قصة مثل: في الصيف ضيعت اللبن
تعود قصة هذا المثل إلى امرأة تدعى دخنتوس بنت لقيط والتي تزوجت من شيخ كبير يدعى عمرو بن عداس الذي عرفه قومه بالشجاعة والشهامة والكرم، وبعد حين كرهت دخنتوس زوجها فطلقها، وتزوجت بعدها من شاب صغير في العمر حسن الشكل واسمه عمير بن معبد، لكنه لم يتحلى بالصفات التي كان يتحلى بها عمرو بن عداس، وفي يوم من أيام الصيف أجدبت الأرض ومرت إبل عمرو بن عداس الكثيرة، فطلبت دخنتوس من خادمتها بأن تطلب من عمرو بعض اللبن، فطلبت الخادمة من عمرو الذي أرسل معها اللبن بعدما قال لها: "في الصيف ضيعت اللبن" وعندما عادت الخادمة إلى دخنتوس أخبرتها بما قاله عمرو فضربت يدها على منكب زوجها وقالت: "هذا ومَذْقُه خَير" وتعني بهذا أن زوجها الشاب بالرغم من قلة ماله خير لها من زوجها السابق، وأصبحت الجملة التي قالها عمرو ابن عداس مثلًا تضربه العرب لمن يطلب أمرً ضيعه على نفسه.[١]
يُعدّ مثل "في الصيف ضيعت اللبن" واحدًا من أشهر الأمثال التي ما زال يرددها الناس إلى يومنا هذا حول فكرة الطمع، ويقول الزمخشري في استخدام مثل في الصيف ضيعت اللبن أن هذا المثل يقال للشخص المفرط والملح في طلب الحاجة عند إمكانها وطلبها بعد فواتها.[٢]
ذكر ابن عبد ربه رواية أخرى لمثل: في الصيف ضيعت اللبن في كتاب العقد الفريد أنّ مثل: "في الصيف ضيعت اللبن" يذكر قصة أخرى لا علاقة لها بقصة المرأة التي شاعت بين الناس ويشير أن هذا المثل يقال عند طلب الحاجة بعد انقضائها، ومعنى المثل هو أن الرجل اذا لم يقم بطرق ماشيته في الصيف، ضيع اللبن عند حاجته إليه.[٣]
المراجع
- ↑ "الصيف ضيعت البن"، www.diwanalarab.com. بتصرّف.
- ↑ محمد جابر الفياض، الأمثال في القرآن الكريم، صفحة 109. بتصرّف.
- ↑ "الصيف ضيعت اللبن"، www.diwanalarab.com. بتصرّف.