قصة مثل: جزاؤه جزاء سنمار
يعدّ هذا المثل واحدًا من أشهر الأمثلة الخالدة التي يستخدمها الناس في حياتهم، وسنمار مهندس يعود أصله إلى الإمبراطورية البيزنطية الذي نسب له تصميم وبناء قصر الخورنق، وقد ضرب بسنمار مثل "جزاؤه جزاء سنمار"، وكانت قصة هذا المثل أن أحد ملوك المناذرة وهو النعمان بن المنذر أراد أن يبني قصرًا لا نظير له، ليتفاخر به على العرب والفرس، لأن ملك الفرس ابن سابور كان سينزل ضيفًا بهذا القصر، فاختار ملك الحيرة النعمان سنمار ليقوم بتصميم وبناء القصر، فاستدعاه وكلفه ببناء قصره الذي سيقيم به، وقيل أن سنمار استغرق عشرين سنة حتى أكمل بناء القصر، وقد نال هذا القصر على إعجاب كل من مر به لجمال تصميمه وبنائه .[١]
وعندما انتهى سنمار من بناء القصر استدعى النعمان لكي يرى القصر ويعاين بناءه، فحضر النعمان وتجول بالقصر، وعندما انتهى من معاينته دار حديث بينه وبين سنمار، حيث أخبره سنمار بأنه يعرف موضع آجرة أي "طوبة أو حجر" اذا نزعت من مكانها هوى القصر وتهدم بأكمله، ولما علم النعمان بهذا قام بإلقاء سنمار من أعلى قصر الخورنق كي لا يخبر أحدًا عن موضع هذا الحجر، ومن هذه القصة جاء "جزاؤه جزاء سنمار" وأصبح يقال للرجل الذي يُنكَر فضله ويُجحد جميله.[٢]
وكان لمثل: جزاؤه جزاء سنمار وجود ومكانة في الشعر العربي القديم، ومن الأمثلة على ذلك قول عبد العُزّى بن امرئ القيس الكلبي وقول أبو الطَّمَحان القَيْني، حيث جاء عن عبد العزى الكلبي قوله[٣]:
جــزانـي جــــزاه الله شــر جزائه جزاء سـنمار ومـا كـان ذا ذنـب
سوى رصه البنيان عشرين حجة يعلّى عليه بالقراميد والسكب
وقول أبو الطَّمَحان القَيْني:
جزاءَ سـنمـارٍ جزَوهـا، وربَّـهـــا وباللّات والـعُزّى جزاءَ الـمكَفِّرِ