قصص عن الإحسان في حياة الرسول

كتابة:
قصص عن الإحسان في حياة الرسول

الإحسان إلى الأهل والزوجات

كثيراً ما نجد أشخاصاً يُحسنون إلى الأباعد ولكنهم يسيئون التصرف أمام أهل بيتهم؛ لأن الأريحية في التعامل تظهِر ملَكات الأخلاق تلقائياً، فقد يتكلف البخيل إظهار بعض الكرم أمام الآخرين -خوفاً أو طمعاً-، لكن أمام زوجته وأولاده لا يستطيع ذلك، ومن هذه المقدمة تتبين لنا أهمية دلالة الإحسان مع الأقربين على عِظم أخلاق النبي الكريم، وفيما يأتي بعض القصص في ذلك:

  • كان النبي الكريم في بيت إحدى زوجاته، فأرسلت له زوجة أخرى صحناً فيه طعام، فأوقعت زوجة النبي الصحن على الأرض وانكسر، فجمع النبي الكريم ما وقع من طعام، وأخذ صحناً سليماً من بيت زوجته التي عنده، وأعطاه للخادم ليعطيه للأخرى بدل المكسور، وترك المكسور عند التي هو عندها، واكتفى بقوله: (غَارَتْ أُمُّكُمْ).[١][٢]
  • أراد أبو بكر زيارة النبي الكريم، فسمع صوت ابنته أم المؤمنين السيدة عائشة عالياً، فلما دخل حجرتها أراد أن يرفع يده عليها؛ لرفعها الصوت في حضرة النبي، وجعل النبي يحجز أبا بكر عنها، فخرج أبو بكر غاضباً، فقال لها النبي الكريم: (كيف رَأيْتِني أنْقَذتُكِ من الرَّجُلِ؟)،[٣] ومن كريم خلق النبي أنه لم يذكر اسم والدها، فقال: "الرجل"؛ ليمازحها؛ وإشارة لعفوه عنها.[٤]

الإحسان إلى غير المسلمين

النبي الكريم رحمة مهداة لكل أصناف الناس، فكان يظهر إحسانه على المخالفين للملة، ومن القصص في إحسانه إليهم ما سيأتي بيانه:

  • بعد انتهاء غزوة خيبر وجد المسلمون من بين الغنائم مخطوطات نفيسة من توراة اليهود، ومع أنها تصنف من غنائم الحرب، إلا أن النبي الكريم وافق على طلب اليهود لها، ولنقارن موقف النبي الكريم من موقف الرومان حين تغلبوا على بني إسرائيل سنة 70 م حين دخلوا القدس وأحرقوا توراتهم وداسوها بأرجلهم، وما فعله نصارى الأندلس في فترة محاكم التفتيش.[٥]
  • دخل النبي الكريم بيت غلام يهودي مريض مرض الموت، فقعد عند رأسه يدعو له بالهداية ويدعوه للإسلام، فنظر الغلام إلى أبيه مستفهماً، فأمره والده أن يطيع النبي الكريم، فنطق بالشهادتين، وحين خرج النبي من عنده قال: (الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ)،[٦] وهذا الحديث دليل على مشروعية عيادة الكافر في مرضه، وهنيئاً لمريضٍ النبيُّ عائده؛ قد أتاه الله بالفرج.[٧]

الإحسان إلى الحيوان

وصلت رحمة النبي وإحسانه إلى الحيوان والطير، وفيما سيأتي قصص تُبيِّن بعضاً من إحسان ورحمة النبي بالحيوان:

  • كان النبي الكريم يسير مع أصحابه، فوجدوا طائر القُبَّرة وعنده فرخان صغيران، فأخذ أحد الصحابة الفرخين، فطارت أمهم فزعةً عند الرسول الكريم، فقال للصحابة: (من فجع هذه بولدِها ؟ رُدُّوا ولدَها إليها).[٨][٩]
  • دخل النبي الكريم بستاناً لأحد الأنصار، وكان عنده جمل، فلمَّا رأى الجمل النبي الكريم حنَّ وذرِفَت عيناهُ، فأتاهُ النبي الكريم فمَسحَ دموع الجمل فسكت، ثم خاطب صاحب الجمل، فقالَ: (أفلا تتَّقي اللَّهَ في هذِهِ البَهيمةِ الَّتي ملَّكَكَ اللَّهُ إيَّاها؟ فإنَّهُ شَكا إليَّ أنَّكَ تُجيعُهُ وتُدئبُهُ).[١٠][١١]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5225 ، صحيح.
  2. "شروح الأحاديث"، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 20/3/2022. بتصرّف.
  3. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج سنن أبي داود، عن النعمان بن بشير ، الصفحة أو الرقم:4999 ، صحيح.
  4. خليل أحمد السهارنفوري، بذل المجهود في حل سنن أبي داود، صفحة 400. بتصرّف.
  5. عماد الدين خليل، دراسة في السيرة، صفحة 295. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1356 ، صحيح .
  7. الطيبي، الكاشف عن حقائق السنن، صفحة 1354. بتصرّف.
  8. رواه الألباني ، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:5268 ، صحيح .
  9. "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 20/3/2022. بتصرّف.
  10. رواه الألباني، في صحيح أبي داود ، عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2549 ، صحيح .
  11. "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 20/3/2022. بتصرّف.
3067 مشاهدة
للأعلى للسفل
×