قصة مثل: رب رمية من غير رامٍ
كثيرًا ما يستخدم العرب المثل "رب رمية من غير رام" في مجالسهم وحواراتهم وحتى في نصوصهم، وهو يُستخدم عادة في المواقف التي يستطيع فيها شخص ما إنجاز مهمة، أو القيام بعمل ما وينجح فيه دون أن يكون قاصدًا أو مهيَّأً لهذا النجاح، أو حتى لا يكون لديه المعرفة الكافية عن المهمة التي أنجزها، وهذا المثل تعود قصته إلى الحكيم بن عبد يغوث المنقري، فهو أول من قال هذه العبارة، وكان معروفًا بين أهله أنه من أرمى الناس، وفي أحد الأيام حلف أنه سيذبح غزالة، وخرج للصيد، وهمّ أن يصطاد الغزالة لكن سهمه أخطأ ولم يصب، فعاد إلى أهله مهمومًا حزينًا، وبات ليله كئيبًا مؤرقًا مما حصل معه في الصيد، وفي اليوم التالي قال لأهله إنه سيقتل نفسه في حال تكرر معه الموقف نفسه، وحاول أهل قبيلته أن يقنعوه بأن يذبح بدلًا منها عشرة من الإبل إلا أنه رفض أن يغير رأيه.[١]
وعندها طلب منه ابنه أن يخرج معه إلى الصيد، فاستهزأ الأب بغلامه الصغير، وقال له إنه صغير ضعيف لا يقوى على الصيد، وبعد إصرار الابن وافق الحكيم أن يصطحبه معه، ومرت بالحكيم المنقري أول غزالة ووجه كنانته ورمى بسهمه إلا أنه لم يصبها، ومن ثم مرت به الثانية فرماها بسهمه ولم يصبها، فقال له ابنه: أعطني القوس يا أبتِ.[١]
فغضب الحكيم المنقري من طلب ابنه، لكن ابنه أقنعه بأن الحمد سيلحق به بجميع الأحوال لأنه والده، ولأن السهم الذي سيصطاد به الغزالة هو سهم الحكيم، فأخذ الولد السهم وتمكن من اصطياد الغزالة، وعندها قال الحكيم المقولة المشهورة "رب رمية من غير رامٍ" وصارت مثلًا يدور على ألسنة الناس لكل موقف يشبه موقف الحكيم وابنه.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت أبو فضل الميداني، كتاب مجمع الأمثال، صفحة 299. بتصرّف.