محتويات
قصة نبع ماء زمزم
زواج سيدنا إبراهيم من هاجر
تزوّج سيّدنا إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام من السيّدة سارة، ومضت السّنون ولم تنجب له الولد؛ فقد كانت عقيماً، وذات يوم وهبت له جاريتَها هاجر، فصارت ملكاً له، وبعد مدّةٍ ولدت له إسماعيل -عليه الصّلاة والسّلام-، وبعد ذلك بشرت الملائكة سارة بإسحاق نبياً من الصالحين.[١]
أمر الله تعالى لسيدنا إبراهيم
وفي أحد الأيام أمر الله خليله إبراهيم -عليه السلام- أن يذهب بهاجر وابنها إسماعيل إلى وادٍ؛ لا زرع فيه، ولا ماء، ولا بشر، عند بيت الله الحرام، ثمّ همّ بالذهاب وتركهما، فقالت له هاجر: يا إبراهيم اللهُ أمرك بهذا؟، فقال: نعم، فقالت: إذن لن يُضيّعنا الله، فمضى إبراهيم -عليه السلام- مخلّفاً وراءه هاجر وابنها.[١]
ثمّ التفت إلى البيت الحرام، وقال: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ).[٢][١]
نفاذ الماء
بقيت السيّدة هاجر وابنها وحيدَين في الصحراء القاحلة، ومرّت بضعة أيّام ونفد ما معهما من الزّاد والماء، فبكى الطفل الرّضيع وتألّم من شدة الجوع والعطش، فراحت هاجر تبحث هنا وهناك، وتسعى بين الصفا والمروة عدّة مراتٍ؛ لعلّها تجد ماءً، أو طعاماً، أو بشراً، ولكن لا جدوى من ذلك، حتّى بلغ سعيها بين الصفا والمروة سبعة أشواطٍ.[٣]
تفجر نبع زمزم
وعند المروة سمعت صوتاً، فقالت له: صه، ثمّ سمعته مرّةً أخرى، فقالت: أغث إن كان عندك خير، فإذا بجبريل -عليه الصلاة والسلام- عند موضع ماء زمزم، فضرب بجناحه الأرض حتى نَبَع ماء زمزم المبارك.[٤]
من شدّة فرح السيّدة هاجر أخذت تحبس ماء زمزم، وتزمّه وتجمعه بيديها؛ خوفاً من نفاده، وراحت تغرف منه في سقائها، فشربت منه ودرّ لبنها وأرضعت ولدها، وقال لها المَلَك: لا تخافي أن ينفد الماء.[٤]
وقد صح في ذلك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ جبريلَ لَمَّا ركَضَ زمْزَمَ بِعقِبِهِ ، جَعلَتْ أمُّ إسماعِيلَ تَجْمَعُ البطْحاءَ ، رحِمَ اللهُ هاجَرَ لوْ تركَتْها كانَتْ عيْنًا مَعِينًا).[٥][٤]
قدوم جماعة من الناس حول زمزم
وأقبل ركب من اليمن يريدون الشام، وطريقهم على الحرم، فرأوا الطير تهوي إلى الأرض، فقالوا: إن الطير لا تجتمع إلّا على الماء والبنيان، فوصلوا نبع زمزم، ووجدوا عليه هاجر وابنها إسماعيل -عليهما السلام-؛ فاستأذنوها بالماء فأذنت لهم، ثم سألوها أن يأتوا بأهلهم، وأغنامهم، ونسلهم، فقبلت وصاروا لها أنساً؛ في وادٍ كان من غير زرع ولا بشر.[٤]
نبع ماء زمزم
بئر ماء زمزم موجودٌ منذ القدم أي منذ عَهد النبيّ إسماعيل -عليه الصّلاة والسّلام-، وما زال موجوداً حتى اللّحظة وسيبقى إلى أن يشاء الله؛ فهو نبعٌ فوّارٌ لا ينضب، عذبٌ زلالٌ، وهو منة عظيمةٌ من الله -عزّ وجلّ-؛ فهو سُقيا الحُجّاج في حجّهم وزادهم إذا رجعوا إلى بيوتهم، وهو خير ماءٍ على وجه الأرض؛ إذ إنّه شفاء سقمٍ أي يشفي من الأمراض والعِلل، وطعام طُعمٍ أي يُشبِع من شربه.[٦]
المراجع
- ^ أ ب ت [محمد أبو شهبة]، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 110. بتصرّف.
- ↑ سورة إبراهيم، آية:37
- ↑ [عبد الله الطيار]، الفقه الميسر، صفحة 55. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث [النويري، شهاب الدين]، نهاية الأرب في فنون الأدب، صفحة 116-117. بتصرّف.
- ↑ رواه الإمام أحمد، في المسند ، عن أبي بن كعب ، الصفحة أو الرقم:2055، صحيح.
- ↑ [البكري الدمياطي]، إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين، صفحة 358. بتصرّف.