قصة: الكلب الشرير
في يومٍ من الأيام كان هناك كلبٌ شرير يؤذي الأطفال والحيوانات، وكان اسمه الكلب المتوحش، وكان هذا الكلب يُحاول الهجوم على أي شخص يمرّ من أمامه ويبدأ بالنباح القوي حتى يُخيفه ويركض باتجاهه حتى يعضّه ويُسبّب له الألم، حيث كان يهجم على الأطفال والحيوانات الصغيرة بشكل فجائي بحيث لا تستطيع الهرب، وهذا الشيء سبّب لصاحب الكلب الشرير الكثير من التعب، وفكّر في أن يجد حلًا لهذه المشكلة وهي تعليق جرس في رقبة الكلب بحيث يسمع الناس صوت الجرس قبل أن يُهاجمهم وبمجرّد أن يتحرّك حتى يستطيعوا الهرب ويتجنبوا الأذى الذي قد يُسببه لهم.
في اليوم التالي أحضر صاحب الكلب الجرس وعلّقه في رقبة الكلب، وفي البداية ظنّ الكلب الشرير أنّ الجرس شيءٌ يدعو للفخر والفرح، فمشى مختالًا به ولاحظ أنّ الجميع بمجرّد سماع الجرس يهربون من أمام هذا الكلب قبل أن يصلهم، مما جعل الكلب الشرير ينزعج من الجرس ويرغب في التخلص منه، لكن صاحبه لم يرضَ أبدًا أن يزيل الجرس من رقبته عقابًا له على إثارته الرعب وإخافته للناس، فحزن الكلب جدًا، ومشى وحيدًا حتى رأى كلبًا عجوزًا فسأله ما به، فشرح له الكلب الشرير القصة وهو خجولٌ من فعلته، خاصة أنه كان يرعب الأطفال الصغار، ولهذا فإنّ الجرس المعلق في رقبته يحمي الأطفال منه.
أخذ الكلب العجوز بتوبيخ الكلب المؤذي، وقال له إنّه يستحق ما فعله صاحبه به جزاءً له على فعلته في إثارة الرعب والفزع في كلّ مكان، وأنّ هذا الجرس دليلٌ على أنّك كلبٌ سيء ولست وفيًا مثل باقي الكلاب، ويمكنك التخلص منه إذا توقّفت عن إيذاء من حولك، وهنا سيعرف صاحبك أنّك أصبحت كلبًا طيبًا، فاقتنع الكلب الشرير بأن يُصبح كلبًا طيبًا وأنه لن يؤذي أي أحدٍ بعد الآن.
العبرة من هذه القصّة أنّ الأخلاق السيئة تجعل الأشخاص ينفرون منك ولا يحبون التعامل معك أبدًا.
قصة: الراعي المخادع
كان يا ما كان في قديم الزمان في أحد الجبال البعيدة، كان هناك راعي أغنام صغير في العمر، وكان هذا الراعي الفتى يستيقظ كلّ يوم في الصباح الباكر بعد شروق الشمس، ويأخذ قطيع الأغنام الكثيرة ويرعى في السهول الخضراء، وفي أحد الأيام أثناء عمل الراعي الصغير في رعي الغنم، قرر أن يكذب كذبة على أهل قريته من أجل التسلية والتخلُّص من الملل، فما كان منه إلّا أن بدأ بالصراخ الكثير من أعلى الجبل وهو يقول: يا أهل القرية إلحقوني، جاء الذئب ليأكل أغنامي، وظلّ الفتى الصغير يصرخ بأعلى صوته حتى سمعه أهل القرية وبدؤوا يتجمعون عنده لاعتقادهم بوجود ذئب فعلًا.
