كنت أعانى من أربع نوبات من الصرع أثناء الولادة، هذا ما قالته ايلي عن فترة مخاضها، تعرف على تجربتها خلال الحمل برغم اصابتها بالصرع
تتحدث ايلي ذات الـ29 عاماً وهي أم لطفلة واحدة حول تجربتها مع الصرع خلال فترة الحمل، فتقول: "شعور الامومة هو شعور رائع، الا أن معاناتي مع مرض الصرع بالاضافة الى ورم في المخ جعل من اتخاذ قرار إنجاب الأطفال صعباً" فعلى الرغم من كون ايلي تتناول الأدوية المضادة للصرع الا أنها غالباً ما تعاني من أربع نوبات أسبوعياً . وتناول هذه الأدوية أو حتى الاصابة بالنوبات قد يضر الجنين عند الحمل ، ولكن كيف واجهت ايلي ذلك وتم حملها بسلام؟ اليكم الاتي:
عندما اتخذت ايلي وزوجها قرار الحمل قاموا باستشارة طبيب مختص قبل الشروع في هذه المغامرة، وهنا نصحها الطبيب بتقليص الأدوية المضادة للصرع حتى تمتنع عنها فور حملها اذ أنها يمكن أن تضر بالجنين وتكون سبباً في حدوث تشوهات خلقية أو إعاقات جسدية. كما وطلب منها أن تباشر بأخذ حمض الفوليك. وبالفعل هذا ما حدث اذ قامت ايلي بالاستغناء عن تناول نوع من الادوية من أصل اثنين وبالتدريج حتى وصلت مرحلة توقفت فيها عن تناول أي دواء وهنا بدأت المحاولة الجدية للحمل، وهذا ما حصل خلال أشهر قليلة.
اقرا المزيد حول الصرع
تشخيص الإصابة بالصرع
تقول ايلي بأن معاناتها مع مرض الصرع بدأت منذ عام 2004، حينها أصيبت بشكل فجائي بنوبة تشنج واعتقد الجميع أنها قد تعاني من انخفاض في مستويات سكر الدم، وبعد مضي الأيام عانت من عدة نوبات -توترية ارتجاعية - متفرقة، في الحافلة في المكتب وفي الشارع، حيث كانت تشعر بانها بصحة جيدة وفجأة تجد نفسها ملقاة على الأرض مع بركة من القيء، وكان هذا الأمر يشكل حرجاً وازعاجاً شديداً لها . وبعد اجراء صورة الرنين المغناطيسي تبين وجود ورم في المخ، فتم الجزم باصابتها بمرض الصرع .
وتتحدث ايلي عن الأعراض التي كانت تصبيها فتقول:
" كنت أفقد وعيي أثناء حدوث النوبات الارتعاشية، وكانت أطرافي تهتز، و تحدث لدغة في فمي، وأكون في حيرة شديدة بعد ذلك".
"إنه ورم خفيف، مما يعني أنه ليس السرطان ولكنه ينمو، وأنه سوف يصبح ورمًا خبيثا في يوم ما. كان علي أن أجري عملية جراحية، ولكن ذلك يتوجب حدوث نحو ثلاثة نوبات في الأسبوع، مع حدوث كلا من التشنجات التوترية الارتجاعية و النوبات الجزئية. وخلال حدوث النوبة الجزئية، شعرت بالدوار مرة أخرى، وأنخفض ضغطي، و سال لعابي أو حدث قيء. أدركت أنني أواجه النوبة، ولكن لا أعرف أين أنا".
وبالطبع تأثرت حياة ايلي بشدة بسبب هذه الاصابة اذ تأثر عملها وقدرتها على الاستقلالية والاعتماد على النفس ، وبدأت بتناول ما يصل الى أربع أنواع من الأدوية . وفي عام 2007 قامت بإجراء عملية لاستئصال الورم مما ساعد في وقف النوبات الارتجاجية الشديدة، وهنا أصبح الوقت المناسب للحمل.
الصرع والحمل
تجربة الحمل في بدايتها كانت سهلة ولم تعاني ايلي حتى من الغثيان في الصباح، الا أنه وفي الاسبوع العاشر من الحمل أصيبت بأول نوبة تشنج والتي أصبحت تتكرر كل عشرة أيام، وأصبحت تحاول أن تهيء نفسها وتستلقي قبل حدوثها وتهيء نفسها لها حتى لا تصيب الجنين بأي ضرر.
وبالنسبة للفحوصات فقد كانت ايلي تقوم بإجراء صورة أشعة فوق صوتية للتأكد من عدم وجود أي خلل. في الاسبوع 32 من الحمل تناولت دواء ليساعد في التحكم بالنوبات التي بدت أقل حدوثاً وأقل حدة. ومع الاشهر الاخيرة كانت تحس بالتعب الدائم والحاجة الشديدة للنوم، ولربما أكثر ما كان يثير قلقها هو الاصابة باحدى النوبات أثناء عملية ولادتها.
أدوية الصرع والحمل
يأثر تناول بعض الأدوية المضادة للصرع على مراحل تطور الجنين، لذا فمن الضروري أن تتوجه الحامل الى البحث عن الأدوية الامنة والأقل ضرراً ، أو الحد من تناول الدواء، أو تغيير طريقة تناوله وكمية الجرعة المتناولة. وعادة ما ينصح باتخاذ هذه التغييرات في الفترة التحضيرية للحمل وليس بعد الحمل وباستشارة طبيب نسائية وطبيب أعصاب متخصص.
الولادة والصرع
في الاسبوع الأربعين من الحمل جاء ايلي مخاض الولادة وبشكل طبيعي، فتوجهت للمستشفى لتبقى هناك ما مدته 17 ساعة أصيبت خلالها باربع نوبات صرع شديدة، لم تحتاج ايلي لاجراء عملية قيصرية التي حاول الأطباء جاهدين تجنيبها اياها. وبمساعدة قبعة الشفط ولدت طفلة ايلي بسلام وكانت صحتها جيدة جداً ولم تكن تاعني أي مشكلة صحية أو جسدية.
الرضاعة الطبيعية والصرع
كانت تأمل ايلي أن تقوم بارضاع طفلها رضاعة طبيعية، الا أن هذا كان صعب جداً بسبب الارهاق والاصابة بالنوبات ، والأدوية المتناولة والتي قد تنتقل من خلال حليب الثدي وتسبب الضرر للطفلة، وبهذا احتاجت للمعونة من خلال تقديم الحليب الصناعي لها. ولم تعاني ايلي من أي من نوبات التشنج التوتري الارتعاشي منذ الولادة، ولكن عندما كانت تشك للحظة بأن نوبتها قادمة، كانت تسارع الاتصال بزوجها وتضع طفلتها في السرير.