قصيدة عن الربيع قصيرة

كتابة:
قصيدة عن الربيع قصيرة


قصيدة برق الربيع لنا برونق مائه

يقول بديع الزمان الهمذاني:

برق الربيع لنا برونق مائه

فانظر لروعةِ أرضه وسمائهِ

فالترب بين ممسك ومعنبر

من نوره بل مائه وروائه

والماء بين مُصندل ومكفر

من حسن كدرته ولون صفائه

والطير مثل المحسنات صوادح

مثل المغنّي شادياً بغنائه

والورد ليس بممسك رياه بل

يُهدي لنا نفحاته من مائه

زمن الربيع جلبت أزكى متجر

وجلوت للرائين خير جلائه

فكأنه هذا الرئيس إذا بدا

في خلقه وصفائه وعطائه

يعشو إليه المجتدي والمجتني

والمجتوي هو هارب بذَمائه

ما البحر في تزخاره والغيث في

أمطاره والجوْد في أنوائهِ

بأجلَ منه مواهباً ورغائباً

لا زال هذا المجد حول فنائه

والسادة الباقون سادة عصره

متمدحين بمدحه وثنائهِ


قصيدة وافى الربيع بترنام الفواخيت

يقول الشاعر ابن النقيب:

وافى الربيع بترنام الفواخيت

منظم الدر لماع اليواقيت

فقم بنا لنقم رسم السرور على

مخضوضل النبت في أشهى المواقيت

ونقترف طيب أوطار الصبا أنفاً

في ظل فصل بطيب العيش منعوت

فالورض أبدى بواكيراً مذبّحةً

تدعو لجمع اشتمال بعد تشتيت

وللبكور على النوار أندية

فضّت نوافج مسك منه مفتوت

وللمجعد من أمواه جدوله

أسرة مثل تعبيس المصاليت

وللفواقع أحداق بلا هدب

من اللجين كأحداق المباهيت

والريح تستعطف الغصن الرطيب جوىً

فلا يزال عليها عاطف الليت

والزهر قامت به ترتاح من سكر

سوق الزبرجد في درّ وياقوت

فانعم من الورد ي أيام جدته

بجوهر من خدود الغيد منحوت

فإن من لم يكن بالورد حيث بدا

مستمتعاً فهو عندي غير مبخوت

وقم لنبتكر اللذات في طربٍ

للهو تتبع تصفيقاً بتصويت

فثمَّ أنشد نفسي والمنى أمَمٌ

إِليك يا نفس منها اليوم ما شيت


قصيدة آذار أقبل قم بنا يا صاح

يقول الشاعر أحمد شوقي:

آذار أقبل قم بنا يا صاح

حىّ الربيع حديقة الأرواح

واجمع ندامى الظرف تحت لوائه

وانشر بساحته بساط الرياح

صفو أُتيح فخذ لنفسك قسطها

فالصفو ليس على المدى بمتاح

واجلس بضاحكة الرياض مصفقا

لتجاوب الأوتار والأقداح

واستأنسّ من السقاة برفقة

غر كأمثال النجوم صباح

ربت كندمان الملوك خلالهم

وتجملوا بمروءة وسماح

واجعل صبوحك في البكور سليلة

للمنجَبين الكرم والتفاح

مهما فضضت دنانها فاستضحكت

ملئ المكان سنا وطيب نُفاح

تطغى فإن ذكرت كريم أصولها

خلعت على النشوان حلية صاحى

فرعون خبأها ليوم فتوحه

وأعد منها قربة لفتاح

ما بين شاد في المجالس أيكه

ومحجبات الأيك في الأدواح

غرد على أوتاره يوحى إلى

غرد على أغصانه صداح

بيض القلانس في سواد جلابب

حُلين بالأطواق والأوضاح

رتّلن في أوراقهن ملاحنا

كالراهبات صبيحة الإفصاح

يخطرن بين أرائك ومنابر

في هيكل من سندس فياح

ملك النبات فكل أرض داره

تلقاه بالأعراس والأفراح

منشورة أعلامه من أحمر

قان وأبيضَ في الربى لماح

لبست لمقدمه الخمائل وشيها

ومرحن في كنف له وجناح

يغشى المنازل من لواحظ نرجس

آنا وآنا من ثغور أقاح


قصيدة جاءَ الرَبيع

يقول الشاعر ابن الياسمين:

جاءَ الرَبيع وَهَذا

أَولى البَشائر مِنهُ

كَأَنَّما هُوَ ثَغرٌ

قَد جاءَ يَضحك عَنهُ


قصيدة إِنَّ فصل الربيع وافى بورد

يقول الشاعر ابن النقيب:

