قصص للأطفال قبل النوم للبنات

كتابة:
قصص للأطفال قبل النوم للبنات

قصة: الأميرة القاسية

عاش أميرٌ صغيرٌ يُدعى "كوسا" يُتقن الكثير من الحرف ويعزف بإتقان في إحدى ممالك الهند، أحبّه الجميع لصفاته الحسنة، فقد كان راجح العقل ويُحب الإحسان إلى الآخرين، لكنه كان حزينًا على الدوام؛ لأنّه دميم الوجه وقبيح الشكل، وعندما عزم والده الملك تزويجه رفض ذلك، ومع إصرار والده صنع "كوسا" أجمل تمثال ذهبي وقال لوالده: عندما تجد فتاةً أجمل منه سأتزوجها.[١]

مرت السنوات والرُسل يبحثون عن هذه الفتاة إلى أن وصلوا إلى مملكة لملكها ثماني بناتٍ، فاختاروا الأكثر جمالًا وطلبوها من الملك، وقد وافق بسعادةٍ كبيرةٍ؛ لأنّ الأمير "كوسا" ذائع الصيت، حزن الأمير عندما علم وأمر والده بأن يُخبروا الفتاة بأنّ أحد تقاليد الأسرة ألا ترى العروس وجه زوجها حتى ينقضي عامٌ على زواجهم.[١]

كان يذهب إليها كل ليلة في غرفةٍ مظلمةٍ ويعزف لها طيلة الليل، وقد أحبته كثيرًا؛ فلم تستطع أن تصبر على عدم رؤية وجهه، وعندما رأته ذُعرت وتركت القصر وعادت إلى مملكة والدها، فحزن الأمير وذهب إليها وحاول التقرب منها بكل السبل والطرق، لكنها لم تغفر له قبح شكله وطردته.[١]

عندما حارب الملوك السبعة الذين قرروا الهجوم على قصر الملك للزواج من هذه الأميرة وعاد بهم أسرى، اقترح أن يُزوجهم لبنات الملك السبعة، جلست الأميرة تبكي وندمت على قسوتها على "كوسا"، فعرض عليها أن تعود معه فوافقت وأحبته لأفعاله ولم تعد تراه قبيحًا.[١]

تُعلمنا هذه القصة أنّ الجمال ليس بالشكل وإنًما بالأفعال، ولا يجب أن تخدع الآخرين، وتُخفي حقيقتك مهما كانت.

قصة: لؤلؤة الصباح

في كوخٍ صغيرٍ بالقرب من أحد الأنهار في غابةٍ موحشةٍ كانت تعيش لؤلؤة الصباح، وهي فتاةٌ جميلةٌ سمراء، يقوم إخوتها مرجان وكهرمان برعايتها، ويخرجان إلى الصيد لوقتٍ طويلٍ، وفي أحد الأيام قررا الذهاب في رحلة صيدٍ تدوم عدة أيامٍ وليالٍ، فحاولت إقناعهما باصطحابها لتبحث عن النهر الذي أخبرتها إحدى الجارات العجوز أنّ من يغتسل به يُصبح ناصع البياض.[٢]

رفض إخوتها وأخبراها أنّ هذه أسطورة غير حقيقية، ولا يجب تصديق ما يقوله الآخرون، ثم ودعاها وغادرا في الصباح، وبعد انقضاء اليوم الأول ضجرت لؤلؤة الصباح من العزلة وذهبت إلى الجارة العجوز لتسألها عن مكان النهر، ثم اتبعت ما قالته له، وذهبت تبحث عن فارس الغابة ليأخذها إلى النهر.[٢]

عرض عليها الفارس الزواج، فقالت إنّ عليها انتظار إخوتها ليُقرروا، وبقيت عنده في الكوخ تطهو له الطعام وتخدمه على أمل أخذها إلى النهر، لكنه ظل يُؤجل ذلك إلى أن تعبت لؤلؤة الصباح من شدة التفكير وشحب لونها، فلم تستطع القيام بطهو الطعام وتنظيف الكوخ، فأخذها الفارس وعلّقها بين أغصان شجرةٍ عالية ليُعذبها على تقصيرها.[٢]

عندما عاد إخوتها ولم يجدوها سألوا العجوز، فأخبرتهم بما حدث فاتجهوا إلى الغابة يبحثون عنها إلى أن وجدوها وأخذوها إلى البيت، وفي الطريق اعترفت بخطئها، فأخبرها أخوها "مرجان" بأنَّ الإنسان يكون جميلًا وشريفًا ببياض قلبه لا ببياض بشرته فاقتنعت بقوله.[٢]

تُعلمنا هه القصة أنَّ الجمال لا يتعلق بلون البشرة؛ لذا على الإنسان أن يرضى بما هو عليه، ويُحبّ نفسه كما هي.

