قصة عن تسامح الرسول

كتابة:
قصة عن تسامح الرسول

خُلق التّسامح عند النّبي عليه الصّلاة والسّلام

تخلّق نبيّ الله محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- بكلّ الصفات القويمة والأخلاق العظيمة؛ حتى قال الله -تعالى- فيه: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)،[١] ومن أبرز وأعظم أخلاق النبي -عليه الصلاة والسلام- التي تخلّق بها: خلق التسامح؛ فقد حفلت سيرته -عليه الصلاة والسلام- بمواقف وقصصٍ تبيّن تمثّله لهذا الخلق الكريم.

ويأتي التّسامح بمعنى العفو، والصّفح، والتجاوز عن الإساءة؛[٢] فلم يَعرف النّبي الكريم الحقد، ولم تتسلّل إلى قلبه رغبات الانتقام ممّن يسيء إليه، على الرّغم من الأذى الشّديد، والصدّ الكبير الذي تعرّض له من قبل قومه في بداية دعوته؛ بل كان -عليه الصلاة والسلام- مثالًا في العفو عمّن ظلمه وأساء إليه؛ ابتغاء رضوان الله -تعالى- وجنّته، متمثلاً قوله تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم).[٣]

من قصص تسامح النبي

حفلت السيرة النبويّة بقصصٍ وشواهد كثيرةٍ دالَّةٍ على تسامح النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وسعة عفوه، وصفحه عن المسيء في حقّه، وفيما يأتي ذكرٌ لعددٍ من هذه القصص.

قصّة النّبي مع الأعرابي الذي شدّ رداءه

روى الصّحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه كان يمشي مع النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- وهو مُرتدٍ لعباءةٍ نجرانيَّةٍ ثقيلة، فجاء الأعرابيّ إلى رسول الله وشدّه من عباءته حتّى ظهر أثر ذلك في رقبته -عليه الصلاة والسلام- وطالبه بأن يُعطيه أعطيةً؛ فلم يُقابل النّبي هذا الأمر بالشّدّة أو الغضب، ولم يصرخ في وجه الأعرابي بل التفت إليه واستمع إلى رغبته في أن يُعطيه نبيّ الله ممّا أعطاه الله تعالى؛ فضحك النبي -عليه الصلاة والسلام- وأمر له بعطاءٍ.[٤]

قصّة النّبي مع الرّجل الذي أراد قتله

روى جابر بن عبد الله قصّةً تدلّ على تسامح النّبي عليه الصّلاة والسّلام، ففي غزوة الرّقاع استراح النبي الكريم تحت شجرةٍ بعد أن علّق سيفه عليها، فاستغلّ رجلٌ من المشركين ذلك فباغت النّبي وأخذ سيفه على حين غرّة، ثمّ رفعه في وجه النّبي وهو يقول، أتخافني، فقال النّبي: لا، فقال الرّجل: "فمن يمنعك مني"، قال: الله، فسقط السّيف من يد الرّجل فأخذه النّبي الكريم ورفعه في وجه الرّجل وهو يقول من يمنعني منك، وأغمد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- السيف ولم يُعاقبه.[٥]

أخلاق النبي

إنّ النّاظر والمتأمّل في سيرة النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- يُدرك عظمة الأخلاق التي تحلّى بها النّبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- في سنين حياته ودعوته؛ فقد اجتمعت فيه كلّ محاسن الأخلاق ومكارمها، وظلّت سيرته وأخلاقه نبراسًا تهتدي به الأمّة في سعيها نحو كمال الأخلاق وسموّها، وسبيلاً لنيل الدّرجات، وتحقيق رضا الله -سبحانه وتعالى- والفوز بالجنّة.[٦]

وقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بما يحمله ويتمثّله من الأخلاق الحسنة والصفات الكريمة قدوةً للمسلمين كلّهم؛ قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً).[٧][٦]

المراجع

  1. سورة القلم، آية:4
  2. حسن بن محمد سفر، نظرات استشرافية في فقه العلاقات الإنسانية بين المسلمين وغير المسلمين، صفحة 6. بتصرّف.
  3. سورة فصلت، آية:34
  4. "نماذج مِن حلم النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 29/6/2022. بتصرّف.
  5. "من يمنعك مني"، إسلام ويب، 8/2/2014، اطّلع عليه بتاريخ 29/6/2022. بتصرّف.
  6. ^ أ ب محيي الدين محمد عطية (8/12/2016)، "أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 29/6/2022. بتصرّف.
  7. سورة الأحزاب، آية:21
4335 مشاهدة
للأعلى للسفل
×