويسقط في بركة الوحل، وهنا حزن سامر حزنًا شديدًا وعلم أنّ "حبل الكذب قصير"، وفي ظل هذه الحالة التي كان يُقاسِيها سامر احتضنه والده وأخبره بأنه سيشتري له سيفًا من بيع النقود التي سيحصلون عليها من بيع المحصول القادم.
في هذه الأثناء، انفجرَ سامر بالبكاء، وأخبر أباه بأنّه هو الذي نزل إلى الأرض، وأخذ جزءًا من المحصول وباعه ليحصل على ذلك السيف، وهنا ابتسم والده وأخبره أن للكذب عواقبَ وخيمة، وأنه لو صارحه بما أراد لَما بَخِل عليه، ولأحضر له ذلك السيف دون أي يلجأ إلى النزول إلى الأرض وأخذ المحصول وبيعه دون إذنه، وهنا اعتذر سامر لوالده عمّا بدر منه، ووعده بأن لا يكرّر فعلته، وبهذا، تنتهي القصة بعودة سامر إلى صوابِه واعترافه بالخطأ الذي ارتكبَه.
الدروس المستفادة من هذه القصة أنّ الإنسان مهما حاول إخفاء الحقيقة لا بُدّ أن يأتي يوم يظهر فيه الحقّ أمام الجميع، وكما قيل: "إذا كانَ الكذبُ يُنجي فالصدقُ أنجى".
لقراءةِ المزيد من القصص، اخترنا لك هذه المجموعة: قصص أطفال قبل النوم عن الصدق.