قصص أطفال مصورة عن الأميرات
لقد تعاقبَ على هذه الأرض ملوكٌ كثيرون، منهم مَن كان خيِّرًا، ومنهم من كان سيَئًا لكنهم جميعهم ماتوا وورّثوا حكمَهم لغيرهم، وعادةً يكون للملك أولاد إما إناثٌ أو ذكور لِيَرِثوا هذا الحكم ولا يضيع بين الوزراء، وابن الملك الذكر يُسمّى أمير، أما ابنته الأنثى فتُسمَّى أميرة، وكلُّ ملكٍ كان يُعِدُّ أولاده للحكم من بعده، وسيتحدَّث هذا المقال عن قصص أطفال مصورة عن الأميرات.
يُحكى أنه في قديم الزمان وفي بلاد بعيدة حَكَم ملكٌ عادلٌ طيِّبٌ، حَسَن الأخلاق طيّب المَعشر لا يُظلَم عنده أحدٌ ويعاقب الظالم حتى لو كان أقرب النَّاس إليه، وكان عنده ثلاث فتيات أميرات الكبرى تدعى أليس والوسطى ساندرا أمّا الصغرى فكانت سيلدا، كان هذا الملك يحبُّهم حبًّا عظيمًا لكنه يبقى شديدًا معهنّ بسبب تصرّفاتهن غير المرضية أحيانًا، وفي يومٍ من الأيام قدم مزارعٌ إلى الملك يشكو إليه ابنته أليس بأنَّها دخلته إلى أرضه وأمرت الجنود بحصاد جميع الورود ذات اللون الأحمر، وما كان دقائق حتى دخل خيَّاطٌ يشكو ابنته الوسطى ساندرا لدخولها إلى خان الخياطين وأخْذها جميعَ الأثواب ذات اللون الأزرق، وما هي لحظاتٌ إلا ويطرق الباب خبازٌ مسكين يشكو ابنته الصغرى سيلدا لأخذها أصنافًا متعددةً من الحلويات دون أيِّ مقابلٍ.
استدعى الملك الأميرات الثلاث ليسأل عن الخبر فوجده صحيحًا، وبدأن بالدفاع عن أنفسهنَّ قائلات: نحنا أميرات المملكة وكلُّ ما فيها هو لنا وليس لهؤلاء عندنا أيُّ حق، فلينصرفوا قبل أن نرميهم في السجن، نظر الملك إلى هذا الحال وملأ قلبه أسًى، وفكّر قليلًا ثم قال: لقد أصدرت حكمي على أليس فستعمل عند هذا المزارع سنةً كاملةً دون أجرٍ ودون أن تدخل القصر، أما ساندرا فستعمل عند الخياط سنة أيضًا دون أجر ودون القصر، أما سيلدا فستعمل عن الخبَّاز بالشروط نفسها، وعند سماع الخبر جُنَّت الفتيات وصرخن وبكين ولكن ما من مجيب وبدأ تنفيذ الأمر في اليوم التالي وكلُّ واحدةٍ منهنَّ قد عملت عند صاحبها، ومرَّت الأيَّام وأحست الفتيات بعظيم ذنبهنَّ، وعشن حياة الفقراء، فطاب قلبهنُّ وصارت كل واحدة منهنَّ تهتمّ بمساكين حيِّها ومرَّت السنة.
وعادت الفتيات إلى القصر، ولكن بهيئةٍ أخرى، فكلُّ واحدة قد أحسّت بما يعانيه أبناء الشعب في العمل، فصاروا سبَّاقاتٍ إلى الخير يساعدون المحتاج ولا يتركنَه، لقد كان هذا المقال عبارة عن قصص أطفال مصورة عن الأميرات المتكبرات، وكيف أنّ قساوة العيش ومزاولة المهن قد جعل منهنَّ فتياتٍ طيِّباتٍ خلوقات.