لم يبقَ أحدٌ من أهل القرية إلّا توجه عند الفتى الراعي وهو يصرخ، وعندما وصلوا عنده سألوه: أين الذئب الذي كان سيأكل الأغنام؟ وفي هذه اللحظة بدأ الفتى الراعي بالضحك الكثير وهو يقول لأهل قريته إنّه لا يوجد أيّ ذئب فقد كان يتسلّى ليتخلص من الملل الكثير، وأنّ أهل القرية أغبياء لأنهم صدقوه بشكل سريع، وبعد أن اكتشف أهل القرية أنهم تعرضوا للخداع والكذب من الفتى، غضبوا منه وعادوا إلى بيوتهم وهم يتأسفون على ما فعله الراعي الصغير بهم، وكيف أنهم تركوا أعمالهم وشعروا بالخوف على الفتى وأغنامه من أذى الذئب ومن أجل لا شيء، وفي المقابل كان الراعي يتسلى بهم ويكذب عليهم.
بعد مدّة قصيرة كان الراعي الصغير يرعى الأغنام في الجبل كالعادة، ولكن في هذه المرة جاء الذئب حقيقةً ليهجم على أغنام الراعي، فما كان من الراعي إلا أن بدأ بالصراخ الكثير وهو يُنادي أهل القرية أن يأتوا لإنقاذ أغنامه، لكن رغم أنّ أهل القرية سمعوا نداءه واستغاثاته لكنهم لم يلبوا النداء ولم يذهبوا لإنقاذ أغنام الراعي من الذئب لأنهم اعتقدوا أنه يتسلى بهم ويكذب عليهم كما فعل في المرة الماضية، ولهذا هجم الذئب على الأغنام وتحسّر الراعي عليها وشعر بالحزن الكثير، وعرف أن أهل القرية لم يأتوا لمساعدته لأنهم تذكروا كذبته عليهم، فندم ندمًا شديدًا، خاصة أنّ الذئب تسبّب بخسارة الراعي لأغنامه.
العبرة المستفادة من هذه القصة أنّ الكذب يُسبّب الوقوع في المشكلات، وأنّ الصدق هو طريق النجاة من كلّ شيء، لهذا على الإنسان أن يتجنب الكذب حتى لو من باب المزاح.
قصة: الفأر والضفدع
في يومٍ من الأيام كان هناك فأرٌ صغير يعيش في بيته الموجود على اليابسة، وكان الفأر في كلّ صباحٍ يخرج من بيته يبحث عن طعامه ويلعب حتى يتعب ثم يعود إلى بيته، ولكن مع الأسف تعرّف الفأر الصغير إلى ضفدعٍ كان يتجوّل قرب بيته، على الرغم من أنّ هذا الضفدع يعيش في بركة الماء المجاورة، وكان معروفًا عن هذا الضفدع أن يستمتع بإيذاء الآخرين، وفي أحد الأيام اقترب الضفدع من الفأر الصغير، وأقنعه أن يربطه في ظهره حتى يأخذه في جولة سريعة في بركةالماء، فاحتار الفأر الصغير في أمره، لكن مع إصرار الضفدع وافق أخيرًا وصعد على ظهر الضفدع الذي قام بتثبيته جيدًا وربطه، وتوجه لبركة الماء.
وصل الضفدع وعلى ظهره الفأر الصغير عند بركة الماء حيث يعيش الضفدع، وما كان من الضفدع إلّا أن أخبر الفأر الصغير بأنه سيقفز إلى الماء لأنّ بيته يقع في الضفة المجاورة، وفي هذه اللحظة تذكّر الفأر الصغير أنه لا يستطيع التنفس في الماء، فطلب من الضفدع أن ينزله عن ظهره، لكن الضفدع رفض وقفز إلى الماء بشكل سريع وعلى ظهره الفأر الصغير يصرخ ويستنجد، لكن مع الأسف لم يستمع أحد لصراخ الفأر الصغير، فغرق في الماء ومات وأصبح مجرد جثة مربوطة على ظهر الضفدع، وبعدما عرف الضفدع الشرير أنّ الفأر مات، عرف أنّها اللحظة المناسبة ليعود إلى اليابسة ويأكل الفأر الميت.