إِنَّ فصل الربيع وافى بورد

منه أضحت نفوسنا في ابتهاج

ولغضّ الريحان مع يانع الورد 

ازدواج في قوة الامِتزاج


قصيدة هُوَ مٌلْتَقَى أَرَجِ النَّواسِمِ فانظُرَا

ويقول الشاعر ابن قلاقس:

هُوَ مٌلْتَقَى أَرَجِ النَّواسِمِ فانظُرَا

هَلْ تَعْرِفًانِ به القَضِيبَ الأَنْضَرَا

عَلَّتْهُ واكِفًةُ الغَمَائمِ أَيْكَةً

وعَلَتْهُ هاتفةُ الحمائمِ مِنْبَرَا

وتَتَوَّجَتْ بالزَّهْرِ هامَ هِضابِه

ذَهَباً فَلقدَها نَدَاهُ جَوْهَرَا

والجَو قد نَحَرَ الصَّبَاحُ بِهِ الدُّجَى

فاسْتَنْفَذَ الكاَفورُ منه العَنْبَرَا

وكأَنما طَرِبَ الغَديرُ فمزَّقَتْ

عن صَدْرِهِ النَّكْبَاءُ بُرْداً أَخْضَرَا

حتى إذا سَحَبَ السَّحابُ ذُيولَهُ

فيهِ فدَرْهَمَ ما أَرادَ وَدَنَّرا

وسري النسيمُ يَهُزُّ عِطْفاً أَهْيَفاً

منهُ ويُوقِظُ مِنْهُ طَرْفاً أَحْوَرَا

خادَعْتُ في غَيْمِ النِّقابِ هِلاَلَهُ

حتى جَلاَهُ عَنْ حِلاَهُ فَأَقْمَرا

وهَتَكْتُ جَيْبَ الدَّنِّ عن مَشْمُولَةٍ

تُلْقِي على السَّقِي رِداءً أَحْمَرا

رِيعَتْ بسيفِ المَزْجِ فاتَّخَذَتْ لَهُ

دِرْعاً من الحَبَب المَحُوكِ ومِغْفرا

لو لَمْ يُصِبْهَا حين تَوَقَّدَتْ

بِيَدِ المُديرِ لَخِفْتُ أَنْ يَتسَعَّرَا

وَبَنَيْتُهَا قَصْراً سَقَيْتُ بِرَاحَتِي

كِسْرَى أَنُو شِرْوانَ فيهِ وَقَيْصَرا

وَغَمَسْتُ ثَوْبَ الرِّيحِ في كاسَاتِها

حتَّى سَرَى أَرَجُ الشَّمائِل أَعْطَرا

فَكَأَنَّهُ ذِكْرَى أَبِي الحَسَنٍ الَّتِي

فَتَقَتْ بها الأَمْدَاحُ مِسْكاً أَذفَرا

وَلَو انَّهَا ارْتُشِفَتْ لَكُنْتُ أُدِيرُها

صِرْفاًعَلَيْهِ وَإنْ تَحَاشَى المُسْكِرَا

طابَتْ شَمائِلُهُ فَفاحَتْ مَنْدَلاً

لَمَّا أصابَتْ نارَ فِكْري مِجْمَرا

وَزَهَتْ خَلائِقُهُ فَرَفَّتْ جَنَّةَ

كمَّا أسالَ بها نَداهُ كَوْثَرَا

إنْسَانُ عَيْنِ المَجْدِ عَنْ أَبْرادِهِ

يَرْنُو وَلاَ يَرْضَى سِوَاهُ مَحْجِرَا

وَفَوَاتِحُ العَلْيَاءِ وَصْفُ كَمَالِهِ

إنْ خُطَّ قُرآنُ العُلاَ أَوْ سُطِّرَا

وَعُقُودُ تاجِ المَجْدِ دُرُّ خِلاَلِهِ

لو كانَ رُوحُ الحَمْدِ عادَ مُصَوِّر


قصيدة الربيع السريع

يقول الشاعر محمود درويش:

مَرَّ الربيعُ سريعاً
مثل خاطرةٍ طارت من البالِ-
قال الشاعر القَلِقُ
في البدء، أَعجبه إيقاعُهُ
فمشى سطراً فسطراً
لعلَّ الشكل ينبثقُ
وقال: قافيةٌ أخرى
تساعدني على الغناء
فيصفو القلبُ والأُفُقْ
مَرَّ الربيع بنا
لم ينتظر أَحداً
لم تنتظرنا "عصا الراعي"
ولا الحَبَقَ
غنّي، ولم يجد المعنى
وأَطربَهُ
إيقاع أُغنية ضاقت بها الطُرُقُ
وقال: قد يُولَدُ المعنى
مصادفةً
وقد يكون ربيعي..ذلك القَلَقُ!


