محتويات
- ١ من هو لوط عليه السلام؟
- ٢ إيمان لوط عليه السلام برسالة إبراهيم
- ٣ لوط عليه السلام يحمل الرسالة
- ٤ دعوة لوط عليه السلام قومه
- ٥ كيف كانت صفة قوم لوط عليه السلام؟
- ٦ كيف استقبل قوم لوط دعوة نبيهم؟
- ٧ قوم لوط يطردون نبيهم
- ٨ ماذا كان موقف زوجة لوط من دعوة زوجها؟
- ٩ لوط عليه السلام يدعو ربّه
- ١٠ عذاب قوم لوط
- ١١ العبر المستفادة من قصة لوط عليه السلام
من هو لوط عليه السلام؟
هو لوط ابن هاران ابن آزر،[١] ابن أخ النبي إبراهيم عليه السلام، نشأ في بابل، وهاجر معه إلى حوران، ثم انتقل إلى سدوم وتزوج من نسائها، وتكلّم بلسانهم، وسدوم قرية تقع شرق النهر في غور الأردن.[٢]
إيمان لوط عليه السلام برسالة إبراهيم
أين هاجر النبيان لوط وابراهيم عليهما السلام؟
آمن لوط عليه السلام، بدعوة إبراهيم عليه السلام واتّبعه، وهاجر معه لبلاد الشام، وكان ذلك عندما هجر ابراهيم عليه السّلام أباه وقومه.[٣]
لوط عليه السلام يحمل الرسالة
كم كان عمر النبي لوط حين أوحي إليه؟
أرسل الله -تعالى- لوطًا عليه السلام إلى سدوم وما حولها من القرى، ليدعوهم لتوحيد الله تعالى، وترك ما كانوا عليه من الشرك، وليبعدهم عن الفحشاء التي تمكنت منهم وكانوا قد أحدثوها، فكانوا هم السابقين لها، وكان حين أُوحي إليه -عليه السّلام- قد بلغ الأربعين من عمره.[٤]
دعوة لوط عليه السلام قومه
كيف دعا لوط قومه؟
دعا لوط عليه السلام قومه لتوحيد الله تعالى، واستخدم في دعوته أساليب عدّة، منها الرفق واللّين، بالإضافة لأسلوب الإستفهام، لما في هذا الأسلوب من تنبيه لمشاعرهم وعقولهم لقبح ما يفعلوه، وبيّن لهم عواقب ما يفعلونه، وأنّه لم يسبقهم أحد من العالمين من قبل إلى ما اقترفوه، وبأنّ عليهم وزر من سيأتي فعلتهم من بعدهم، فكانوا يأتون الذكران من العالمين، قال الله تعالى: قال لهم عليه السلام: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ*أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}.[٥][٤]
كيف كانت صفة قوم لوط عليه السلام؟
عُرف عن قوم لوط صفات مذمومة عديدة، وهي: إتيان الرجال بعضهم بعضًا، والخذف، ويقصد به رمي الحصى، أو الطين باستخدام السبابتين، والتصفير والتصفيق، لبس الحرير،[٦] قصّ اللّحية، إطالة الشارب، وشرب الخمر.[٧]
من هم قوم لوط؟ للتعرف إلى ذلك يمكنك الاطلاع على هذا المقال: من هم قوم لوط وماذا كانوا يفعلون؟
كيف استقبل قوم لوط دعوة نبيهم؟
لم يهتم قوم لوط بدعوة نبيّهم، واستمروا على كفرهم وغيّهم، واستهزءوا به، بقولهم أنّه يدّعي التطهّر عن الذنوب والخطيئة، وأمروه بأن يستعجل العذاب الذي يهددهم به، قال الله تعالى: {ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}،[٨] فابتلى الله قوم لوط لاختبارهم، وذلك قبل إنزال العذاب عليهم، فأرسل إليهم ملائكة بصورة بشر، بعد أن كانوا قد مرّوا على إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة، وبرؤية لوط لهم خاف أن يتعرّض لهم القوم بسوء، وتألّم لعجزه -عليه السلام- عن صد قومه عن الملائكة، فعرض عليهم علّهم ينفذون من عذاب الله -تعالى- بأنْ يزوّجهم من بناته بالطريقة الشرعية.[٤]
