محتويات
أكل أموال الناس بالباطل
أكل أموال الناس بالباطل هو الطرق التي حرمها الشرع لجمع الأموال؛ كالسرقة والنهب والغش والنصب والاحتكار المحرم، وإنَّ أكل أموال الناس بالباطل آفة تعود على أفرادها ومجتمعها بالفساد وضياع الحقوق، ويسود فيها الظلم ولا يحترم العدل فتصبح به الأمة ضعيفة.[١]
يقول الله -تعالى- :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا).[٢]
قصص عن أكل مال الناس بالباطل في زمن الرسول
بيان بعض القصص التي تتحدث عن أكل أموال الناس بالباطل في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما يأتي:[٣]
- حدث في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنَّه استعمل رجلاً من الأُسد يقال له ابن اللتبية على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي، حتى قام رسول الله آنذاك وألقى خطبة مفادها تحريم قبول الهدية للعامل، قائلاً: فليجلس هذا العامل في بيت أبيه، أو بيت أمه وينظر هل ستأتيه هدية أم لا ؟[٤]
مُصرحاً بأنَّ هذه الهدية إنما هي رشوة أُدخلت تحت مسمى الهدية وهي حرام؛ لأنَّ فيها ظلماً وأكلاً لحقوق الناس بالباطل، وفيها إعانة للظلم والعدوان وهي كسب غير مشروع وخبيث، فيه أكل لحقوق العباد في حال لم يكن مال الزكاة كاملاً.[٤]
- كان رسول الله جالساً فجيء بثلاث جنازات متفرقة، فعندما جاءت الأولى قالوا: صلِّ عليها يا رسول الله، فسأل إذا كان عليه دين، فقالوا: لا، فسأل إذا ما ترك شيئاً، قالوا أيضاً: لا، فصلى عليه، ثم جيء سأل هل ترك شيئاً قالوا: نعم ثلاثة دنانير، فصلى عليها.
فجيء بالثالثة فقالوا:صلِّ عليها، قال: هل ترك شيئاً، قالوا: لا، قال: أعليه دين؟ قالوا: ثلاثة دنانير، فقال رسول الله: صلوا على صاحبكم فحمل الدين الصحابي أبو قتادة، فصلى رسول الله على الجنازة.
وسؤال النبي-صلى الله عليه وسلم- أعليه دين، دليل على أنَّ الدين ذا أهمية شديدة؛ فهو إحدى صور أكل أموال الناس بالباطل في حال لم يتمَّ سداده، فكان -صلى الله عليه وسلم- لا يصلي على أحد مات وعليه دين ولم يترك شيئاً يمكن به سداد دينه.
قصة عن أكل مال الناس بالباطل في الحاضر
يقول الشيخ محمد راتب النابلسي في إحدى محاضراته أنَّه روى له أحد الأخوة قائلاً: "كان هناك بدوي يعيش في جدة وعندما توسعت جدة اقتربت من أرضه فارتفع سعرها؛ فباعها لمكتب عقاري بثمن بخس دون أن يعرف السعر الذي تستحقه أرضه، ثم قام هذا المكتب ببناء مكون من عشرة طوابق فوق هذه الأرض."[٥]
"وأصحاب هذا المشروع هم شركاء ثلاثة، وقع الأول عن الطابق العاشر للأرض فمات والثاني دُهس بسيارة، فانتبه الثالث وبحث عن صاحب الأرض الأصلي حتى وجده، فأعطاه ثلاثة أمثال حصته أي إنَّه أعطاه الثمن الحقيقي لها"،[٥] والشاهد من القصة أنَّ هذا العبد قد تم أخذ أرضه بالباطل بثمن بخس، ولكن لم يهنئ من اشتروها إلى أن أرجعوا له حقه.
المراجع
- ↑ محمد ابو زهرة، كتاب زهرة التفاسير، صفحة 656. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:29-30
- ↑ عبد المحسن العباد ، كتاب شرح سنن أبي داود للعباد، صفحة 27. بتصرّف.
- ^ أ ب موسى بن راشد العازمي، كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 206-207. بتصرّف.
- ^ أ ب "حياة المسلم "، النابلسي . بتصرّف.