محتويات
قصص الصحابة في الرضا بالقضاء والقدر
معاوية رضي الله عنه
فيما يأتي مجموعة من المواقف التي تتعلق بالصحابي معاوية -رضي الله عنه-:[١]
- رُوي عن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- أنه حج، فاطلع في بئر عادية بالأبواء فضربته القوة، فدخل داره بمكة، وأرخى حجابه، واعتم بعمامة سوداء على شقه الذي لم يصب.
- ثم أذّن للناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أيها الناس إن ابن آدم بعرض بلاء؛ إما مبتلى ليؤجر؛ أو معاقب بذنب، وإما مستعتب ليعتب، وما أعتذر من واحدة من ثلاث، فإن ابتليت فقد ابتلي الصالحون قبلي".
"وإن عوقبت فقد عوقب الخاطئون قبلي، وما آمن أن أكون منهم، وإن مرض عضو مني، فما أحصي صحيحي، ولو كان الأمر إلى نفسي، ما كان لي على ربي أكثر مما أعطاني، فأنا ابن بضع وستين، فرحم الله من دعا لي بالعافية".
عمران بن حصين رضي الله عنه
اشتكى الصحابي عمران بن حصين -رضي الله عنه- من مرض، فدخل عليه جار له؛ فاستبطأه في العيادة فقال له: "يا أبا نجيد إن بعض ما يمنعني عن عيادتك؛ ما أرى بك من الجهد"، قال: فلا تفعل فإن أحبّه إلي أحبه إلى الله، ولا تبتئس لي بما ترى، أرأيت إذا كان ما ترى مجازاة بذنوب قد مضت؟، وأنا أرجو عفو الله على ما بقي فإنه قال: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ).[٢]
قصص التابعين في الرضا بالقضاء والقدر
عروة بن الزبير رحمه الله
أصابت مرة عروة بن الزبير إصابة في قدمه، فقالوا له: "ألا ندعوا لك طبيباً؟، فأخبرهم أنه لا بأس، فقالوا له: نسقيك شراباً يزول فيه عقلك، فلم يعجبه ذلك وقال: "ما كنت أظن أن خلقاً يشرب ما يزيل عقله حتى لا يعرف به" فوضع المنشار على ركبته اليسرى، فما سمعنا له حساً؛ فلما قطعها، جعل يقول: لئن أخذت لقد أبقيت، ولئن ابتليت لقد عافيت"، ولم يترك ورده من قراءة القرآن.[٣]
سالم مولى أبي حذيفة
مرّ رجل على سالم مولى أبي حذيفة في إحدى الغزوات وهو في الرمق الأخير، فقال له أسقيك ماء؟ فقال له: جرني قليلاً إلى العدو، واجعل الماء في الترس فإنّي صائم، فإن عشت إلى الليل شربته.[٤]
أقوال مأثورة في القضاء والقدر
- قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "لأن يعضّ أحدكم على جمرة حتى تبرد، أو يمسك عليها حتى تبرد، خير من أن يقول لأمر قضاه الله ليته لم يكن".[٥]
- عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أنه قال: "ذروة الإيمان أربع خلال: الصبر للحكم، والرضا بالقدر، والإخلاص للتوكل، والاستسلام للرب -عز وجل-".[٦]
- روي عن مالك أنه بلغه أن أبا الدرداء، دخل على رجل وهو يموت ويحمد الله، فقال أبو الدرداء: "أصبت؛ إن الله إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به".[٧]
- قال زمعة بن صالحٍ: كتب إلى أبي حازمٍ بعض بني أمية، يعزم عليه إلا رفع إليه حوائجه، فكتب إليه: "أما بعد، فقد جاءني كتابك تعزم علي أن أرفع إليك حوائجي، وهيهات، قد رفعت حوائجي إلى ربي، ما أعطاني منها قبلت، وما أمسك علي منها قنعت".[٨]
- عن علي بن الحسين، قال: كان رجل بالمصيصة ذاهب النصف الأسفل لم يبق منه إلا روحه في بعض جسده ضرير على سرير مثقوب فدخل عليه داخل فقال له كيف أصبحت يا أبا محمد؟ قال: "ملك الدنيا منقطع إلى الله ما لي إليه من حاجة إلّا أن يتوفاني على الإسلام".[٩]
- مات ابن لرجل، فحضره التابعي الجليل عمر بن عبد العزيز، فكان الرجل حسن العزاء فقال رجل من القوم: هذا والله الرضا فقال عمر بن عبد العزيز: أو الصبر، قال سليمان: "الصبر دون الرضا، الرضا أن يكون الرجل قبل نزول المصيبة راضياً، بأي ذلك كان والصبر أن يكون بعد نزول المصيبة يصبر".[١٠]
- قال ابن عون: "ارضَ بقضاء الله على ما كان من عسر ويسر؛ فإن ذلك أقل لهمك وأبلغ فيما تطلب من آخرتك، واعلم أنّ العبد لن يصيب حقيقة الرضا حتى يكون رضاه عند الفقر، والبلاء كرضاه عند الغنى والبلاء".[١١]
المراجع
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 156.
- ↑ سورة الشوري، آية:30
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 430.
- ↑ أبو حامد الغزالي، إحياء علوم الدين، بيروت:دار المعرفة، صفحة 73، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ الطبراني، المعجم الكبير، صفحة 239. بتصرّف.
- ↑ ابن ابي الدنيا، الرضا عن الله بقضائه، صفحة 85. بتصرّف.
- ↑ ابن أبي الدنيا، الرضا عن الله بقضائه، صفحة 75. بتصرّف.
- ↑ ابن السني، القناعة، صفحة 43. بتصرّف.
- ↑ ابن ابي الدنيا، الرضا عن الله بقضائه، صفحة 89. بتصرّف.
- ↑ ابن ابي الدينا، الرضا عن الله بقضائه، صفحة 76. بتصرّف.
- ↑ ابن أبي الدنيا، الرضا عن الله بقضائه، صفحة 92. بتصرّف.