رفضقوم لوط ما عُرض عليهم من قِبل لوط عليه السلام، فما لهم في بناته من غرض يريدونه، قال الله تعالى: {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ* قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ}،[٩] فتمنّى لوط عليه السلام لو أنّ به قوة بستطيع صدّهم عن قبح فعلهم، قال الله تعالى: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}.[١٠][٤]
وهنا طمأن الملائكة نبي الله لوط بأنّهم رسل من الله عز وجل، فسيحمونه من عدوانهم وفسادهم، فما جاءوا إلّا لإهلاكهم وإنزال ما يستحقونه من العذاب، قال الله تعالى: {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ}.[١٠][٤]
قوم لوط يطردون نبيهم
ما سبب طردهم للنبي لوط؟
أمر قوم لوط نبيهم لوط -عليه السلام- بأنْ يتوقف عن دعوته، فقد هددوه بطردهم له،[٤] قال الله تعالى على لسانهم: {أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}،[١١]فما اكتفوا بمعصيتهم، بل أمروا بإخراجهم لتنزههم عن فعل أهل القرية.[١٢]
ماذا كان موقف زوجة لوط من دعوة زوجها؟
كفرت امرأة لوط بدعوة زوجها -عليه السلام- فلم تكتف بكفرها بدعوة زوجها وصدّها عن التوحيد، بل كانت تحرض القوم عليه، وتساعد في ارتكاب الفاحشة، وذلك أنّها كانت تشي للقوم بأخبار لوط -عليه السلام- وبالرجال الّذين يترددون إليه -عليه السلام- ليقضوا شهوتهم منهم، ومن ذلك أنّه عندما جاءالملائكة على هيئة الرجال إلى لوط عليه السلام، أسرعت فأخبرت القوم عنهم.[٤]
للتعرّف على قصة امرأة لوط وخيانتها لزوجها؛ يمكنك الاطلاع على هذا المقال: قصة امرأة لوط عليه السلام
لوط عليه السلام يدعو ربّه
بماذا دعا لوط عليه السلام الله تعالى؟
لما رأى لوط عليه السّلام التكبّر من قومه والعناد، وما هم عليه من الطغيْان حتّى انّهم يريدون التعرّض بالسوء للملائكة، وكان قد عرض عليهم ما قد يُنقذهم من وحل المعاصي الّذي غرقوا فيه،[٤] لجأ إلى الله تعالى بالدّعاء بأن ينجّيه الله تعالى ومن معه من سوء القرية وأهلها، قال الله تعالى: {رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ}.[١٣][١٤]
عذاب قوم لوط
ما العذاب الّذي عُذّب به قوم لوط؟
أمرت الملائكة لوطًا عليه السّلام بأن يأخذ أهله الّذين آمنوا به واتّبعوه في الليل، دون التفكير في العودة، باستثناء امرأته، فإنّها كفرت بالله، وسقطت في وحل طغيان قوم لوط، فسوْف يُنزِّل الله على القرية التي كفرت بنعم الله تعالى عليها عذابًا يستحقونه، قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ}،[١٥] فكان العذاب بإمطارهم حجارة من سجّيل، فكان على كل حجر اسم الشخص الذي سيُقذَفُ به، وقلبت القرية عليهم، جزاءً لما أحدثوه من إفساد للفطرة السليمة، فما تزال قريتهم باقية إلى الآن للاتعاظ والاعتبار.[١٦]
العبر المستفادة من قصة لوط عليه السلام
ماذا يمكن للمسلم أن يستفيد من العبر والمواعظ من قصة النبي لوط عليه السلام؟
للمسلم أن يستخلص العديد من العبر والمواعظ من قصة نبي الله لوط عليه السلام، فيطبقها على حياته العملية ومنها ما يأتي:[١٧]
- إنّ الابتلاء لا يقتصر على عوام النّاس بمفردهم، فأكثر الناس إيمانًا هم أكثر الناس ابتلاءًا، فسيدنا لوط عليه السّلام ابتلي بزوجة كافرة، ومحرّضة على الكفر، فلا يجزع المسلم إذا ما ابتلي بانحراف سلوك أحد أقاربه أو أحد اهل بيته إن هو قام بم عليه من التربية الإيمانية والأخلاقيّة.
