قصة مثل وافق شن طبقة

كتابة:
قصة مثل وافق شن طبقة

قصة مثل: وافق شن طبقة

إنّ مثل "وافق شن طبقة" من الأمثال العربية المشهورة، التي تُقال عندما يتوافق تفكير شخصين، أو عندما يكون هناك تفاهم وانسجام في الأفكار بين الأزواج، ولهذا المثل قصة مشهورة، وهي أنه كان هناك رجل اسمه شن، وهو من عقلاء العرب، ونوى أن يبحث عن امرأة تماثله وتشبهه ليتزوجها، وعزم أن يطوف البلدان ليعثر على بغيته، وخلال رحلته رافقه رجل، وبعد أن عرف شن وجهة الرجل ترافقا في المسير، وسأل شن الرجلَ: أتحملني أم أحملك؟ فسخر الرجل من السؤال وقال: يا جاهل أنا راكب وأنت راكب فكيف أحملك أو تحملني؟ فسكت شن، وبعد أن وصل شن والرجل إلى القرية المقصودة من رحلتهما وجدا زرعًا قد استحصد، فسأل شن الرجل: أترى هذا الزرع أأكل أم لا؟ فأجاب الرجل مستنكرًا جهل شن: ترى زرعًا مستحصدًا وتسأل أكل أم لا؟ فسكت شن مرة ثانية.[١]

وعندما دخل شن والرجل إلى القرية رأيا جنازة، فسأل شن الرجل: أحيًا ترى من على هذا النعش أم ميتًا؟ فتجاهل الرجلُ شنًا ولم ينطق ولا بأي كلمة، وعندما اقترب الرجل من بيته أبى أن يترك شنًا دون أن يأخذه إلى منزله، وكان عند الرجل ابنة اسمها طبقة، ولما وصل إلى المنزل حدّث ابنته بغرابة أسئلة شن، فأخبرت البنت أباها أن شنًا ليس جاهلًا، وأن لأسئلته تفسير وتوضيح.[١]

أما سؤاله: أتحملني أم أحملك فقصد به: أتحدثني أم أحدثك ونحن في طريقنا كي لا نشعر بالملل من طريق السفر، أما استفهامه عن الزرع: أأكل أم لا؟ فهو يقصد هل استطاع أصحاب الزرع أن يبيعوه ويأكلوا من ثمنه أم لا؟ وأما عن الجنازة فهو قصد بسؤاله: هل ترك هذا المتوفى ولدًا بعده يحيا اسمه وذكره به أم لا؟ وعندما فهم الرجل مقصد أسئلة شن خرج وأجابه عنها، ولكن شنًا عرف أن هذا ليس بكلام الرجل، وسأله من صاحب هذا الكلام، وعندما عرف شن أن طبقة هي من أجابت أُعجب برجاحة عقلها وذكائها، وخطبها من أبيها وتزوجها، ولما عرف أهله ذكاءها وفطنتها قالوا: وافق شن طبقة.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت أبو عبيد البكري، شرح كتاب الأمثال، صفحة 100. بتصرّف.
3944 مشاهدة
للأعلى للسفل
×