قصيدة جرير في مدح عبد الملك بن مروان

كتابة:
قصيدة جرير في مدح عبد الملك بن مروان


قصيدة جرير في مدح عبد الملك بن مروان

جرير من الشعراء الذين عاصروا عبد الملك بن مروان، ومن أهم القصائد التي قالها في مديحه:


قصيدة أتصحو بل فؤادك غير صاح

قال الشاعر جرير فيها:[١]

أَتَصحو بَل فُؤادُكَ غَيرُ صاحِ

:::عَشِيَّةَ هَمَّ صَحبُكَ بِالرَواحِ 

يَقولُ العاذِلاتُ عَلاكَ شَيبٌ

أَهَذا الشَيبُ يَمنَعُني مِراحي

يُكَلِّفُني فُؤادي مِن هَواهُ

ظَعائِنَ يَجتَزِعنَ عَلى رُماحِ

ظَعائِنَ لَم يَدِنَّ مَعَ النَصارى

وَلا يَدرينَ ما سَمكُ القَراحِ

فَبَعضُ الماءِ ماءُ رَبابِ مُزنٍ

وَبَعضُ الماءِ مِن سَبَخٍ مِلاحِ

سَيَكفيكَ العَواذِلَ أَرحَبِيٌّ

هِجانُ اللَونِ كَالفَرَدِ اللَياحِ

يَعُزُّ عَلى الطَريقِ بِمَنكَبَيهِ

كَما اِبتَرَكَ الخَليعُ عَلى القِداحِ

تَعَزَّت أُمُّ حَزرَةَ ثُمَّ قالَت

رَأَيتُ الوارِدينَ ذَوي اِمتِناحِ

تُعَلِّلُ وَهيَ ساغِبَةٌ بَنيها

بِأَنفاسٍ مِنَ الشَبِمِ القَراحِ

سَأَمتاحُ البُحورَ فَجَنِّبيني

أَذاةَ اللَومِ وَاِنتَظِري اِمتِياحي

ثِقي بِاللَهِ لَيسَ لَهُ شَريكٌ

وَمِن عِندِ الخَليفَةِ بِالنَجاحِ

أَغِثني يا فَداكَ أَبي وَأُمّي

بِسَيبٍ مِنكَ إِنَّكَ ذو اِرتِياحِ

فَإِنّي قَد رَأَيتُ عَلَيَّ حَقّاً

زِيارَتِيَ الخَليفَةَ وَاِمتِداحي

سَأَشكُرُ أَن رَدَدتَ عَلَيَّ ريشي

وَأَثبَتَّ القَوادِمَ في جَناحي

أَلَستُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا

وَأَندى العالَمينَ بُطونَ راحِ

وَقَومٍ قَد سَمَوتَ لَهُم فَدانوا

بِدُهمٍ في مُلَملَمَةٍ رَداحِ

أَبَحتَ حِمى تِهامَةَ بَعدَ نَجدٍ

وَما شَيءٌ حَمَيتَ بِمُستَباحِ

لَكُم شُمُّ الجِبالِ مِنَ الرَواسي

وَأَعظَمُ سَيلَ مُعتَلِجِ البِطاحِ

دَعَوتَ المُلحِدينَ أَبا خُبَيبٍ

جِماحاً هَل شُفيتَ مِنَ الجِماحِ

فَقَد وَجَدوا الخَليفَةَ هِبرِزِيّاً

أَلَفَّ العيصِ لَيسَ مِنَ النَواحي

فَما شَجَراتُ عيصِكَ في قُرَيشٍ

:::بِعَشّاتِ الفُروعِ وَلا ضَواحي 

رَأى الناسُ البَصيرَةَ فَاِستَقاموا

وَبَيَّنَتِ المِراضُ مِنَ الصِحاحِ


قصيدة ألا حي المنازل والخيام

قال فيها:[٢]

