قصص أطفال مصورة عن الصدق
إنَّ الصدق من الخصال الحميدة التي يطمح كلُّ إنسانٍ أنْ يتَّصف بها فتورِّث لصاحبها السمعة الطيِّيبة وتكسبه الثقة بين أفراد مجتمعه ومن أصدق النَّاس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو قدوةٌ للمسلمين والنَّاس أجمعين لأخلاقه الطيِّبة وسيرته عطرة وسيتحدَّث هذا المقال عن قصص أطفال مصورة عن الصدق.
مهند طفلٌ في الصف الثالث الابتدائي ويقع ترتيبه الأوسط بين إخوته فهو يصغر علي بثلاث سنوات ويكبر سارة بأربع سنوات رُبِّي في بيتٍ تقيٍّ على الصدق والإيمان وقول الحقيقة مهما كان الثَّمن فكانت هذه الفضائل هي قانون تلك العائلة الصَّغيرة وكان والد مهند كثير الأسفار فهو يعملُ مهندسًا في أحد الشَّركات المهمَّة ويقوم بالتخطيط لأبنيةٍ حديثةٍ تُنشأ على مخططاته هو فكلُّ مرَّةٍ يكون في بلدٍ يختلف عن الآخر، وكان يحبّ اقتناء الأشياء الأثريَّة وإهداءها إلى زوجته كنوعٍ من التَّذكار في هذه المملكة الصغيرة.
وفي يومٍ من الأيام ذهب الوالدان في رحلةٍ صغيرةٍ وتركوا أطفالهم في المنزل ليتابعوا دروسهم ريثما يحضرون، فشعر مهنَّدٌ بالملل وخطر في باله أن يلعب بالكرة في المنزل ومع تذكُّره لتنبيهات والدته المتكررة بعدم اللعب داخل المنزل لكنَّه تجاوزها فأخرج كرته وقال: هيه علي ما رأيك أن تشاركني اللعب في كرتي؟ نظر علي إليه بدهشةٍ وقال له: ألم تمنعتك والدتك من هذا؟ فأجابه مهند: إذًا سألعب وحدي وإياك أن تفتح فمك، وبدأ باللعب وما كانت أوَّل ضربةٍ بالكرة حتَّى سقطت على إناءٍ كان قد أحضره والده من آخر مشروعٍ له في اليابان.
بدأت الدموع تتبادر إلى عيون مهند وطلب من علي ألَّا يتكلم بما حدث وسيتهم أخته الصغيرة سارة بكسره دون أن تنتبه، صمت علي وحضر الوالدان وتمَّت القصَّة كما أراد لها أن تكون، وصدَّقه والداه وعليٌّ لم يتكلم ومهند صمت أيضًا، وجاء الليل وذلك الموقف لا يفارق ذاكرة مهند فقد كسب في يومه ذنبان ذنب الكذب وذنب اتهام غيره وخداع والديه، وتذكر أنَّ المؤمن لا يكذب وما قد أعدَّه الله من عذابٍ للكاذبين، فما كان منه إلا أن ذهب إلى والديه وإخبارهم بالحقيقة كاملة فإن عقاب الوالدان أسهل بكثيرٍ من عقاب الله، نظرت الأمُّ إليه نظرة مؤنِّبٍ وقال له: بني بارك الله صدقك وإن كنت سأعقابك على مخالفة أوامري فإن صدقك قد شفع لك ولن أعاقبك لأنك تذكَّرت مراقبة الله في السر والعلن.
إنَّ هذا المقال لا يتحدَّث فقط عن قصص أطفال مصورة عن الصدق بل هو تذكيرٌ بفضائل الصدق وعقاب الكذب لأن المسلم القوي يواجه مصاعبه بنفسه دون الحاجة إلى طرقٍ ملتويةٍ وحيلٍ كاذبة.