قصة: الفتاة النجيبة

في إحدى القرى كانت تعيش "موني"، وهي فتاةٌ صغيرةٌ وفقيرةٌ، كانت شديدة الذكاء والحكمة، تُحبُّ القراءة والكتابة، وتنال أعلى الدرجات في فصلها الدراسي، فتكون في المرتبة الأولى دائمًا، ولكن لتصل إلى مدرستها كان عليها عبور النهر كل يوم، وفي فصل الشتاء عندما هطلت الأمطار بغزارةٍ حدثت الفيضانات فلم تستطع الذهاب إلى المدرسة؛ لأنّه لم يكن هناك أيّ قارب يُساعدها على ذلك.[٣]

قررت "موني" أن تصنع قاربًا كبيرًا ليتمكن القرويين من عبور النهر، وفي أحد الأيام طلبت من والدها مساعدتها في صنع قاربٍ صغيرٍ، فذهبت إلى الغابة بصحبته وجمعوا ألواح الخشب وبذلوا ما في وسعهم لإتمام ذلك، وبعد يومين تمكنا من صنع طوافةٍ صغيرةٍ استطاعت هي وصديقتها الذهاب إلى المدرسة بوساطتها.[٣]

كانت تنهمك بالدراسة بينما يقوم باقي الطلاب باللعب واللهو حتى تأهلت إلى منحةٍ من مدرستها، واستمرت في الدراسة بكل قدراتها إلى أن حصلت على درجة الماجستير في العلوم، وحازت على الكثير من الجوائز والشهادات في مختلف المسابقات.[٣]

بعد نجاحها في الامتحان الأخير أصبحت ضابطة ونالت شهرةً كبيرةً في منطقتها بعد مدَّةٍ قصيرةٍ، وقامت بما تستطيع مساعدة أهل قريتها به وصنعت عدة قوارب ليتمكن كل طلاب القرية من الوصول إلى مدرستهم دون صعوباتٍ تُواجههم، وعاشت حياةً سعيدةً مع والديها.[٣]

تُعلمنا هذه القصة أنّه يجب على الإنسان ألّا يستسلم للظروف مهما كانت صعبة، وأن يُحاربها ويُواجهها دون يأس ويتغلب عليها.

قصة: سفيرة القمر

في مكانٍ ما يُدعى وادي القمر كانت تعيش مجموعة من الأرانب، وكانت زعيمتهم التي اختاروها لشدة ذكائها تُدعى "صفصافة"، ويُوجد في وادي القمر عينُ يُسمونها عين القمر، فيجتمع الأرانب وصفصافة كل ليلةٍ ليتأملوا جمال ضوء القمر ويتبادلون الأحاديث ويعيشون بسعادةٍ.[٤]

لكن في أحد الأيام حدث ما عكّرَ صفو الوادي، فقد كانت مجموعة من الأفيال تعيش في وادٍ آخرٍ في بلادٍ بعيدةٍ عن وادي القمر، وفجأةً أقفرت أرض الفيلة الخصبة وجفت مياهها، فجاعت الفيلة وازداد عطشها؛ لذا قررت مغادرة بلادها والبحث عن مكانٍ آخرٍ تجد فيه الطعام والماء.[٤]

مشت الأفيال كثيرًا إلى أن وصلت إلى وادي القمر، فدخلوا دون استئذانٍ وحطموا منازل الأرانب بأقدامهم الضخمة، وحولوا حياة الأرانب إلى جحيم، لجأت الأرانب إلى منزل الزعيمة الحكيمة صفصافة ووضعوا خطةً محكمةً للتخلص من الفيلة، ثم اتجهوا إلى الميدان ودقوا الطبول.[٤]

توجهت صفصافة بالحديث إلى زعيم الفيلة وهددته وأخبرته أنّ عليهم المغادرة، لكنه سخر منها؛ لأنّها صغيرة الحجم، والفيلة حجمها أكبر بكثير، ولن يتمكّن الأرانب من التغلب عليهم، لكن صفصافة استمرت في النقاش لوقتٍ طويل إلى أن أقنعته أنّ هذا المكان ملكٌ للقمر.[٤]

كما أن القمر غاضبٌ وسينتقم منهم إن لم يعتذروا له ويُغادروا، مع وعدها له بأنّهم لن يعودوا أبدًا إلى وادي القمر، ففعلوا ذلك وهربوا خائفين، وعاد الأرانب إلى حياتهم السعيدة آمنين.[٤]

تُعلمنا هذه القصة أنّ القوة ليست بالحجم الكبير، إنّما تعتمد على الحكمة والتفكير السليم.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث كامل كيلاني، الأميرة القاسية، صفحة 1 - 32. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث كامل كيلاني، لؤلؤة الصباح، صفحة 1 - 28. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث "A Little Girl", storymirror, Retrieved 24/11/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج كامل كيلاني، سفيرة القمر، صفحة 1 - 34. بتصرّف.
4117 مشاهدة
للأعلى للسفل
×