قصة موسى مع السحرة

كتابة:
قصة موسى مع السحرة

التوحيد يواجه السحر

من المواجهات الأبدية التي تحملها الأيام في طياتها مواجهة الإسلام والكفر، التي من مشاهدها قصة موسى مع السحرة،وابتدأت بقول موسى -عليه الصلاة والسلام- :{وَقَالَ مُوسَىٰ يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ*حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ*قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }[١]، ولكن أنى لفرعون وملئه الإستسلام، وزوال مظاهر الربوبية والألوهية عنهم، فاتهموه عليه السلام بالسحر {قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ*يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ ۖ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ}[٢] ، واتهموه بإخراجهم من أرضهم، فلجؤوا إلى رص الصف أمامه {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ,يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ}[٣] وكان السحرة قائمين على حماية العرش الفرعوني لتبدأ بعدها قصة موسى مع السحرة.[٤]

قصة موسى مع السحرة

قال تعالى :{وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ }[٥] الله سبحانه وتعالى نقل حديثًا خفيًا دار في البهو الفرعوني، حديثًا سيظل قائمًا ما دامت السموات والأرض، وجد فرعون ضالته في الأقباط المهرة بالسحر، ونمى لهم هذه الموهبة، وهم وجدوا ضالتهم في متاع الحياة الدنيا الرخيص، الذي كانوا يلهثون وراءه، فوقفوا صفًا واحدًا أمام الكليم، غرتهم الكثرة وأخذتهم العزة بالإثم تحت شمس النهار، أمام الجماهير التي أحضروها لتصفق لربهم، وتقدم له طقوس العبادة، قالوا للكليم: إما أن تلقي وإما أن نلقي ،قال :بل ألقوا، فألقوا حبالهم وعصيهم المحشوة بالزئبق، مع شعوذتهم ليسحروا حتى عين النبي موسى -عليه الصلاة والسلام -وعززوها بالحلف بعزة فرعونهم أنهم الغالبون، -فألقى الكليم عصاه فإذا هي تلقف -أي تأكل -عصيهم الواحدة تلوالأخرى، وهنا عرفوا أن عزة ربهم الفرعون مزيفة كعصيهم، وأن عزة الحي القيوم لا يرام لها جانب، فألقوا سجدًاعن آخرهم، ولكن التهمة جاهزة عند فرعون، موسى كبيرهم، والعقوبة جاهزة تقطيع الأيدي والأرجل، فثبتهم الله سبحانه وتعالى وقالوا لفرعون: افعل ما تشاء، وإذا أراد الله قذف نور الهداية في القلوب فلا راد لفضله، أصبحوا كفار سحرة، وأمسوا شهداء بررة.[٦]

العبرة من إيمان سحرة فرعون

إن في إيمان سحرة فرعون عبر تحار فيها العقول منها: استيقاظ الفطرة التي لطالما حاول فرعون طمسها وتنويمها، ليسوم الناس كالبهائم أمامه، ولكن أنى للعبد أن يغلب ربه؟ كان الحلف منذ قليل بعزة فرعون، وإذا به الآن بعزة الله، لأنه تعالى هو الذي فطرهم، إن السحرة استجابوا لنداء الفطرة لحظة، فثبتهم الله سبحانه وتعالى في هذا الإمتحان الرعيب، عاش السحرة معزولين عن فطرة ربهم، فقد رباهم فرعون على السحر، ينامون على السحر ويستيقظون على السحر، ولكن عندما أراد الله لهم السعادة رأوا آياته البينات، وسجدوا لله سجدة واحدة، فقط واحدة كان بعدها مصيرهم إلى جنة عرضها السموات والأرض.[٧]

العاقبة للمتقين

يتبين من قصة موسى مع السحرة قوة يقين الصابرين، والثبات أمام البلايا والمحن وهذه طريق الصديقين، وأن للباطل مهما علا وانتفش جولة، والحق له جولات، وزخرفة الباطل وغروره لا تنطلي على قلوب عرفت الله، وأن الجاهلية لها عودات وعودات لا تندحر، إلا على يد من وفقهم الله من عباده المخلصين، وهنا تبرز قيمة الشجاعة في قلوب عرفت ربها، إنها قلوب استهانت بالخطر الموهوم حين استحضرت جبروت الله سبحانه وتعالى. [٨]

المراجع

  1. سورة الأعراف، آية: 104-105-106.
  2. سورة الأعراف، آية: 109-110.
  3. سورة الأعراف، آية: 111-112.
  4. "قصة موسى وفرعون والسحر" www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-50-28. بتصرّف.
  5. سورة الأعراف، آية: 113-114.
  6. "سحرة فرعون "، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-31. بتصرّف.
  7. " دروس وعبر من قصة موسى وفرعون "، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-28. بتصرّف.
  8. "وقفات مع صبر سحرة فرعون وما كان منهم من ثبات"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-28. بتصرّف.
4203 مشاهدة
للأعلى للسفل
×