محتويات
من هو مسيلمة الكذّاب؟
مسيلمة بن ثمامة وهو من بني حنيفة، وكان يُلقب في قومه بالرحمن فيُقال عنه رحمن اليمامة، أمَّا صفة الكذاب فهو لقب التصق به بعد ادِّعائه النُّبوة، وأكثر من آمن به كان من بني حنيفة، وقد قُتل عن عمر يناهز المئة وخمسين سنة.[١]
تعلّم مسيلمة الكذّاب الكهانة
ماذ قال مسيلمة ليعارض القرآن؟
ولقد وردت الأنباء عن مسيلمة الكذاب وتعلمه للعديد من فنون الكهانة والسِّحر، وذكر الجاحظ أنَّ مسيلمة الكذاب كان يدور في الأسواق بحثًا عمَّن يعلمه فنون السحر وعلم التَّنبؤ بأخبار النُّجوم، وقد أتقن الكثير من الخدع وفنون الشَّعوذة،[٢] ومن الحيل التي كان يتقنها مسيلمة وقد اشتهر بها بأنَّه كان يقصُّ جناح الطَّائر ومن ثم يلصقه مرة أخرى، بالإضافة لإخال البيضة في الزُّجاجة، وقد ادَّعى مسيلمة أنَّه كان يحلب ظبيةً تأتيه كل يومٍ من أحد الجبال.[٣]
ولقد عارض مسيلمة الكذاب القرآن الكريم بمجموعة من الأسجاع والكلام الوضيع والذي تبدو عليه معالم الرَّكاكة والضَّعف، ومن ذلك سجعٌ ادعى أنَّه نزل إليه من السَّماء في خصومة لبعض القوم آتوه، وقال في ذاك: هذا السَّجع "والليل الأضخم، والذئب الأدلم، والجذع الأزلم، ما انتهكت أسيد من محرم" ومن السَّجع الذي قاله وهو يدَّعي أنَّه وحيٌ من السَّماء قوله:"والليل الدامس، والذئب الهامس، ما قطعت أسيد من رطب ولا يابس"، وكان يقول: "والشاء وألوانها، وأعجبها السود، وألبهانها، والشاة السوداء، واللبن الأبيض، إنه لعجب محض، وقد حرم المذق، فما لكم لا تجتمعون".[٤]
ومن سجعه ما ورد بينه وبين سجاح التي ادَّعت النُّبوة أيضًا، فسألته أن يخبرها بعضًا من وحي الله إليه، فقال لها: "ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى، أخرج منها نسمة تسعى، ما بين صفاق وحشا"، ولما استزادته فقال لها: "إن الله خلق النساء أفواجًا، وجعل الرجال لهن أزواجًا، فنولج فيهن قعسًا إيلاجًا، ثم نخرجها إذا شئنا إخراجًا، فينتجن لنا سخالًا نتاجًا"، فشهدت بنبوته وآمنت به، وعندما وصل هذا الكلام للصَّحابي أبو بكر الصِّديق -رضي الله عنه- غضب لهذا الكلام ونعته بوضاعته وأنَّ هذا الكلام لا يخرج من رب.[٤]
ادعاء مسيلمة الكذّاب النبوة
ماذا سأل مسيلمة رسول الله لقاء إسلامه؟
جاء مسيلمة الكذّاب في السنة التَّاسعة للهجرة إلى المدينة، وعندما قابل رسول الله، سأله أن يعطيه النُّبوة من بعده مقابل إسلامه واتِّباع دينه، إلَّا أنَّ النَّبي رفض ذلك، وعندما رجع مسيلمة إلى اليمن ادَّعى أنَّ النَّبي أشركه في نبوته وقد شهد معه في هذا رجلٌ اسمه الرَّجال بن عنفوة، وقد ورد في حديث عباس أنَّ رسول الله قال: "بَيْنا أنا نائِمٌ، رَأَيْتُ أنَّه وُضِعَ في يَدَيَّ سِوارانِ مِن ذَهَبٍ، فَفُظِعْتُهُما وكَرِهْتُهُما، فَأُذِنَ لي فَنَفَخْتُهُما فَطارا، فأوَّلْتُهُما كَذّابَيْنِ يَخْرُجانِ"،[٥] وكان مسيلمة أحد هذين الكذَّابين.[٦]
معركة اليمامة وموت سليمة
مَن الذي قتل مسيلمة؟
لقد استشرى خطر مسيلمة الكذاب وازداد عدد المرتدين من حوله، وخاصةً بعد زواجه من سجاح والتفاف أعوانها حوله، فبعث أبو بكر الصِّديق بجيشٍ بقيادة عكرمة بن أبي جهل للقاء مسيلمة، ومن ثمَّ أمدَّه بجيشٍ آخر بقيادة خالد بن الوليد وفيه الصَّحابي شرحبيل بن حسنة، والتقى الجيشان بعد أن جمع مسيلمة أهل اليمامة من حوله في معركة اليمامة، فتراجع جيش مسيلمة إلى حديقة الموت، ودار هناك قتال حام، انتهى بهزيمة المرتدين وقتل مسيلمة بحربةوحشي، وقطع رأسه من قبل سماك بن خرشة، وقد نال العديد من الصَّحابة الشَّهادة في تلك المعركة.[٧]
العبر المستفادة من قصة مسيلمة الكذاب
- من العبر أنَّ الله أجرى على يدي مسيلمة أمور خارقة للطَّبيعة ولكن كانت للمهانة مثل أنَّه تفل في البئر فجفَّت مياهه، وأنَّه توضأ على نخلةٍ فيبست.[١]
- من العبر المستفادة من القصة أنَّ الإنسان معرض للفتن والعذاب في سبيل الله، فما عليه إلَّا الصبر والثَّبات على موقفه كما فعل حبيب بن زيد رسول رسول الله، الذي قطَّعه مسيلمة قطعًا قطعًا نتيجة ثباته على إيمانه.[٨]
المراجع
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 190. بتصرّف.
- ↑ أكرم العمري، عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين، صفحة 399. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية ط هجر، صفحة 257. بتصرّف.
- ^ أ ب الباقلاني، إعجاز القرآن للباقلاني، صفحة 156-157. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 7034، حديث صحيح.
- ↑ موسى بن راشد العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 560-561. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوَّى، الأساس في السنة وفقهها السيرة النبوية، صفحة 1552. بتصرّف.
- ↑ خالد الراشد، دروس الشيخ خالد الراشد، صفحة 7. بتصرّف.