قصة مؤمن آل ياسين

كتابة:
قصة مؤمن آل ياسين

الدعوة إلى الله

تُعدُّ الدعوة إلى الله تعالى من أجل الأعمال وأفضلها وأكثرها قربة ومثوبة عند سبحانه، لذلك اختار صفوة خلقه من البشر ليكونوا رُسلًا وأنبياء من قبله داعين إلى تحقيق الغاية التي خُلق من أجلها الإنس والجن وهي عبادة الله وحده لا شريك له ونبذ ما سواه، وخصّ الدعاة إلى الله تعالى بعظيم الأجر في الدنيا والآخرة في أكثر من موضعٍ في القرآن خاصةً من اتبع أسلوب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة حيث يترتب عليها قبول الناس للدِّين وإنصياعهم لأوامر الله رغبةً لا رهبةً، وهذا المقال يُسلط الضوء على مؤمن آل ياسين كواحدٍ من الدعاة إلى الله.

قصة مؤمن آل ياسين

ذكر أهل العلم والتفسير أنّ مؤمن آل ياسين هو حبيب النجار وقيل: حبيب بن مري، وقيل أنّه كان يعمل في النجارة، وهو واحدٌ من سكان القرية التي جاءها المرسلون والتي قال عنها المفسرون أنها أنطاكية: "وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ"" [١]، فكذب سكان تلك القرية بالرسل الثلاث الذين أُرسلوا إليهم وكان رجلٌ من هذه القرية آمن بدعوة هؤلاء المرسلين وقرر المساهمة في نشر الدعوة إلى الله لذلك أُطلق عليه في كتب التفسير اسم مؤمن آل ياسين رغم سكنه في أقصى المدينة، إذ قال لقومه بأسلوبٍ لطيفٍ: اتبعوا من لا يسألكم أجرًا في إيماءةٍ إلى حُسن نوايا هؤلاء المرسلين، ممّا يدلل على أنّ نصيحتهم لوجه الله تعالى ثم أظهر لقومه إيمانه بالله تعالى ونبذ عبادة الأصنام التي كان عليها قومه مبررًا ذلك بأن الله هو من الخالق وإليه يرجع الناس وهو النافع والضار؛ فكان جزاؤه دخول الجنة بعد أن قُتل وعندما رأى نعيم الجنة قال: يا ليت قومي يعرفون بهذا النعيم، وبعد مقتل مؤمن آل ياسين على يد قومه أنزل الله عليهم العذاب الأليم. [٢][٣][٤]

مضامين قصة مؤمن آل ياسين

تضمّنت قصة مؤمن آل ياسين عددًا من الأمور الهامة التي تتمحور حول الدعوة إلى الله عن طريق سرد القصص كواحدٍ من أساليب الوعظ والإرشاد الأكثر نجاعة وتأثيرًا في النفوس والتي يتوجب على الدعاة أخذها بعين الاعتبار قبل انطلاقهم في مشوار الدعوة، ومن تلك المضامين: [٥][٦]

  • اختيار الأسلوب الحسن واللطيف في مخاطبة المعارضين ومحاولة إقناعهم باللين وضرب المثال والتلميح وترك الاستنتاج المنطقي لهم.
  • عدم الإلحاح في التساؤل عما سكت عن القرآن الكريم كاسم مؤمن آل ياسين أو اسم المكان أو أسماء المرسلين، إذ يجب التركيز على هدف القصة لا هوامشها.
  • السعي الحثيث وبذل الجهد في الدعوة إلى الله.
  • عدم ذِكر اسم ذلك المؤمن فيه إيماءة لطيفة إلا أنّ من غايته الدعوة إلى الله لا يأبه للشهرة والمجد.
  • النصيحة يجب أن تكون خالصةً لله وهدفها جلب الخير أو دفع الضرر لا التشهير أو التصغير.
  • الترفع عن قبول أي أجرٍ ماديٍّ أو معنويٍّ مقابل الدعوة إلى الله أو أن يكون الهدف منها السعي نجو الأضواء والشهرة.
  • الشهادة في سبيل نشر الدعوة جزاؤها الجنة إن كانت خالصةً لوجه الله.

مواضع ذكر مؤمن آل ياسين في القرآن

ذُكر مؤمن آل ياسين في القرآن الكريم مرةً واحدةً دون ذكر اسمه صراحةً في سورة يس في معرض الحديث عن قصة أصحاب القرية وكفرهم برسلهم الثلاثة وعزمهم على قتلهم وموقف هذا المؤمن من ذلك وإعلانه الإيمان أمامهم جميعًا، قال تعالى: "وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ* اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ* وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون* أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ* إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ* إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ* قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ* بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ* وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ" [٧] [٨]

المراجع

  1. {يس: الآية 13}
  2. حبيب النجار مؤمن آل ياسين،,  "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-11-2018، بتصرف
  3. وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى..،,  "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-11-2018، بتصرف
  4. تفسير الطبري سورة يس،,  "www.quran.ksu.edu.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-11-2018، بتصرف
  5. فوائد للدعاة من قصة مؤمن آل ياسين،,  "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-11-2018، بتصرف
  6. تفسير القرطبي سورة يس، ,  "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-11-2018، بتصرف
  7. {يس: الاية 20- 28}
  8. سورة يس،,  "www.quran.ksu.edu.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-11-2018، بتصرف
5217 مشاهدة
للأعلى للسفل
×