- إنّ الكفران بأنعم الله تعالى لا يؤول في نهاية الأمر إلّا للحرمان منْها، أو بإنزال العقاب من الله تعالى، فيحرص المسلم على أنْ يؤد حق شكر الله تعالى في كل ما أنعم الله تعالى عليه من نعم ظاهرة وباطنة.
- إنّ استخدام لوط عليه السلام العديد من الأساليب في دعوة قومه للإيمان بالله تعالى يشير إلى أهمية الأسلوب، فيحرص المسلم -وبالأخص الداعية- على التنوّع في الأساليب التي يستعين بها في دعوة الناس إلى الله تعالى، وفي واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- إنّ مآل الصالحين في نهاية الأمر هو التأييد من الله تعالى ومعاقبة الفاسدين الّذين ينشرون في الأرض الفساد، فلا يحزن المسلم -بالأخصّ الداعية- على ما يلاقيه من صدود عن دعوته في سبيل الله تعالى، فأنبياء الله تعالى -وهم صفوة الخلق- قد تعرضوا لأشدّ مما تعرض له.
- إنّ انتشار الفاحشة على مرأى النّاس مؤذن بحلول عذاب الله تعالى، فكان قوم لوط قد وصل بهم الأمر ارتكابهم للفاحشة على مرأى الناس، ويجاهرون بها دون أحساس أنهم يرتكون أمرًا مخالفًا للفطرة، فيحرص المسلمين على عدم ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فتركه يترتب عليه انتشار المعاصي في المجتمع.
- إنّ تركيز لوط في دعوة قومه كان على تركهم للفاحشة، أكثر من الكلام في عبادتهم للأصنام، فكأن ارتكابهم للفاحشة وانغماسهم بها، كان السبب الرئيس للبعد عن الله -تعالى- والكفر به، فيركّز المسلم -بالأخص الداعية- دعوته على ما يبعد الأنسان عن الله تعالى فيحاول معالجته، فإذا ما صلح ذلك الامر سيصلح -بإذن الله- علاقته مع الله تعالى.
- إنّ اتّباع الوسائل الحازمة في مواجهة الامراض المجتمعية يفضي لقتل الفساد، وذلك لحرص الفاسدين لنشر فسادهم ليلًا ونهارًا، فقوة الفساد تحتاج لقوة مماثلة وأقوى من الإصلاح.
- إنّ في تنبيه المجتمع من فساد المفسدين وقاية من الوقوع في ما يسعى المفسدون لنشره.
- إنّ تكاتف الدعاة مع بعضهم البعض أمر معين في الدعوة إلى الله تعالى، ومخفف لما يلاقيه الداعية من الناس، فنجد ذلك متمثلًا في استفهام ابراهيم -عليه السّلام- من الملائكة بأنّ لوطًا في القرية التي سينزل بها العذاب، فطمأنوه بأنّه ناجٍ هو والمؤمنين.
كما يمكنك قراءة قصة النبي لوط لطفلك يمكنك الاطلاع على هذا المقال: قصة النبي لوط للأطفال
المراجع
- ↑ سعيد حوّا ، الاساس في التفسير، صفحة 1964. بتصرّف.
- ↑ أحمد غلّوش، دعوة الرسل، صفحة 147-150. بتصرّف.
- ↑ احمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 149. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د أحم غلوش، دعوة الرسل، صفحة 150-153.
- ↑ سورة العنكبوت، آية:28-29
- ↑ المنّاوي، فيض القدير، صفحة 316.
- ↑ السيوطي، الجامع الصغير، صفحة 8150. بتصرّف.
- ↑ سورة العنكبوت، آية:29
- ↑ سورة هود، آية:78-79
- ^ أ ب سورة هود، آية:81
- ↑ سورة النمل، آية:45
- ↑ عبدالرحمن السعدي، تفسير السعدي، صفحة 607. بتصرّف.
- ↑ سورة الشعراء، آية:169
- ↑ محمد المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ سورة هود ، آية:82
- ↑ احمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 153. بتصرّف.
- ↑ أحمد غلّوش، دعوة الرسل، صفحة 153-157. بتصرّف.