قصص دينية للأطفال

كتابة:
قصص دينية للأطفال

قصة أصحاب الجنة

كان هناك رجل من أهل اليمن يملك بستاناً فيه ألواناً من الثمار، وكان هذا الرجل في موسم الحصاد لا يأكل شيئاً من محصوله قبل أن يوزّع جزءاً منها على الفقراء والمحتاجين صدقة ماله، فكان ينعم ببركة صدقاته والخير الذي يقدمه للناس.[١]

وعندما حضرت الوفاة هذا الرجل الكريم، أوصى أولاده أن يستمروا في إعطاء الصدقات للفقراء والمساكين، فبركة المال ودوامه تأتي من هذه الأعمال، ولكنّ أولاده لم يُطبّقوا وصية والدهم، واجتمعوا على منع الفقراء من الصدقات، ظناً منهم أنّ التصدق على الفقراء وإطعامهم تُنقِص من المحصول وأنهم هم من يتعبون بالزراعة والحصاد، بينما أولئك الفقراء لا يعملون معهم شيئاً فإذن لا يستحقون شيئاً من المحصول.[١]

وفي ليلة الحصاد وبعد أن بيّتوا النيّة لحصاد البستان قبل أن يأتِهم الفقراء حتى لا يعطوهم شيئاً، استيقظوا يهرعون إلى البستان ليقوموا بحصاده فتفاجؤوا بأن بستانهم وكأن ناراً أحرقته فلم تُبقِ منه شيئاً، فعلموا أن ذلك عذاباً من الله -عز وجل- لأنهم أرادوا منع الفقراء من نصيبهم في مال الله الذي أعطاهم إياه، فتابوا إلى الله جميعاً وعاهدوه على عدم العودة إلى هذا الفعل.[١]

قصة أصحاب الفيل

كان في الحبشة ملكاً يُدعى أبهة الأشرم، وكان يريد أن يبني كنيسةً يقصدها الناس ويحجّون إليها كما يحجّ العرب إلى الكعبة المشرفة، فلما سمع العرب بهذا البيت أخذتهم العزة، كيف يكون بيت غير الكعبة يُقصد للعبادة، فذهب أحدهم إلى كنيسة أبرهة فجعل فيها من فضلاته وهرب، فلما وصل الخبر أبرهة غضب غضباً شديداً وقال أن هذا الفعل لن يُقدِم عليه سوى العرب، فعزم على هدم الكعبة المشرفة.[٢]

وقام بتجهيز جيش عظيم وأرسل معهم الفيلة حتى يقوموا بهدم الكعبة المشرفة، فلما وصلوا بالقرب منها أمروا الفيل أن يهدم الكعبة فجلس في مكانه ولم يستجِب لأمرهم، وقيل أنهم كانوا كلما وجهوه إلى مكان توجّه إليه، إلا الكعبة فإنه يرقد مكانه، وهذا من حماية الله -تعالى- لبيته الحرام.[٢]

وما زالوا كذلك حتى بعث الله إليهم طيراً أبابيل محمّلة بالحجارة الملتهبة، فكل طير منهم كان يحمل حجرً في منقاره وحجرين في يديه، وما إن تُلقى إحداها على نفرٍ منهم حتى يموت من فوره، جزاءً لما فعلوه.[٢]

قصة بائعة اللبن

حدثت هذه القصة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقد كان ينهى عن خلط اللبن بالماء، وكان ذات يوم يتفقد أحوال المدينة في الليل إذ سمع امرأةً تقول لابنتها اخلطي اللبن في الماء فلا يعلم أمير المؤمنين ما نفعل، فقالت لها ابنتها: يا أماه إن كان عمر لا يعلم ما نفعل فإنّ الله -تعالى- يعلم ما نفعل ويراه.[٣]

وأُعجب عمر بهذه الفتاة وبأخلاقها، ثم ذهب إلى بيته وأخبر ابنه عاصم عن تلك الفتاة ونصحه بخِطبتها، فذهب إليها وتزوجها فأنجبت له أم عاصم، ثم تزوج عبد العزيز بن مروان أم عاصم وأنجبا الخليفة عمر بن عبد العزيز، فهذا هو نسل تلك الفتاة العظيمة.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت د. إبراهيم بن محمد الحقيل (12/3/2015)، "قصة أصحاب الجنة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت سعيد حوى (1434)، كتاب الأساس في التفسير (الطبعة 6)، القاهرة:دار السلام، صفحة 6682-6685، جزء 11. بتصرّف.
  3. ^ أ ب الشيخ صلاح نجيب الدق (12/12/2018)، "الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2022. بتصرّف.
5226 مشاهدة
للأعلى للسفل
×