قصص أطفال قبل النوم للأولاد
إنّ سرد قصص أطفال قبل النوم للأولاد يساعد على تهيئتهم للنوم، ويفتح لهم أفق المعرفة والخيال، فضلًا عن دور هذه القصص بالتأثير تربويًا على شخصية الأولاد فمن خلال الأحداث التي يُوردها القاصُّ في قصص أطفال قبل النوم يتم صقل شخصية الأطفال، وتنمية بعض الأخلاق الكريمة فيهم مثل الصدق والأمانة والتواضع، ويعزز فيهم بعض السلوكيات الأخلاقية مثل مساعدة المحتاجين والعطف على المساكين والوقوف إلى جانب العجزة وكبار السن وعدم التعدي على حقوق الآخرين أو السخرية منهم أو التقليل من شأنهم، ومن أهمّ هذه القصص التي يمكن أن تُروى للأطفال قبل النوم قصة شجرة التفاح.
تدور أحداث قصة شجرة التفاح حول ولد يعيش في منزل يوجد فيه شجرة تفاح عملاقة، كان الولد يحب اللعب مع الشجرة ويذهب إليها كلّ يوم ويتفقدها ويجلس تحت ظلالها ويسقيها بالماء إن عطشت، وإذا أحس بالتعب كان يسند رأسه إلى جذع الشجرة ويغفو عندها قليلًا وبعد أن يستقيظ يعود إلى بيته وينام في فراشه، ومرت الأيام وكبر الطفل قليلاً وأصبح لديه ما يلهيه عن اللعب مع الشجرة، حيث كان يخرج مع أصدقائه ويلعب معهم، وهنا أحست الشجرة بالحزن لأنه لم يعد يهتم بها كما كان من قبل.
وفي أحد الأيام احتاج الطفل إلى شراء بعض الحاجات ولم يكن لديه المال الكافي لذلك، فذهب إلى الشجرة وطلب مساعدتها فعرضت عليه أن ييبع بعض ثمار التفاح منها ويشتري بثمنها ما يشاء فعمل الطفل باقتراحها وذهب إلى السوق وباع ثمار التفاح واشتري بثمنها ما أراد، وغاب عن الشجرة مرة أخرى فحزنت الشجرة مرة أخرى، ومضت الأيام وأصبح الطفل شابًا وأراد أن يبنى بيتًا واحتاج إلى بعض أغصان الشجر كي يضعها في البناء وهنا عاد إلى الشجرة مرة أخرى فاقترحت عليه أن يأخذ من أغصانها ليقضي بها حاجته ففعل وبعد أن أخذ الأغصان لم يعد إلى الشجرة فعاد إليها الحزن مرة أخرى.
وفي أحد الأيّام احتاج الرجل إلى السفر عبر البحر باتجاه إحدى المدن البعيدة للتجارة وبحث عن وسيلة تننقله إلى البلاد البعيدة لكنه لم يجد ما يفيده، فعاد إلى الشجرة وطلب منها المساعدة، فاقترحت عليه أن يأخذ جزءًا من جذعها ويصنع منه قاربًا ينقله عبر البحر إلى المدينة في الضفة الأخرى، فأخذ الرجل الفأس وقطع جزءًا من جذعها رغم ألمها وصنع منه قاربًا وذهب إلى البلاد البعيدة تاجرًا وعاد إلى بلده كأحد الأثرياء بعد أن مرّت عليه في البلاد البعيدة سنوات طوال، وحين وصل الرجل إلى الشجرة مرة أخرى استقبلته بالترحيب والحب وطلبت منه أن ينام على ما تبقى من جذعها لأنه لن يشعر بالراحة إلا معها وحين سأل الرجل الشجرة عن سرّ تضحيتها أخبرته بأنها أرادت أن تكون كأمّه بعد أن توفيت أمه حين كان طفلًا!
وُيستفاد من قصة شجرة التفاح أن السعادة التي يحصل عليها الإنسان في سبيل إسعاد الآخرين لا تضاهيها أي سعادة، وأن الإنسان يجب عليه ألّا يركن إلى الآخرين، وأن يحاول الاجتهاد على نفسه، وأن لا ينسى معروفهم معه وما تسببوا به كي يستطيع بلوغ أهدافه في هذه الحياة، وقصة الولد مع شجرة التفاح على غرار الكثير من قصص أطفال قبل النوم تُبرز دور الأم في رعاية صغارها وتقديم الغالي والنفيس من أجل أن يكون صغارها في أحسن حال، وأن الأم هي الحضن الدافئ الذي لا يُغيره الزمن.