قصص من السيرة النبوية على جبر الخواطر

كتابة:
قصص من السيرة النبوية على جبر الخواطر

قصص من السيرة النبوية على جبر الخواطر

تعد عبادة جبر الخواطر عبادة عظيمة؛ فينال المسلم بها رضا الله -تعالى-، وينال الأجر العظيم يوم القيامة، وعبادة جبر الخواطر نوعٌ من أنواع الصدقة، فلا تقتصر الصدقة على إعطاء الأموال، وإنما تتعداها للتخفيف عن الناس أوجاعهم، ومشاركة الناس في الأفراح والأحزان، قال الرسول الكريم: (والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ)،[١] فمن سار بين الناس بجبر الخواطر، أدركته عناية الله في وقت المخاطر.

قال -تعالى-: ﴿وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً﴾،[٢] قال ابن كثير: "إذا حضر الفقراء من القرابة الذين لا يرثون، واليتامى والمساكين، قسمة مال جزيل، فأمر الله -تعالى- أن يرضخ لهم شيء من الوسط؛ يكون برا بهم، وإحساناً إليهم، وجبرًا لكسرهم"،[٣] وثبت في السيرة النبوية العديد من الشواهد على جبر الخواطر، ومراعاة المشاعر، ومن ذلك ما يأتي:

قصة تعزية طفل بوفاة عصفوره

عندما ذهب النبي -صلى الله عليه وسلم- في زيارة لبيت أهل أنس بن مالك -رضي الله عنه- كان يجد صبياً في البيت حزينًا؛ لأن عصفوره قد مات، فقال له مواسياً: (يا أبَا عُمَيْرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ؟).[٤]

قصة الرسول الكريم مع الصحابي زاهر

زاهر بن حرام رجل من أهلِ الباديةِ، كان يُهدي إلى النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- الهديَّةَ؛ فيُجهِّزُه رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إذا أراد أنْ يخرُجَ، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: (إنَّ زاهرًا بَادِينَا ونحنُ حاضِروه، فأتاه النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وهو يبيعُ متاعَه فاحتضَنه مِن خلْفِه، والرَّجُلُ لا يُبصِرُه فقال: أرسِلْني، مَن هذا؟ فلمَّا عرَف أنَّه النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- جعَل يُلزِقُ ظهرَه بصدرِه...).[٥]

(فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: مَن يشتري هذا العبدَ؟، فقال زاهرٌ: تجِدُني يا رسولَ اللهِ كاسدًا، قال: لكنَّك عندَ اللهِ لَسْتَ بكاسدٍ، أو قال: بل أنتَ عندَ اللهِ غَالٍ)،[٥]وكان هذا التصرف من النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه الكثير من جبر الخواطر حين مازح الصحابي زاهر -رضي الله عنه- وأثنى عليه.[٦]

زواجه -صلى الله عليه وسلم- بحفصة بنت عمر

عندما انتهى زواج حفصة بنت عمر، مر عمر بعثمان فقال له: هل لك في حفصة؟ وكان عثمان قد سمع رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- يذكرها؛ فلم يجبه، فأخبر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- النبي -صلّى الله عليه وسلم-، فقال النبي -صلّى الله عليه وسلم-: (هل لك في خير من ذلك؟ أتزوّج أنا حفصة، وأزوّج عثمان أمّ كلثوم).[٧]

وسائل جبر الخواطر

إن لجبر الخواطر وسائل عديدة، وسنذكر منها ما يأتي:

  • دعوة الفقراء إلى الأفراح والولائم، وإظهار البهجة عند حضورهم.
  • زيارة من لا يزار؛ لفقره.
  • الشراء من بائع فقير؛ بنية الصدقة.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2989، صحيح.
  2. سورة النساء، آية:8
  3. ابن كثير الدمشقي، تفسير القرآن العظيم، صفحة 221. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6129، صحيح.
  5. ^ أ ب رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5790، صحيح.
  6. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 452. بتصرّف.
  7. حسين بن محمد الديار بكري، تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس، صفحة 276. بتصرّف.
2813 مشاهدة
للأعلى للسفل
×