قصة مثل بيدي لا بيد عمرو

كتابة:
قصة مثل بيدي لا بيد عمرو

قصة مثل: بيدي لا بيد عمرو

كثيرةٌ هي الأمثال وكثيرةٌ هي المواقف التي تُستَخدم فيها، ولكن كثيرًا ما تُقال دون معرفة القصة الحقيقية والسببِ الحقيقيّ لها، والموقفِ الذي قيلت فيه للمرّة الأولى، والذي كان سببًا لتداولها بين النّاس، ومن بين تلك الأمثال: بيدي لا بيد عمرو، وهو من الأمثال كثيرةِ التداول بين النّاس، وتدور قصّته حول الزبّاء؛ وهي الزباء بنت عمرو بن الأظرب ملكِ تدمر، اعتلت عرش تدمر بعد قتل والدها على يد جذيمة الأبرش ملكِ الحِيرة؛ وذلك لتنافس المملكتين بشكلٍ دائم، وبدأت القصّة بعد قتل والد الزبّاء واعتلائها العرش، وإصرارها على الأخذ بثأر والدها، فقامت بخدعةٍ صغيرةٍ للانتقام من القاتل؛ حيث أرسلت إلى جذيمة تطلب منه الزواج بها بغرض توحيد المملكتين، ولكنها كانت تنوي في نفسها أمرًا آخر.

وصل طلبُ الزبّاء لجذيمة، فجمع رجاله ومستشاريه ليأخذ برأيهم بشأن زواجه من الزبّاء، فأجمع الجميعُ على الموافقة على طلبها، إلّا رجلًا واحدًا يُدعى: قصير بن سعد؛ إذ أحسّ أنّ في ذلك الطلب حيلةً ما، ولكن جذيمة لم يعطِ أهميّةً لرأيه، بل حزم على الذهاب إلى تدمر، وفعلًا سافر إلى هناك بعد أن ولّى مهام حكم الحِيرة لابن أخته عمرو بن عديّ، وكانت الزبّاء تُعرف بفروسيتها وبمهارتها في فنون القتال، وعند وصول جذيمة إلى تدمر وجد الزبّاءَ بملابسها الحربيّة فقتلته وأخذت بثأر والدها، وما إن وصَل خبرُ خديعة الزبّاء وقتلِها لجذيمة إلى عمرو حتى قرّر هو الآخر استخدام الحيلة في قتلها انتقامًا لخاله، واستعان بقصير بن سعد الذي كان يُعرف بأنّه داهيةٌ ورجلٌ فطِنٌ وذكيّ.[١]

فخرج سعدٌ بحيلةٍ وهي أن يقوم رجالُ عمروٍ بقطع أنفه وجلدِه وتمزيقِ ملابسه؛ ليذهب إلى الزبّاء بتلك الهيئة مُدَّعيًا أنّ عمروً قد قام بذلك انتقامًا لخاله؛ لأنّ سعدًا هو مَن شجّعه على قبول طلب الزواج، وبالفعل ذهب إلى الزبّاء بتلك الهيئة فآوته في قصرها، وبتلك الحيلة استطاع خلال إقامته التّعرُّف على مخارج القصر ومداخله وأبوابه السريّة، وفي يومٍ من الأيام طلب إلى الزبّاء الإذنَ له بالخروج إلى الحِيرة لجلب تجارةٍ كبيرةٍ له بقيت هناك، فسمحت له وخرج وعاد بقافلةٍ كبيرةٍ وثقيلة، وما إن وصلت إلى ساحة قصر الزبّاء حتى خرج منها رجالُ عمرو، فحاولت الزبّاءُ الهرب من بابٍ سريٍّ للقصر، ولكنها ولسوء حظّها وجدت عمرو هناك، فأبت أن تموت على يد عدوّها، وقالت مقولتها المشهورة: بيدي لا بيد عمرو، وتجرّعت السمّ الذي بخاتَمها وماتت، وأصبحت تلك المقولةُ تُقال لكلّ شخصٍ يُفسد أموره وأملاكه بيده لا بيد عدوّه.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب "قصة بيدي لا بيد عمرو"، www.qssas.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-30. بتصرّف.
3441 مشاهدة
للأعلى للسفل
×