محتويات
قصص عن التوكل على الله للأطفال
إن التوكل على الله من الأعمال التي تزرع السكينة والراحة في قلب العبد، خصوصاً مع استشعاره أن الله -عز وجل- الذي خلقه من نطفة صغيرة هو القادر على أن يتولى أمره، والتوكل على الله -عز وجل- هو أن يُسلّم العبد أمره إلى الله -عز وجل-؛ وذلك بعد الأخذ بالأسباب اللازمة، وأن يعمل العبد ما عليه ويترك ما بقي على الله -عز وجل-، قال تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ).[١][٢]
وحتى نغرس هذه القيمة في قلوب الأطفال لا بدّ للشخص المسؤول -كالأب أو الأم أو المعلّم- من الحديث مع الأطفال عنها، وأفضل الطرق لغرس هذه القيم فيهم يكون بالقدوة وبضرب الأمثلة والقصص، وأفضل القصص ما ثبت منها عن الأنبياء -عليهم السلام-، وفيما يأتي ذكر ثلاث قصص يُمكن التحدث فيها مع الأطفال لغرس قيمة التوكل على الله في قلوبهم:
قصة هجرة النبي إلى المدينة المنورة
هاجر النبي -عليه الصلاة والسلام- برفقة أبي بكر -رضي الله تعالى عنه-، وكانا مُتوكّلَين على الله -عز وجل- بالرغم من ملاحقة المشركين لهما، إلا أنهما يعلمان أن الله -تعالى هو الحافظ لهما، وهو الذي أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة.[٣]
وتتبين عظمة التوكل على الله فيما حدث معهما فيغار ثور؛ إذ اقترب المشركون منهم، فخاف أبو بكر -رضي الله عنه-، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)،[٤] فجاءه النصر من الله -عز وجل-، وأخبر النبي صاحبه أنّ الله معهما وثالثهما، فرجع المشركون من حيث أتوا.[٣]
وعادوا وهم بينهم وبين هدفهم القبض على النبي -صلى الله عليه وسلم- قيد أنملة، وهكذا أنقذ الله رسوله وصاحبه الذي تحمل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- مشقة الطريق لنصرة هذا الدين، فنصرهم الله بتوكلهم عليه وبصدق نيّتهم.[٣]
قصة أم موسى عليه السلام
عندما قرّر فرعون قتل أطفال المدينة، وأصبح جنوده يفتّشون البيوت والطرقات باحثين عن أطفال يقتلونهم؛ أمر الله -عز وجل- أم موسى أن تُلقي سيدنا موسى (وهو طفل) في النهر، فألقته أم موسى وهي متوكلة على الله، وتعلم أن الله -عز وجل- سيحفظه ويرعاه.[٥]
وفعلاً أخذت مياه النهر سيدنا موسى إلى أحد جوانب النهر، فوجدتهزوجة فرعون، وطلبت من فرعون أن تعتني به وأن لا يقتله، فوافق على ذلك، وبعد ذلك مرّت أخت سيدنا موسى -عليه السلام-، فقالت لزوجة فرعون إنها تعرف امرأة تستطيع إرضاع موسى -عليه السلام- والعناية به، فأعادته إلى أمه بمشيئة الله، وأراح الله قلب أم موسى برؤية ابنها.[٥]
موقف أم إسماعيل عليه السلام
ظهر موقفها في التوكل على الله بعد أن تركها سيدنا إبراهيم -عليه السلام- في مكة، فسألته: "آلله أمرك؟" وعندما أجابها أن الله -عز وجل- هو من أمره، قالت له: "اذهب فلن يضيّعنا الله"، وهنا ظهر توكلها على الله، إذ إنها لم تكن تملك إلى بعض التمر والماء، وهي في صحراء لا يحيطها فيها أحد.[٦]
وعندما عطشت هي وابنها أخذت تبحث عن الماء وهي تدعو الله، وإذ بها تسمع صوت ماء، فما أن حفرت قليلاً إلا وتدفّق ماء زمزم لها ولصغيرها، فقد توكَّلَت على الله -عز وجل- وهو لم يضيّعها.[٦]
المراجع
- ↑ سورة الشعراء، آية:217
- ↑ حسين بن محمد المهدي، صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال، صفحة 5. بتصرّف.
- ^ أ ب ت صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم مع زيادات، صفحة 106. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:40
- ^ أ ب محمد حسان، الدار الآخرة، صفحة 13. بتصرّف.
- ^ أ ب سيد حسين عفاني، دروس الشيخ سيد حسين عفاني، صفحة 10. بتصرّف.