قصص للأطفال في سن الرابعة
من واجب الأم والأب قراءة قصص للأطفال في كلّ يوم خصوصًا قبل النوم؛ لأنّ قراءة قصص للأطفال توسع مداركهم وتزيد من ثقافتهم وتعطيهم أفقًا رحبًا واسعًا، كما تُغذي خيالهم، ومهما كان عمر الأطفال صغيرًا سواء كانوا في سن الثانية أن الثالثة أم الرابعة أم أكبر من ذلك، فإن قراءة قصص للأطفال مهمة جدًا، ومن أجمل قصص للأطفال في سن الرابعة قصة تتحدث عن استشعار مراقبة الله تعالى لكلّ ما في الكون من مخلوقات.
في أحد الأيام، كان الأب جالسًا مع أبنائه الثلاثة: أحمد ومحمد وعائشة، وأراد الأب أن يختبر إدراك أبنائه ومدى معرفتهم بقدرة الله تعالى وحكمته، فاختبرهم بامتحان سريع كي يعلّمهم أن الله تعالى لا يخفى عليه أي شيء في الأرض ولا في السماء، وأنه يعلم جميع الأسرار والأحداث التي تدور في الكون، وما كان من الأب إلّا أن أحضر ثلاثَ بيضات على عدد أبنائه، وطلب من كل واحدٍ منهم أن يذهب ويأخذ بيضة ويُخبّئها في مكانٍ لا يعلمه الله تعالى، فاستغرب الأبناء من طلب أبيهم، فأخذ كل واحدٍ منهم بيضته وذهب بها.
أخذ أحمد بيضته وصعد بها إلى سطح المنزل، وأخفاها أسفل خزانات المياه، ظنًا منه ألّا أحدًا يراها، أما محمد فأخذ بيضته وتوجه بها إلى حديقة البيت وحفرة حفرة صغيرة ووضع البيضة فيها ودفتها، أما عائشة فقد أكلت البيضة وعادت غلى أبيها، كما عاد أحمد ومحمد وجلسوا حول الأب، وعندما سألهم أبوهم البيض فقالوا لأبيهم أن كل واحدٍ أخفى بيضته في مكانٍ لا يعلمه الآخر، وفي هذه اللحظة التفت الأب إلى أبنائه وقال لهم: مهما أخفيتهم البيضات وحتى وإن لم يرَ أحدٌ منكم الآخر، ولم يعلم أحدٌ من الناس أن أخفيتموها، فإنّ الوحيد الذي يعلم أين ذهبت هذه البيضات هو الله تعالى الذي لا تخفى عليه خافية.
أدرك الأبناء الثلاثة موعظة أبيهم لهم، وأنّ الله تعالى وحده القادر على علم الغيب جميعه، وأنّ الله يسمع أيضًا كل همسة ويرى كلّ شيء، وفي هذه القصة موعظة كبيرة أهمها ضرورة تعليم الأطفال أن الله تعالى هو المحيط بكلّ شيءٍ علمًا، وأنه الوحيد الذي لا يمكن إخفاء عليه أيّ شيء، ففرح الأولاد بما تعلّموه من والدهم، وقرّروا أن يخبروا أصدقاءهم بذلك.