بمجرّد أن وصل الضفدع وعلى ظهره الفأر الميت إلى اليابسة، كان صقرٌ كبير يطير في السماء، فرأى الفأر والضفدع فما كان منه إلّا أن انقضّ على الضفدع وأمسكه بمخالبه القوية والتهمه هو وجثة الفأر بلقمةٍ واحدة، وانتهت حياة الفأر الصغير لأنه صدق الغرباء الذين لا يعرفهم مثل الضفدع، وانتهت حياة الضفدع لأنّه أراد الشر للفأر فأصابه هو أيضًا بنفس الطريقة.
العبرة المستفادة من هذه القصة هي ألّا يؤمّن الشخص للغرباء وألّا يذهب معهم إلى أماكن مجهولة، وأنّ من يوقع الأذى بالآخرين سيُلاقي نفس الجزاء، ومن يخون سيتعرّض للخيانة.
قصة: العصفور الكسول
في غابة من الغابات الجميلة والبعيدة كان يعيش عصفور كسول، لا يحب أن يسعى لتأمين طعامه ولا يرغب باللعب مع باقي العصافير أبدًا لأنه كان يُحب النوم كثيرًا، وكان لهذا العصفور الكسول عادات سيئة كثيرة من بينها أنّه كان يُطيل السهر في الليل لساعاتٍ طويلة وكان ينام بمجرد أن تشرق الشمس، وهذا يعني أنه كان يسهر في الوقت الذي تكون فيه كل الحيوانات والطيور نائمة، وينام في الوقت الذي تستيقظ فيه الحيوانات والطيور بحثًا عن الطعام، وذلك لأنّ العصفور الكسول كان يعتمد في طعامه وشرابه على والدته فقط التي كان تتعب طوال اليوم لأجله.
في يومٍ من الأيام كانت العصفورة الأم كعادتها تبحث عن الطعام والحبوب حتى تُعطيها لعصفورها الصغير ليأكلها، لكنها أحسّت بالتعب الكبير وغضبت كثيرًا عندما رأت جميع العصافير الصغيرة تبحث لنفسها عن طعام إلّا ابنها الذي يظلّ نائمًا في العش طوال الوقت وينتظر من يجلب له الطعام، فقررت العصفورة الأم أن تتوقف عن أخذ الطعام لابنها الصغير حتى يتعلم درسًا قاسيًا ويترك الكسل، فعادت العصفورة الأم للعش وأيقظت العصفور الصغير وطلبت منه أن يذهب معها ليبحث عن الطعام فرفض، وكررت هذا مرات عديدة لكنه لم يقم من نومه، فتركته الأم وقررت ألّا تترك له الطعام أبدًا.
في وقت الغروب استيقظ العصفور الصغير ولم يجد الطعام إلى جانبه في العش كما اعتاد كلّ يوم، حيث كانت تضع أمه الطعام له، وكان جائعًا جدًا ويشعر بالعطش، فنادى على أمه وسألها عن الطعام، وقالت له إنّ من يريد الطعام عليه أن يبحث عنه بنفسه، وهنا بدأ العصفور الصغير بالبحث عن الحبوب الملقاة على الأرض لكنه لم يجد أيّ حبة، لأنّ الطيور جمعتها من الصباح الباكر بينما كان نائمًا فبدأ بالبكاء، لكن أمه جاءت إليه وأعطته حبة وقالت له أرجو أن تكون تعلمت الدرس، وأن تستيقظ معي في كل الأيام لنبحث عن الطعام معًا، ووعد العصفور الصغير أمه أن يصبح نشيطًا بعد الآن.
العبرة المستفادة من هذه القصة أنّ الشخص النشيط يجد رزقه على نحو سريع، أما الكسول فلن يستطيع عمل أي إنجاز.
لقراءة المزيد من القصص، اخترنا لك هذا المقال: قصص أطفال قبل النوم عن الصدق.