قصائد في غزل الحبيب
ومُتَرَّفٍ عَقَلَ الحَياءُ لسانَه
- فكلامُهُ بالوَحْي والإيمـــاءِ
لمّا نظرْتُ إلى الكَرَى في عينه
- قَدْ عَقّدَ الْجَفنَين بالإغفاءِ
حرّكتُهُ بيَدي، وَقلتُ له
- انتَبِهْ يا سَيّدَ الْخُلَطاء والنّدَماءِ
حتّى أُزيحَ الهَمّ عَنكَ بشرْبة
- تسمو بصاحبها إلى العليـــاءِ
فأجابني والسّكر يخفِضُ صوْته
- وَالصّبْحُ يَدْفَعُ في قَفَا الظّلماءِ
إنّي لأفهمُ ما تقولُ وإنّمـــــا
- رَدَّ التّعافي سَوْرَة ُ الصّهبـــاءِ
- يقول نزار قباني:
يجوز أن تكوني
واحدةً من أجمل النساء..
دافئةً..
كالفحم في مواقد الشتاء..
وحشيةً..
كقطةٍ تموء في العراء..
يجوز أن تكوني
سمراء.. إفريقية العيون.
عنيدةً..
كالفرس الحرون..
عنيفةً..
كالنار، كالزلزال، كالجنون..
يجوز أن تكوني..
جميلةً، ساحقة الجمال..
مثيرةً للجلد، للأعصاب، للخيال..
وتتقنين اللهو في مصائر الرجال..
قصائد عن الحبيب
- يقول الشاعر مانع سعيد العتيبة:
فَرَضَ الحَبيبُ دَلالَهُ وتَمَنَّعا
- وأبى بِغَيرِ عذابِنا أنْ، يَقْنَعا.
ما حِيلَتي، وأنا المُكَبَّلُ بالهَوى
- نادَيْتُهُ فأصَرَّ ألاّ يَسْمَعا.
وعَجِبْتُ مِن قَلبي،يَرِقُّ لظالِمٍ
- ويُطيقُ رَغمَ إبائِه،ِ أن يَخْضَعا.
فأجابَ قلبي: لا تَلُمْني،فالهَوى
- قَدَرٌ وليسَ بأمْرِنا أن يُرْفَعا.
والظُّلْمُ في شَرْعِ الحَبيبِ، عَدالَةٌ
- مهما جَفا، كنتُ المُحِبَّ المولَعا.
ولقّدْ طَرِبْتُ لِصَوتِهِ ودَلالِهِ
- واحْتَلَّتِ اللفَتاتُ منّي الأَضْلُعا.
البدرُ مِن وَجْهِ الحَبيبِ ضِياؤُهُ
- والعِطْرُ مِن وَرْدِ الخُدودِ تَضَوَّعا.
والفَجْرُ يَبْزُغُ مِن بهاءِ جَبينِهِ
- والشّمسُ ذابَتْ في العيونِ لِتَسْطَعا.
يا رَبُّ، هذا الكَونُ أنتَ خَلَقْتَهُ
- وكَسَوْتَهُ حُسْناً، فكنتَ المُبْدِعا.
وجَعَلتَهُ مُلْكاً لقلبي، سَيِّداً
- لمّا على عَرشِ الجَمالِ تَرَبَّعا.
سارَتْ سَفينَةُ حُبِّنا في بَحْرِهِ
- والقلبُ كان شِراعَها، فَتَلَوَّعا.
لَعِبَتْ بها ريحُ الهوى فَتَمايَلَتْ
- ميناؤها المَنْشودُ باتَ مُضَيَّعا.
والمَوجُ تحتَ شِراعِها مُتَلاطِمٌ
- ما صانَ وُدَّ العاشِقينَ وما رَعا.
يا مَوجُ رِفْقاً بالسَّفينِ وأَهْلِهِ
- ما كان ظَنِّي أن تكونَ مُرَوِّعا.
يا مَوجُ، ناداني الهوى فأطَعْتُهُ
- فاهْدَأْ وقُلْ لِسَفينَتي أن تُسْرِعا.
فالوَصْلُ غايَةُ ما أُريدُ، ومَطْمَعي
- ومُبَرَّرٌ لكَ في الهوى أن تَطْمَعا.
يا صاحبي، خُذْ للحبيبِ رِسالَتي
- فَعَسى يَرى بينَ السّطورِ الأدْمُعا.
بَلِّغْهُ أنّي في الغَرام، مُتَيَّمٌما في
- والقلبُ مِن حَرِّ الفِراقِ، تَصَدَّعا.
ما في النَّوى خيرٌ، لِنَرضى بالنَّوى
- بلْ إنّ كلّ الخَيرِ أن نَحْيا معا.
- يقول البحتري:
كِدتُ أَقضي إِذا غابَ عَنّي الحَبيبُ
- وَسَواءٌ حُضورُهُ وَالمَغيبُ.
