محتويات
قصص عن تربية الأبناء في الإسلام
قد صحّ عن نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - كثير من القصص التي تدل على اهتمامه - صلى الله عليه وسلم - بتربية الأطفال وترسيخ القيم الإسلامية ومكارم الأخلاق في نفوسهم، وقد جمع هذه القصص والتوجيهات الأستاذ محمد نور سويد في كتاب منهج التربية النبوية للطفل،[١] وسبقه الأستاذ عبد الله علوان في كتابه تربية الأولاد في الإسلام.[٢]
شجاعة معاذ ومعوِّذ
من المواقف التي تدل على عمق الإيمان الذي زرعه النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفوس الكبار والصغار هذا الموقف من هذين الصبيين؛ فقد وصل حبهما للنبي -صلى الله عليه وسلم- ووصلت شجاعتهما التي حض النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها مبلغاً عظيماً، هانت فيه النفس وعظمت فيه التضحية حتى تعرضاً للخطر في سبيل الله.
ومعاذ ومعوِّذ ابنا عفراء فتَيانِ حديثا السن، كانا يبحثان عن أبي جهل زعيم المشركين في غزوة بدر؛ يريدان قتله؛ لأنه كان يسبّ النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانا يسألان عنه، فلما وجداه ابتدراه بسيفيهما، وكلاهما يقول: أنا من قتله، فأخبرا النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فقال: (كلاكما قتله). [1]
ضبط الحماس ومراعاة القدرات
صحيح أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حضّ على الشجاعة والتضحية، لكنها الشجاعة المتسلحة بالقدرة البعيدة عن التهور، فقد كان -صلى الله عليه وسلم- لا يسمح لمن هم دون الخامسة عشرة بالمشاركة في القتال مراعاة لقدراتهم البدنية.
وعن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: (عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في القتال، وأنا ابن أربع عشرة سنة، فلم يجزني، وعرضني يوم الخندق، وأنا ابن خمس عشرة سنة، فأجازني)، [3] وقد ذكرت كتب السيرة قصص تنافس صغار الصحابة على المشاركة في الجهاد وحرصهم على ذلك لكن أسانيد تلك القصص فيها مقال.[٣]
التربية على العبادة
كان الصحابة -رضي الله عنهم- يعوّدون صبيانهم على الصيام قبل أن يفرض عليهم؛ حتى إذا بلغوا سن التكليف لم يجدوا مشقة في الامتثال له، فعن الرُّبيِّع بنت معوِّذ -رضي الله عنها- قالت: (فكنا نصومه بعد، ونصوم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار). [5]
التربية على تحرّي الحلال
لا ينبغي للشفقة على الولد أن تدفع والديه إلى توفير احتياجاته كيفما اتفق، فلا بدّ من تحرّي الحلال في إطعامهم حتى يبارك الله فيهم، وقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في يد الحسن بن علي -رضي الله عنهما- تمرة من تمر الصدقة فمنعه من أكلها وعلّمه أن الصدقة لا تحل له.
ممازحة الصغار وملاطفتهم
رأى النبي - صلى الله عليه وسلم طفلاً يلعب بعصفور، فكان يمازحه ويسأله عن عصفوره، ويُكنّيه تحبّباً وملاطفةً له؛ لأنه يعلم أن الأطفال يحبون المرح والبشاشة، ويتعلّقون بمن يفهمهم ويقدر حاجاتهم، وهذه القصو مذكورة في صحيح البخاري ومسلم.
المراجع
- ↑ محمد نور سويد، منهج التربية النبوية للطفل، صفحة 22. بتصرّف.
- ↑ عبد الله علوان، تربية الأولاد في الإسلام، صفحة 18. بتصرّف.
- ↑ محمد بن طاهر البرزنجي، صحيح وضعيف تاريخ الطبري، صفحة 131. بتصرّف.