أَلا حَيِّ المَنازِلَ وَالخِياما

وَسَكناً طالَ فيها ما أَقاما

أُحَيِّها وَما بِيَ غَيرَ أَنّي

أُريدُ لِأُحدِثَ العَهدَ القُداما

مَنازِلَ قَد خَلَت مِن ساكِنيها

عَفَت إِلّا الدَعائِمَ وَالثُماما

مَحَتها الريحُ وَالأَمطارُ حَتّى

حَسِبتَ رُسومَها في الأَرضِ شاما

وَجَرَّ بِها الكَلاكِلَ كُلَّ جَونٍ

أَجَشِّ الرَعدِ يَهتَزِمُ اِهتِزاما

وَلَو خَرَجَت أُمامَةُ يَومَ عيدٍ

لَمَدَّ الناسُ أَيدِيَهُم قِياما

أَلَم تَرَ مَن نَجا مِنهُم سَليماً

عَلَيهِم في مُحافَظَةٍ ذِماما

وَأَعضَدنَ السُيوفَ مُجَرَّداتٍ

لِهامِ الأُزدِ قُبَّحَ ذاكَ هاما

نَكُرَّ الخَيلَ عائِدَةً عَلَيهِم

تَوَطَّأُ مِنهُمُ قَتلى لِئاما

وَمَن بَلَغوا الحَزيزَ وَهُم عِجالٌ

وَقَد جَعَلوا وَرائُهُمُ سَناما

فَذوقوا وَقعَ أَطرافِ العَوالي

فَيا أَهلَ اليَمامَةِ لا يَماما

وَبَكرٌ قَد رَفَعنا السَيفَ عَنها

وَلَولا ذاكَ لَاِقتُسِموا اِقتِساما

فَوَدّوا يَومَ ذَلِكَ إِذ رَأَونا

نَحُسُّ الأُسدَ لَو رَكِبوا النَعاما

مَشَوا مِن واسِطٍ حَتّى تَناهَت

فُلولَهُمُ وَقَد وَرَدوا تُؤاما

فَمِنهُم مَن نَجا وَبِهِ جِراحٌ

وَآخَرُ مُقعَصٌ لَقِيَ الحِماما

فَلَولا أَنَّ إِخوَتَنا قُرَيشٌ

وَأَنّا لا نُحِلُّ لَهُم حَراما

وَأَنَّهُمُ وُلاةُ الأَمرِ فينا

وَخَيرُ الناسِ عَفواً وَاِنتِقاما

لَكانَ لَنا عَلى الأَقوامِ خَرجٌ

وَسُمنا الناسَ كُلَّهُمُ ظِلاما

مَنَعنا بِالرِماحِ بَياضَ نَجدٍ

وَقَتَّلنا الجَبابِرَةَ العِظاما

بِجُردٍ كَالقِداحِ مُسَوَّماتٍ

بِأَيدينا يُعارِضنَ السَماما

وَكَم مِن مَعشَرٍ قُدنا إِلَيهِم

بِحُرِّ بِلادِهِم لَجِباً لُهاما

يُسَهِّلُ حينَ يَغدوا مِن مَبيتٍ

أَوائِلُهُ لآخره الإِكاما

بكُلِّ طُوالَةٍ مِن آلِ قَيدِن

تَكادُ تَقُضُّ زَفرَتُها الحِزاما

عَصَينا في الأُمورِ بَني تَميمٍ

وَزِدنا مَجدَها أَبَداً تَماما


قصيدة الله طوقك الخلافة

قال فيها:[٣]

اللَهُ طَوَّقَكَ الخِلافَةَ وَالهُدى

وَاللَهُ لَيسَ لِما قَضى تَبديلُ

إِنَّ الخِلافَةَ بِالَّذي أَبلَيتُمُ

فيكُم فَلَيسَ لِمَلكِها تَحويلُ

يَعلو النَجِيَّ إِذا النَجِيُّ أَضَجَّهُم

أَمرٌ تَضيقُ بِهِ الصُدورُ جَليلُ

وَلِيَ الخِلافَةَ وَالكَرامَةَ أَهلُها

فَالمُلكُ أَفيَحُ وَالعَطاءُ جَزيلُ

فَعَلَيكَ جِزيَةُ مَعشَرٍ لَم يَشهَدوا

لِلَّهِ إِنَّ مُحَمَّداً لَرَسولُ

تَبِعوا الضَلالَةَ ناكِبينَ عَنِ الهُدى

وَالتَغلِبِيُّ عَمي الفُؤادِ ضَلولُ

يَقضي الكِتابُ عَلى الصَليبِ وَتَغلِبٍ

وَلِكُلِّ مُنزَلِ آيَةٍ تَأويلُ

إِنَّ الخِلافَةَ وَالنُبُوَّةَ وَالهُدى

رَغمٌ لِتَغلِبَ في الحَياةِ طَويلُ

فارَقتُمُ سُبُلَ النُبُوَّةِ فَاِخضَعوا

بِجِزا الخَليفَةِ وَالذَليلُ ذَليلُ

مَنَعَ الأُخَيطِلُ أَن يُسامِيَ قَرمَنا

شَرَفٌ أَجَبُّ وَغارِبٌ مَجزولُ

قَرماً لِزَيدِ مَناةَ أَزهَرَ مُصعِباً

فَتَصولُ زَيدُ مَناةَ حينَ يَصولُ

مِنّا فَوارِسُ لَن تَجيءَ بِمِثلِهِم

وَبِناءُ مَكرُمَةٍ أَشَمُّ طَويلُ

فَإِذا ذَكَرتَ مِنَ الهُذَيلِ وَقَد شَتا

فينا الهُذَيلُ وَفي شَواهُ كُبولُ

جَرَّ الخَليفَةُ بِالجُنودِ وَأَنتُمُ

بَينَ السَلَوطَحِ وَالفُراتِ فُلولُ

وَلَقَد شَفَتني خَيلُ قَيسٍ مِنكُمُ

فيها الهُذَيلُ وَمالِكٌ وَعَقيلُ
فَإِذا رُميتَ بِحَربِ قَيسٍ لَم يَزَل 
أَبَداً لِخَيلِهِمُ عَلَيكَ دَليلُ

نِعمَ الحُماةُ إِذا الصَفائِحُ جُرِّدَت

لِلبَيضِ تَحتَ ظُباتِهِنَّ صَليلُ

لَو أَنَّ جَمعَهُمُ غَداةَ مُخاشِنٍ

يُرمى بِهِ حَضَنٌ لَكادَ يَزولُ

لَولا الخَليفَةُ يا أُخَيطِلُ ما نَجا

أَيّامَ دِجلَةَ شِلوُكَ المَأكولُ

قَيسٌ تَزيدُ عَلى رَبيعَةَ في الحَصى

وَجِبالُ خِندِفَ بَعدَ ذاكَ فُضولُ

المراجع

  1. "أتصحو بل فؤادك غير صاح"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022.
  2. "ألا حي المنازل"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022.
  3. "أودع أمامة"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022.
5733 مشاهدة
للأعلى للسفل
×