قصة مثل: وعند جهينة الخبر اليقين
المَثَل هو القول المُقتطف من الكلام أو قد يكون عبارة مرسلة بنفسه غير مُقتطع، ويُقال المَثَل أول مرة في مناسبة ما وبعدها يتناقله النَّاس ليُذكر في مواقف مُشابهة، والمَثَل هو عبرةٌ مُستخلصةٌ من واقعةٍ مُعيَّنة، وتكثر الأمثال في اللغة العربية ؛ فقد اهتمَّ بها الملوك والأدباء وتناقلوها مع قصصها وأُفردت لها العديد من الكتب التي تهتمُّ بها، ومن بين الأمثال قولهم وعند جهينة الخبر اليقين، وأمَّا جهينة فهي قبيلة كبيرةٌ من قبائل العرب يعود أصولها إلى القحطانيين، وأمَّا جهينة المقصود في ذلك المَثل هو خادمٌ أمين لملكٍ من ملوك اليمن المعروفين في ذلك العصر.[١]
ويُحكى -كما ورد في كتاب أبي عبيدة للأمثال- أنَّ ملكًا من ملوك اليمن كان يملك خادمًا اسمه جهينة، وكان للملك وزيرٌ عظيم يُدعى نجده، إذا غاب الملك عن مملكته خلَّف وراءه وزيره نجده على المُلك، وفي يومٍ من الأيَّام بعث الملك بجهينة لينظر ما يفعل الوزير في غيابه، فاختبأ جهينة عن الوزير لينظر فعله، فلمَّا أخذ الوزير مكان الملك وغاب عقله؛ لشدة سكره أنشد قائلًا:
إذا غاب المليكُ خلوتُ ليلي
أضاجعُ عنده ليلي الطويل
فلمَّا سمع جهينة منه ذلك أقبل عليه فقتله، ودفن رأسه تحت وسادة ذلك الملك، فلمَّا عاد الملك من رحلته تفقَّد الوزير والتمسه في الأماكن التي يجده بها عادةً ولكنَّه لم يجده، وفي يومٍ من الأيام وفي سهرة عند الملك غلب السُّكر على جهينة حتى أنشد قائلًا:
تسائل عن نجيدة كلَّ راكب
وعند جهينة الخبرُ اليقين
فسأل الملك عن الخبر فأخبره جهينة بجميع ما حدث في غيابه، فأُعجب الملك بجهينة أشد الإعجاب وقرَّبه من مجلسه حتى صار واحدًا ممن يثق بهم في حلِّه وترحاله.
المراجع
- ↑ حفناوي بعلي، حفريات ثقافية أسطورية، صفحة 227. بتصرّف.