قصيدة كَوكَبُ السَعد بِالنَجاح أَنارا

يقول الشاعر الأمير منجك باشا:

كَوكَبُ السَعد بِ النَجاح أَنارا

وَجَلا عَن صُدورِنا الأَكدارا

رَدد الطَرف في وجوه تَراها

حَسَنات تَكفر الأَوزارا

وَغُصون تَسقى بِماءِ نَعيم

قَد أَرَتني الشُموس وَالأَقمارا

وَذَوات تَقدَّسَت فَأَضاءَت

وَأَفاضَت عَلى الوَرى أَنوارا

وَتَأَمل فَصل الرَبيع تَجِدهُ

حُكماً أَظهَرَت لَنا أَسرارا

وَعَلى الدَوح لِلنَسيم أَياد

عَن غُصون تَفكك الأَزهارا

تَتَجلى عَرائِساً وَعَلَيها

مِن جُيوب الغَمام تَلقي نِثارا

وَتَرى الرَوض في شَباب وَحُسن

جَعل النور بَردَهُ المِعطارا

نَغَمات لِلعَندَليب تُنادي

هاجِعات الهَوى البدار البِدارا

فَتَنشق مِن الرُبا نَفَحات

مَهديات ما يُدهش العِطارا

وَاِغتَنم صُحبة الأَكابر وَاِعلَم

إِنَّ في صُحبة الصِغار صِغارا

وَتَمَتع بِمَدح فرع كَريم

مِن أُصول زَكَت عُلاً وَفَخارا

وَأَبيهِ مُحَمَد بِن عَلي

وَأَخيهِ حُسين مَن لا يُجارا

فَتَراهُ في السلم أَحلم مَن كانَ

وَفي العَزم صارِماً بِتارا

قَد مَحا ظُلمة الخُطوب صَباح

مُسفر مِن جَبينِهِ أَسفارا

أَتَرانا نَحتاجُ لِلمسك طيباً

وَثَناهُ قَد عَطَر الأَقطارا

أَو نَحُثُّ الركاب يَوماً لِمصر

وَكَفَتنا دِيارُهُ الأَمصارا

أَو نُجيد المَديح لِلغَير سَهواً

وَنَرى في رِدائِهِ الأَخيارا

إِن آباءَهُ الكِرام هُم الناس

جَلالاً وَرفعة وَاعتِبارا

وَرِياض العُلا سَقوها مِن المَجدِ

مِياهاً فَفتَقَت أَزهاراً


قصيدة وَرَدَ الرَبيعُ فَمَرحَباً

يقول صفي الدين الحلي:

