قصة نملة سليمان للأطفال
تعدُّ قصة نملة سليمان -عليه السلام- من القصص التي وردت في القرآن الكريم، قال سبحانه وتعالى في مُحكم التنزيل {وحُشِرَ لِسليْمَانَ جنُودُهُ منَ الجنِّ وَالإِنسِ والطَّيْرِ فهُمْ يُوزعُونَ * حتَّى إذا أتوْا علَى وادِ النَّملِ قالَتْ نَملَةٌ يا أيُّهَا النَّملُ ادخُلُوا مسَاكنَكُمْ لا يحطِمَنَّكُمْ سلَيْمَانُ وجُنُودُهُ وهُمْ لَا يَشعرُونَ* فَتَبسَّمَ ضَاحكًا مِّن قَولِهَا وقَالَ ربِّ أَوْزعْنِي أَنْ أشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتي أَنْعَمتَ عَليَّ وَعلَى والِدَيَّ وأَنْ أَعمَلَ صالِحًا تَرضَاهُ وَأَدخِلْنِي برَحْمَتِكَ في عِبادِكَ الصَّالِحينَ} [١]، وقد ذُكرتْ العديد من القصص في القرآن الكريم حتى يأخذ المسلمون العظة والعبرة من هذه القصص إلى يوم القيامة، وحتى يعلم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ما حدث مع الأنبياء مع قبله في دعوتهم لأقوامهم، ويكون ذلك سببًا في تثبيت فؤاده وزيادة صبره على الدعوة الإسلامية.
وكان النبيّ سليمان -عليه السلام- قد آتاه الله مُلكًا عظيمًا، كما أنه عُلِّمَ منطق الحيوانات ما جعله قادرًا على فهم ما يصدر عنها من أصوات، وأن يكون لديه القدرة على تفسير هذه الأصوات بلغة الكائن الحي ذاته، وفي أحد الأيام كان نبي الله سليمان -عليه السلام- يسير بجيشه الضخم الذي حُشِرَ له من الإنس والجن والطير، حيث كان جيشه الجرار بكل أطيافه يطيع نبي الله سليمان -عليه السلام- فيما يأمرهم به، أما قصة نملة سليمان فبدأت عندما شارف النبي سليمان -عليه السلام- على الوصول مع جيشه العظيم إلى وادي النمل، حيث تنبهت لقدومه إحدى النملات التي كانت تعيش في هذا الوادي.
وبعدَ أن علمت هذه النملة التي سميت نملة سليمان نسبة إلى قصتها مع سليمان -عليه السلام- عن مسير الجيش الذي سوف يقطع وادي النمل نادت في مملكة النمل بأن تلزم جميع النملات مساكنها كي لا يحطمهم جيش النبي سليمان -عليه السلام- الجرار عند مرورهم خلال الوادي، وكان لهذا النداء دورٌ كبير في الحفاظ على مملكة النمل التي كانت تعيش في هذا الوادي من مسير هذا الجيش العظيم، وعندما سمع سيدنا سليمان -عليه السلام- نداء النملة لجيش النمل تبسم ضاحكًا، وبدأ بحمد الله تعالى والثناء عليه، وشكره على ما أعطاه من ملك عظيم ونعم لا تعد ولا تحصى، وطلب من الله -سبحانه وتعالى أن يعينه على فعل الخيرات والأعمال الصالحة التي يرضاها -سبحانه-. [٢]
الدروس المستفادة من قصة نملة سليمان -عليه السلام- أن الإنسان يحرص على الاهتمام بأمر الجماعة، ويسعى إلى دفع الضرر المحتمل عنهم لأن في ذلك دفع الضرر عن الفرد، وأنه ينبغي على الإنسان أن يحسن ظنه بأخيه الإنسان حيث التمست نملة سليمان العذر لجيشه الجرار، وقالت بأن هذا الجيش قد يحطم النملات دون أن يشعر الجيش الجرار بذلك، كما يُستفاد من هذه القصة أنه ينبغي على الإنسان أن يحذر من عقبات الأمور قبل حدوثها، وأن يكون لديه القدرة على التنبؤ بالمشكلات لمنع وقوعها من خلال منع المسبِّبات التي تؤدي إلى ذلك.
المراجع
- ↑ {النمل: الآيات 17 – 19}
- ↑ علمتني نملة سليمان, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-11-2018، بتصرف