كُنتُ إِن جِئتُهُ لِأَشكو إِلَيهِ
- مَضَضَ الحُبِّ قالَ أَنتَ كَذوبُ.
وَعَسى اللَهَ أَن يُفَرِّحَ ما أَص
- بَحتُ فيهِ وَكُلُّ آتٍ قَريبُ.
أَنا في أُسرَتي وَأَهلي كَأَنّي
- بَينَهُم حينَ لا أَراكَ غَريبُ.
مِن قُروحٍ نَبَتنَ في كَبدٍ جا
- دَ عَلَيها مِنَ البُكا شُؤبوبُ.
فَأَهيني أَو أَكرِمي فَلَعَمري
- ما لِأُنثى سِواكِ عِندي نَصيبُ.
- يقول الشاعر:
مرض الحبيب فعدته
- فمرضتُ من حذري عليه
فأتى الحبيب يزورني
- فبرئتُ من نظري إليه
قصائد عن شوق الحبيب
- يقول ابن النقيب:
يحنُّ الحبيبُ إِلى رؤيتي
- وإني إليه أشدُّ حنينا.
وتهفو النفوسُ ويأبى القضا
- فاشكوا الأنينَ ويشكو الأنينا.
- يقول ابن الفارض:
رُوحي للقاك يا مُناها اشْتَاقَتْ
- والأرضُ عليّ كاختيالي ضَاقَتْ.
والنفسُ لَقَدْ ذابَتْ غراماً وجوىً
- في جنب رضاك في الهوى ما لاقَتْ.
- يقول أبو اليمن الكندي:
إني كتبتُ إِلى الحبيب رسالةً
- من مهجة لم يبق غير ذمائها.
من فرط شوقٍ إن أراد طمستها
- من مقلتي بسوادها لا مائها.
- يقول امرؤ القيس:
سما لك شوق بعدما كان أقصر
- وحلت سليمي بطن قو فعرعرا.
كنانية بانت وفي الصدر ودها
- مجاورة غسان والحي يعمرا.
بعيني ظعن الحي لما تحملوا
- لدى جانب الأفلاج من جنب تيمرا.
فشبهتهم في الآل لما تكمشوا
- حدائق دوم أو سفينا مقيرا.
أو المكراعات من نخيل ابن يامن
- دوين الصفا اللائي يلين المشقرا.
سوامق جبار أثيث فروعه
- وعالين قنوانا من البسر أحمرا.
قصائد لقاء الحبيب
- يقول ابراهيم ناجي:
يا حبيبَ الروح يا روحَ الأماني
- لستَ تدري عطش الروح إليكا.
وحنيني في أنين غير فاني
- للرَّدى أشربه من مقلتيكا.
آه من ساعة بثٍّ وشجون
- ولقاء لم يكن لي في حساب.
وحديثٍ لم يدر لي في الظنون
- يا طويلَ الهجر يا مُرَّ الغياب.
حلّ يا ساحر صفوٌ وسلام
- بعد فتك البين بالقلب الغريب.
- يقول أبو فراس الحمداني:
يا مَن رَأى لي بِحِصنِ خِرشَنَةٍ
- أُسدَ شَرىً في القُيودِ أَرجُلُها.
يامَن رَأى لي الدُروبَ شامِخَةً
- دونَ لِقاءِ الحَبيبِ أَطوَلُها.
يامَن رَأى لي القُيودَ موثَقَةٌ
- عَلى حَبيبِ الفُؤادِ أَثقَلُها.
- يقول جورج جريس فرح:
ناسِجًا حُلَّةَ عيدٍ للقاءٍ
ليسَ كالأعياد،
وضّاحِ المُحيّا،
فإذا كانَ اللقا مِنْ بَعْدِ هَجرٍ،
سَوفَ أكسوها الكِساءَ السّرمَديّا
رافلاً بالشَّوقِ،
مُزدانًا بحُبٍّ
لم يزُرْ مِن قَبلُ قلبًا آدميّا!
- يقول ابن نباته المصري:
كم مدحةٍ لي صغتها وأثابها
- فزَهتْ على التفضيضِ والتذهيب.
وتعوَّدت في كلِّ مصرٍ عنده
- مرعى يقابل جدبها بخصيب.
يا رُبَّ بشرٍ منه طائيَّ الندى
- يلقى مدائحاً لقاء حبيب.
- يقول بلبل الغرام الحاجري:
لي حَبيبٌ مَن رَآهُ
- جَنَّ في الحالِ جُنون
حُبُّهُ زينَةُ قَلبي
- لَيسَ مالاً وَبَنون
ليتهُ يَرضى وَأُسقى
- في تَجَنّيهِ المَنون
ما لِعُشّاقِ سُلَيمي
- في الهَوى لا يَعقِلون
كُلَّما اِشتَقتُ إِلَيها
- فاضَ مِن دَمعي عُيون
ما لَقى مَجنونُ لَيلى
- بَعضَ ما ذُقتُ جُنون
عَشِقَ الناسُ وَلَكِن
- مِثل عِشقي لا يَكون