قصة مثل: عادت حليمة إلى عادتها القديمة
تختلف أصول الأمثال العربية فمنها ما هو قصة كالمثل الذي شاع كثيرًا على ألسنة الناس وهو "عادت حليمة إلى عادتها القديمة"، وقد يظن البعض أن هذا المثل هو مثل عامي، لكن الحقيقة ليست كذلك، فحليمة التي قيل بها هذا المثل هي زوجة "حاتم الطائي" الذي عرف بكرمه وسخائه وإكرامه لضيفه، وكان من شعراء العصرالجاهلي، وعرف بصدقه في قوله وفعله، وقد ضربت العرب المثل في كرمه وقالت: "أكرم من حاتم"، على عكس ما عرفت به زوجته حليمة التي اشتهرت بالبخل، وهذا المثل كغيره من الأمثال له قصة كانت سببًا في ولادته ونشوئه والتصاقه على ألسنة الناس على مر الأزمان.[١]
كانت حليمة زوجة حاتم الطائي عندما تضع السمن في الطعام الذي تصنعه تصيبها رعشة في يدها، وعندما لاحظ حاتم الطائي هذا، أراد أن يعلم زوجته ويزرع في ذاتها الكرم، فأخبرها أن القدماء كانوا يقولون أن المرأة إذا قامت بوضع ملعقة من السمن في الطعام بارك الله لها في عمرها وزادها في عمرها يومًا، فعندما سمعت حليمة بهذا بدأت تزيد من ملاعق السمن في طبخها تصديقًا لما قاله لها زوجها، وبعد ذلك أصبح الطعام الذي تصنعه حليمة لذيذًا وطيبًا، حيث إنّها بدأت تتعود على السخاء.[٢]
لكن الله قدر بأن تُفجع حليمة بابنها الوحيد الذي كان قريبًا لها أكثر من نفسها وكانت تحبه حبًا كبيرًا، وحزنت عليه كثيرًا عند موته، فعادت إلى عادتها القديمة وبدأت تقلل من السمن الذي تضعه في الطعام ظنًا منها بأن عمرها سيقل إن فعلت هذا، ومن هنا أخذ مثل "عادت حليمة إلى عادتها القديمة" وأصبح شائعًا على ألسنة الناس، ويقال هذا المثل للإنسان الذي يعود إلى عادة قديمة هجرها ثم عاد إليها.[٢]
المراجع
- ↑ "مَن هيَ حليمة التي عادت لعادتها القديمة؟!"، al-maktaba.org. بتصرّف.
- ^ أ ب "مَن هيَ حليمة التي عادت لعادتها القديمة؟!"، al-maktaba.org. بتصرّف.