قصيدة عن الحب قصيرة

كتابة:
قصيدة عن الحب قصيرة

الحب

الحب: هو مشاعر وعواطف تتولد بين شخصين أو شيئين، الحب هو أن تُطيل البقاء في قلب الآخر دون أن تُحدث به خدشاً أو جرحاً، الحب هو أن تكون الأمن والأمان والحضن والسند لمن تحب، وقد كان الحب منتشراً بكل أنواعه منذ القدم وقد تحاكى فيه الشعراء وقد وصفوه في أبياتهم.

لماذا

فاروق جويدة شاعر مصري معاصر، ولد عام 1946م وله الكثير من القصائد الشعرية العمودية المؤثرة، كما كتب في المسرح الشعري. لماذا أراك على كل شيء

كأنكِ في الأرضِ كل البشر

كأنك دربٌ بغير انتهاءٍ

وأني خلقت لهذا السفر..

إذا كنت أهرب منكِ .. إليكِ

فقولي بربكِ.. أين المفر؟!”

“أريحيني على صدرك

لأني متعب مثلك

دعي اسمي وعنواني وماذا كنت

سنين العمر تخنقها دروب الصمت

وجئت إليك لا أدري لماذا جئت

فخلف الباب أمطار تطاردني

شتاء قاتم الأنفاس يخنقني

وأقدام بلون الليل تسحقني

وليس لدي أحباب

ولا بيت ليؤويني من الطوفان

وجئت إليك تحملني

رياح الشك.. للإيمان

فهل أرتاح بعض الوقت في عينيك

أم أمضي مع الأحزان

وهل في الناس من يعطي

بلا ثمن.. بلا دين.. بلا ميزان؟

أحبك

نزار قباني شاعر معاصر ولد في دمشق عام 1923م وتوفي عام 1998م، قال العديد من قصائد الحب لمحبوبته وزوجته بلقيس وهذه إحدى قصائده لها:[١]

أحبك حتى يتم انطفائي

بعينين مثل اتساع السماء

إلى أن أغيب وريداً وريداً

بأعماق منجدلٍ كستنائي

إلى أن أحس بأنك بعضي

وبعض ظنوني وبعض دمائي

أحبك غيبوبةً لا تفيق

أنا عطشٌ يستحيل ارتوائي

أنا جعدةٌ في مطاوي قميصٍ

عرفت بنفضاته كبريائي

أنا عفو عينيك أنت كلانا

ربيع الربيع عطاء العطاء

أحبك لا تسألي أي دعوى

جرحت الشموس أنا بادعائي

إذا ما أحبك نفسي أحب

فنحن الغناء ورجع الغناء


أجمل حب

محمود درويش شاعر فلسطيني اشتهر بأنّه وصف حبه لوطنه كأنه يصف محبوبته، ارتبط اسمه بشعر الثورة والوطن، وفي أوائل العشرينات قام محمود درويش بكتابة هذه القصيدة لمحبوبته تمارا اليهودية وقد ظن أن الحب بينهما سيدوم ولكنه لم يحالفه الحظ وافترقا:[٢]

كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة

وجدنا غريبين يوما

وكانت سماء الربيع تؤلف نجما ... و نجما

وكنت أؤلف فقرة حب..

لعينيك.. غنيتها!

أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا

كما انتظر الصيف طائر

و نمت.. كنوم المهاجر

فعين تنام لتصحو عين.. طويلا

و تبكي على أختها ،

حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر

و نعلم أن العناق، و أن القبل

طعام ليالي الغزل

و أن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ

على الدرب يوما جديداً !

صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف

معا نصنع الخبر و الأغنيات

لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير

يسير بنا ؟

و من أين لملم أقدامنا ؟

فحسبي، و حسبك أنا نسير...

معا، للأبد

لماذا نفتش عن أغنيات البكاء

بديوان شعر قديم ؟

و نسأل يا حبنا ! هل تدوم ؟

أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء

و حب الفقير الرغيف !

كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة

وجدنا غريبين يوما

و نبقى رفيقين دوما


أحبك أكثر

قام الشاعر محمود درويش بكتابة هذه القصيدة لمحبوبته فلسطين:[٣]

تكبّر.. تكبرّ!

فمهما يكن من جفاك

ستبقى، بعيني و لحمي، ملاك

وتبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك

نسيمك عنبر

وأرضك سكر

وإني أحبك.. أكثر

يداك خمائل

ولكنني لا أغني

ككل البلابل

فإن السلاسل

تعلمني أن أقاتل

أقاتل.. أقاتل

لأني أحبك أكثر!

غنائي خناجر ورد

و صمتي طفولة رعد

و زنيقة من دماء

فؤادي،

و أنت الثرى و السماء

و قلبك أخضر..!

و جزر الهوى، فيك، مدّ

فكيف، إذن، لا أحبك أكثر

و أنت، كما شاء لي حبنا أن أراك:

نسيمك عنبر

و أرضك سكر

و قلبك أخضر..!