وَرَدَ الرَبيعُ فَمَرحَباً بِوُرودِهِ

وَبِنورِ بَهجَتِهِ وَنَورِ وُرودِهِ

وَبِحُسنِ مَنظَرِهِ وَطيبِ نَسيمِهِ

وَأَنيقِ مَلبَسِهِ وَوَشيِ بُرودِهِ

فَصلٌ إِذا اِفتَخَرَ الزَمانُ فَإِنَّهُ

إِنسانُ مُقلَتِهِ وَبَيتُ قَصيدِهِ

يُغني المِزاجَ عَنِ العِلاجِ نَسيمُهُ

بِاللُطفِ عِندَ هِبوبِهِ وَرُكودِهِ

يا حَبَّذا أَزهارُهُ وَثِمارُهُ

وَنَباتُ ناجِمِهِ وَحَبُّ حَصيدِهِ

وَتَجاوُبُ الأَطيارِ في أَشجارِهِ

كَبَناتِ مَعبَدَ في مَواجِبِ عودِهِ

وَالغُصنُ قَد كُسِيَ الغَلائِلَ بَعدَما

أَخَذَت يَدا كانونَ في تَجريدِهِ

نالَ الصِبا بَعدَ المَشيبِ وَقَد جَرى

ماءُ الشَبيبَةِ في مَنابِتِ عودِهِ

وَالوَردُ في أَعلى الغُصونِ كَأَنَّهُ

مَلِكٌ تَحُفُّ بِهِ سَراةُ جُنودِهِ

وَكَأَنَّما القَدّاحُ سِمطُ لآلِئٍ

هُوَ لِلقَضيبِ قِلادَةٌ في جيدِهِ

وَالياسَمينُ كَعاشِقٌ قَد شَفَّهُ

جَورُ الحَبيبِ بِهَجرِهِ وَصُدودِهِ

وَاِنظُر لِنَرجِسِهِ الشَهِيِّ كَأَنَّهُ

طَرفٌ تَنَبَّهَ بَعدَ طولِ هُجودِهِ

وَاِعجَب لِأَذَريونِهِ وَبَهارِهِ

كَالتِبرِ يَزهو بِاِختِلافِ نُقودِهِ

وَاِنظُر إِلى المَنظومِ مِن مَنثورِهِ

مُتَنَوِّعاً بِفُصولِهِ وَعُقودِهِ

أَوَما تَرى الغَيمَ الرَقيقَ وَما بَدا

لِلعَينِ مِن أَشكالِهِ وَطُرودِهِ

وَالسُحبُ تَعقُدُ في السَماءِ مَآتِماً

وَالأَرضُ في عُرسِ الزَمانِ وَعيدِهِ

نَدَبَت فَشَقَّ لَها الشَقيقُ جُيوبَهُ

وَاِزرَقَّ سَوسَنُها لِلَطمِ خُدودِهِ

وَالماءُ في تَيّارِ دِجلَةَ مُطلَقٌ

وَالجِسرُ في أَصفادِهِ وَقُيودِهِ

وَالغَيمُ يَحكي الماءَ في جَرَيانِهِ

وَالماءُ يَحكي الغَيمَ في تَجعيدِهِ

فَابكُر إِلى رَوضٍ أَنيقٍ ظِلُّهُ

فَالعَيشُ بَينَ بَسيطِهِ وَمَديدِهِ

وَإِذا رَأَيتَ جَديدَ رَوضٍ ناضِرٍ

فَاِرشُف عَتيقَ الراحِ فَوقَ جَديدِهِ

مِن كَفِّ ذي هَيَفٍ يُضاعِفُ خُلقُه

سُكرَ المُدامِ بِشَدوِهِ وَنَشيدِهِ

صافي الأَديمِ تَرى إِذا شاهَدتَهُ

تِمثالَ شَخصِكَ في صَفاءِ خُدودِهِ

وَإِذا بَلَغتَ مِنَ المُدامَةِ غايَةً

فَاِقلِل لِتُذكي الفَهمَ بَعدَ خُمودِهِ

إِنَّ المُدامَ إِذا تَزايَدَ حَدُّها

في الشُربِ كانَ النَقصُ في مَحدودِهِ


قصيدة مولد الربيع

يقول الشاعر عبد الله البردوني :

ولد الربيع معطّر الأنوار

غرّد الهوى ومجنّح الأشعار

ومضت مواكبه على الدنيا كما

تمضي يد الشادي على الأوتار

جذلان أحلى من محاورة المنى

وأحبّ من نجوى الخيال السّاري

وألذّ من سحر الصبا و أرقّ من

صمت الدموع ورعشة القيثار

هبط الربيع على الحياة كأنّه

بعث يعيد طفوله الأعمار

فصبت به الأرض الوقور وغرّدت

وتراقصت فتن الجمال العاري

وكأنّه في كلّ واد مرقص

مرح اللّحون معربد المزمار

وبكلّ سفح عاشق مترنّم

وبكلّ رابية لسان قاري

وبكلّ منعطف هدير حمامة

وبكلّ حانية نشيد هزار

وبكلّ روض شاعر يذرو الغنا

فوق الرّبا وعرائس الأزهار

وكأنّ أزهار الغصون عرائس

بيض معندمة الشفاه عواري

وخرائد زهر الصبا يسفرن عن

ثغر لؤاليّ وخدّ ناري

من كلّ ساحرة الجمال تهزّها

قبل الندي وبكا الغدير الجاري

وشفاه أنفاس النسيم تدبّ في

بسماتها في الأفكار

فتن وآيات تشعّ وتنتشي

كالحور بين تبسّم وحوار

ناريّة الألوان فردوسيّة

ذهبيّة الآصال والأسحار

آذار يا فصل الصبابة والصبا

ومراقص الأحلام والأوطار

يا حانه اللّحن الفريد وملتقى

نجوى الطروب ولوعة المحتار

أجواؤك الفضّيّة الزرقا جلت

صور الهنا وعواطف الأقدار

ومحا هواك الشتا القاسي كما

يمحو المتاب صحفيّة الأوزار

في جوّك الشعري نشيد حالم

وعباقر شمّ الخيال عذاري

ما أنت إلاّ بسمة قدسيّة

ريّا الشفاه عميقة الأسرار

وبشائر مخصّلة وترنّم

عبق أنيق السحر والسحار
2558 مشاهدة
للأعلى للسفل
×