قصص من كتاب النظرات

كتابة:
قصص من كتاب النظرات


قصص من كتاب النظرات

كتاب النظرات هو كتاب ألَّفَه الكاتب والأديب المصري المعروف مصطفى لطفي المنفلوطي، وقد وضع فيه قصصًا مختلفة وخواطر مما كان يجول في ذهنه، وفيما يأتي تلخيص لأبرز القصص الواردة فيه:


قصة الغني والفقير

يقول المنفلوطي في هذه القصة: حينما كنتُ أمشي في طريقي في اليوم الماضي، رأيتُ فقيرًا يشتكي ألم بطنه من الجوع، وعندما وصلت إلى منزل صديقي الثري رأيته يشتكي ألم بطنه من كثرة تناوله للطعام، فتعجبتُ وقلت لنفسي: ماذا سيحدث لو أعطى الغني ما يزيد عن حاجته للفقير؟ لن يشتكي الواحد منهما أي ألم أبدًا.[١]


الخير موجودٌ على هذه الأرض، لكن الأثرياء يحاولون أخذ كل شيء من الفقراء، ولولا حاجتهم إليهم لقاموا بسلب أرواحهم أيضًا، إنَّ الإنسان يكتسب إنسانيته من خلال إحسانه، وهذا ما يميزه عن الحيوان، وإني أرى الناس ينقسمون لثلاثة أقسام: من يُحسن لغيره في سبيل الإحسان إليه، ومن يحسن لنفسه ولا يحسن لغيره، ومن لا يقوم بأي إحسانٍ لا إليه ولا إلى سواه، فأتساءل: هل هناك الرابع الذي يُحسن لنفسه ولغيره؟[١]


قصة الصياد

يقول المنفلوطي في هذه القصة: تحدث أحد الأشخاص قائلاً: وأنا في منزلي دخل عليَّ أحد الصيادين وبشبكته سمكة كبيرة، عرض عليَّ أن اشتريها فوافقت وأعطيته ما طلب من مال، فقام بالدعاء لي بالسعادة في النفس، أحببت هذا الدعاء وسألته كيف توصل إلى معنى سعادة النفس، فأخبرني أن السعادة تكون داخل الإنسان وفي نفسه، لا في ماله وثرواته.[٢]


فسألته متعجبًا إن كان يظن أنه سعيد رغم فقره وثيابه الرثَّة، أخبرني أنه شديد السعادة، فالغني يظن نفسه سعيدًا بماله، بينما يكون كالسمك في الشبكة، أما الفقير فيشبه الطائر الحر، وأنه قد قبل بما قسمه الله له، وسعيد بأنه يسكن في كوخ صغير مع زوجته وطفله ولا ينام جائعًا، وأنه يؤمن بالقضاء والقدر، وهذا قدر الله وهو راضٍ عنه، ثم أعاد لي الدعاء الذي أحببته وذهب.[٢]


قصة الزوجتين

يقول المنفلوطي في هذه القصة: قال أحد الأصدقاء: سأحكي لك قصة حقيقية حدثت معي، بينما كنت أحاول النوم ليلًا في الشتاء البارد، قُرِع الباب ثم دخل الخادم وأخبرني أن امرأة ترتدي ملابس كالمتسولين أتت تطلب مقابلتي، وحينما خرجت لرؤيتها أخبرتني بأنها زوجة فلان، وقد كان صديقي، فاستغربت كثيرًا وسألتها ما الذي يجعلها تلبس هذه الثياب وتخرج في منتصف الليل.[٣]


أخبرتني بأنها بعد ثلاثة أعوام ورثت عن والدها مبلغًا كبيرًا، فأخذه زوجها وأتلفه على الخمر، وحين نفد المال بدأ يشعر بالملل نحوها ليتحول شعوره إلى البغض، ثم سافر ليعمل في بلد آخر، وحين لحقت به وجدته قد تزوج امرأة أخرى، فعادت مكسورة وأتت تشكو إليَّ؛ ثم انقطع تواصلي مع الرجل لتصلني رسالة منه يطلب مني التهنئة إذ تزوج هذه المرأة بعد طلاقها وهو سعيد معها بينما زوجها تعيس أشد التعاسة مع الفتاة التي فضلها على امرأته.[٣]


قصة مدينة السعادة

يقول المنفلوطي في هذه القصة: رأيتُ في أحد الأيام أنني أمشي في صحراء كبيرة، وإذ حلَّ الليل وجدت نفسي هناك وحيدًا وفقدت الأمل في النجاة وكأني بين فكّي جبل، وفجأة وجدت صخرة بيضاء تطير وهي أشبه إلى النسر، فعاد إليَّ الأمل واقتربت من السفح الثاني للجبل، وهناك رأيت أجمل مكان أراه في حياتي، ووجدت شيخًا فحدثته وأخذني إلى منزله، هناك وجدتهم يُصلُّون لله بخشوع، فسألتهم هل رأيتم الله؟[٤]


قالوا: رأيناه في مخلوقاته وإبداعه، سألتهم أين يذهب الإنسان بعد موته، فأخبروني إما للجحيم إن عمل شرًا، وإما للنعيم إن كان صالحًا، وأخذني الشيخ في جولة في المدينة، وعندما سألته أخبرني أن لا مدارس عندهم لأنهم يعلمون أطفالهم بأنفسهم، ويحكمون بينهم بالعدل، ويحترمون ويحبون بعضهم البعض، ثم عدنا إلى منزله ونمت، فاستيقظت لأجد نفسي في فراشي وأنا أقول هذه هي مدينة السعادة.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب مصطفى لطفي المنفلوطي، النظرات، صفحة 53 - 55. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مصطفى لطفي المنفلوطي، النظرات، صفحة 117 - 121. بتصرّف.
  3. ^ أ ب مصطفى لطفي المنفلوطي، النظرات، صفحة 151 - 155. بتصرّف.
  4. ^ أ ب مصطفى لطفي المنفلوطي، النظرات، صفحة 55 - 61. بتصرّف.
6006 مشاهدة
للأعلى للسفل
×