وإنّي طفل هواك

على حضنك الحلو

أنمو و أكبر !


رسالة حب صغيرة

من أجمل قصائد الحب للشاعر نزار قباني في محبوبته:[٤]

حبيبتي ، لديَّ شيءٌ كثيرْ..

أقولُهُ ، لديَّ شيءٌ كثيرْ ..

من أينَ ؟ يا غاليتي أَبتدي

وكلُّ ما فيكِ.. أميرٌ.. أميرْ

يا أنتِ يا جاعلةً أَحْرُفي

ممّا بها شَرَانِقاً للحريرْ

هذي أغانيَّ و هذا أنا

يَضُمُّنا هذا الكِتابُ الصغيرْ

غداً .. إذا قَلَّبْتِ أوراقَهُ

واشتاقَ مِصباحٌ و غنّى سرير..

واخْضَوْضَرَتْ من شوقها، أحرفٌ

وأوشكتْ فواصلٌ أن تطيرْ

فلا تقولي : يا لهذا الفتى

أخْبرَ عَنّي المنحنى و الغديرْ

و اللّوزَ .. و التوليبَ حتى أنا

تسيرُ بِيَ الدنيا إذا ما أسيرْ

و قالَ ما قالَ فلا نجمةٌ

إلاّ عليها مِنْ عَبيري عَبيرْ

غداً .. يراني الناسُ في شِعْرِهِ

فَمَاً نَبيذِيّاً، و شَعْراً قَصيرْ

دعي حَكايا الناسِ.. لَنْ تُصْبِحِي

كَبيرَةً .. إلاّ بِحُبِّي الكَبيرْ

ماذا تصيرُ الأرضُ لو لم نكنْ

لو لَمْ تكنْ عَيناكِ... ماذا تصيرْ ؟


القصيدة المتوحشة

من أروع قصائد الحب في العصر الحديث التي قالها الدبلوماسي نزار قباني:[٥]

أحبيني .. بلا عقد

وضيعي في خطوط يدي

أحبيني .. لأسبوع .. لأيام .. لساعات..

فلست أنا الذي يهتم بالأبد..

أنا تشرين .. شهر الريح،

والأمطار .. والبرد..

أنا تشرين فانسحقي

كصاعقة على جسدي..

أحبيني ..

بكل توحش التتر..

بكل حرارة الأدغال

كل شراسة المطر

ولا تبقي ولا تذري..

ولا تتحضري أبدا..

فقد سقطت على شفتيك

كل حضارة الحضر

أحبيني..

كزلزال .. كموت غير منتظر..

وخلي نهدك المعجون..

بالكبريت والشرر..

يهاجمني .. كذئب جائع خطر

وينهشني .. ويضربني ..

كما الأمطار تضرب ساحل الجزر..

أنا رجل بلا قدر

فكوني .. أنت لي قدري

وأبقيني .. على نهديك..

مثل النقش في الحجر..

أحبيني .. ولا تتساءلي كيفا..

ولا تتلعثمي خجلا

ولا تتساقطي خوفا

أحبيني .. بلا شكوى

أيشكو الغمد .. إذ يستقبل السيفا؟

وكوني البحر والميناء..

كوني الأرض والمنفى

وكوني الصحو والإعصار

كوني اللين والعنفا..

أحبيني .. بألف وألف أسلوب

ولا تتكرري كالصيف..

إني أكره الصيفا..

أحبيني .. وقوليها

لأرفض أن تحبيني بلا صوت

وأرفض أن أواري الحب

في قبر من الصمت

أحبيني .. بعيدا عن بلاد القهر والكبت

بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت..

بعيدا عن تعصبها..

بعيدا عن تخشبها..

أحبيني .. بعيدا عن مدينتنا

التي من يوم أن كانت

إليها الحب لا يأتي..

إليها الله .. لا يأتي ..

أحبيني .. ولا تخشي على قدميك

- سيدتي - من الماء

فلن تتعمدى امرأة

وجسمك خارج الماء

وشعرك خارج الماء

فنهدك .. بطة بيضاء ..

لا تحيا بلا ماء ..

أحبيني .. بطهري .. أو بأخطائي

بصحوي .. أو بأنوائي

وغطيني ..

أيا سقفا من الأزهار ..

يا غابات حناء ..

تعري ..

واسقطي مطرا

على عطشي وصحرائي ..

وذوبي في فمي .. كالشمع

وانعجني بأجزائي

تعري .. واشطري شفتي

إلى نصفين .. يا موسى بسيناء..


المراجع

  1. نزار قباني، "أحبك"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-5.
  2. محمود درويش، "أجمل حب"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-5.
  3. محمود درويش، "أحبك أكثر"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-5.
  4. نزار قباني، "رسالة حب صغيرة"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-5.
  5. نزار قباني، "القصيدة المتوحشة"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-5.
4595 مشاهدة
للأعلى للسفل
×