محتويات
غزوة بدر
سبب الغزوة
تعد غزوة بدر من أهم الغزوات في التاريخ الإسلامي، وتعد أول صدام حقيقي بين المسلمين والمشركين، ويعود سبب غزوة بدر إلى أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- علم أنَّ قافلة تجارية لقريش عائدة من الشام إلى مكة بقيادة أبي سفيان بن حرب؛ فأراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يهاجمهم هو والصحابة -رضوان الله عليهم-؛ لقاء ما تركه المسلمين من أموال في مكة وكانت قريش قد استولت.[١]
مجريات الغزوة
عندما علم أبو سفيان أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أخذ يتجهز لقتالهم بعث خبراً لقريش، ولما علمت قريش بما ينوي فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تجهزوا لقتاله، ولم يتغيب عن المعركة من أسيادهم أي أحد، وعندما علم النبي -صلى الله عليه وسلم- باستعداد قريش لقتال المسلمين راح يستشير الصحابة -رضوان الله عليهم- بماذا يفعلون.[١]
بعد استشارة الرسول -صلى الله عليه وسلم- للصحابة؛ أشار عليه المسلمون من مهاجرين وأنصار بالخروج لقتال المشركين، فاستعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- للقاء مشركي قريش، وكان عدد المسلمين قرابة الثلامئة وأربعة عشر رجلاً، وكان عدد المشركين قرابة الألف رجلاً.[٢]
وانطلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى وصل ماء بدر فعسكر هو والمسلمون هناك، بعد أن أشار الحبَّاب بن المنذر -رضي الله عنه- على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يعسكر في هذه المنطقة.[٢]
عدد شهداء المسلمين وقتلى من المشركين
وفي يوم الجمعة من شهر رمضان، للسنة الثانية من الهجرة؛ بدأ القتال بين المشركين والمسلمين منذ الصباح، وكانت معركة حامية الوطيس ومدَّ الله -سبحانه وتعالى- رسوله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام بجنودٍ من السماء؛ فراحت الملائكة تقاتل مع المسلمين إلى أن انتهت المعركة وأسفرت عن مقتل سبعين من المشركين، وأسرِ سبعين آخرين، واستشهد من المسلمين أربعة عشر رجلاً.[٣]
مصير الأسرى المشركين
بعد انتهاء المعركة أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- يناقش أصحابه -رضي الله عنهم- في مصير الأسرى المشركين؛ فأشار عليه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أن يُفتدوا بالمال، حتى يصبح قوة ومنعة للمسلمين، ولعلَّ وعسى أن يمنَّ الله عليهم بالإسلام، وأشار عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن يقوم النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتلهم، وقد أخذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- برأي أبي بكر -رضي الله عنه-.[٣]
العبر والدروس المستفادة من غزوة بدر
يمكننا استنتاج أهم العبر والدروس من غزوة بدر الكبرى على النحو الآتي:[٤]
- تمسك النبي -صلى الله عليه وسلم- بسياسة الشورى مع أصحابه -رضوان الله عليهم-.
- لا بأس أن يستعين المسلمون بمن يمتلك الخبرة في معرفة ومراقبة الطرق ولو كان من العدو.
- لا بد للمسلمين من اللجوء إلى الله -سبحانه وتعالى-، والتضرع له خاصة في الأوقات العصيبة.
آثار غزوة بدر
لقد كان لغزوة بدر آثار كثيرة، نذكر منها:[٥]
- دخول أعداد كبيرة من الناس في الإسلام.
- تم تحطيم كبرياء قريش؛ وخاصة بعد مقتل أبرز قياداتها الذين نكَّلوا بالمسلمين.
الآيات التي نزلت في غزوة بدر
ومن الآيات التي نزلت في غزوة بدر ما يأتي:
- (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ* إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ* بَلَىٰ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ* وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).[٦]
- (يَسأَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ قُلِ الأَنفالُ لِلَّهِ وَالرَّسولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصلِحوا ذاتَ بَينِكُم وَأَطيعُوا اللَّهَ وَرَسولَهُ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ).[٧]
- (كَما أَخرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيتِكَ بِالحَقِّ وَإِنَّ فَريقًا مِنَ المُؤمِنينَ لَكارِهونَ* يُجادِلونَكَ فِي الحَقِّ بَعدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقونَ إِلَى المَوتِ وَهُم يَنظُرونَ* وَإِذ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحدَى الطّائِفَتَينِ أَنَّها لَكُم وَتَوَدّونَ أَنَّ غَيرَ ذاتِ الشَّوكَةِ تَكونُ لَكُم وَيُريدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقطَعَ دابِرَ الكافِرينَ* لِيُحِقَّ الحَقَّ وَيُبطِلَ الباطِلَ وَلَو كَرِهَ المُجرِمونَ* إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ* وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).[٨]
المراجع
- ^ أ ب محمد سعيد البوطي، كتاب فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة، صفحة 156. بتصرّف.
- ^ أ ب محّمد سَعيد رَمضان البوطي، فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة، صفحة 156-157. بتصرّف.
- ^ أ ب محّمد سَعيد رَمضان البوطي، فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة، صفحة 158. بتصرّف.
- ↑ صفي الرحمن المباركفوري ، الرحيق المختوم مع بعض التعديلات والزيادات من د علاء الدين زعتري ،وغسان محمد رشيد الحموي، صفحة 165. بتصرّف.
- ↑ منير محمد الغضبان، فقه السيرة النبوية، صفحة 434. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:123-126
- ↑ سورة الأنفال، آية:1
- ↑ سورة الأنفال، آية:5-10