قصيدة عن الصديق الوفي

كتابة:
قصيدة عن الصديق الوفي

أحن وكم يؤرقني حنيني

أحن و كم يؤرقني حنيني

وتبقى أنت أغلى من عيوني

صديقي بالوفى تلقاك روحي

وروحك بالمودة تلتقيني

ترى عيني تعرف ما أواري

وتقرأ فرحتي وصدى أنيني

تشاطرني قضايا العمر حبا

يمد يد الأمان إلى سنيني

تقدمني وأنت أعز قدرا

وتؤثرني وأنت أحق دوني

وتسألني وأنت أجل علما

فيهديني سؤالك أمر ديني

أراك فيستقيم القلب حينا

وها أنا ذا أراك بكل حين

تكون معي فيزداد إشتياقي

وتنساب السكينة في سكوني

وكم ألقيت عني من قنوط

فلم تأبه بعاصفة سفيني

تعلمني التفاؤل في الرزايا

وتنتزع البشائر من شجوني


ألا إنما الإخوان عند الحقائق

ألا إنّما الإخْوانُ عِنْدَ الحَقائِقِ

ولا خيرَ في ودِّ الصديقِ المُماذِقِ

لَعَمْرُكَ ما شيءٌ مِنَ العَيشِ كلّهِ

أقرَّ لعيني من صديقٍ موافقِ

وكلُّ صديقٍ ليسَ في اللهِ ودُّهُ

فإنّي بهِفي وُدّهِ غَيرُ وَاثِقِ

أُحِبُّ أخاً في اللّهِ ما صَحّ دينُهُ

وَأُفرِشُهُ ما يَشتَهي مِنْ خَلائِقِ

وَأرْغَبُ عَمّا فيهِ ذُلُّ دَنِيّة ٍ

وَأعْلَمُ أنّ اللّهَ، ما عِشتُ رَازِقي

صَفيَّ منَ الإخوانِ كُلُّ مُوافِقٍ

صبورٍ على ما نابَهُ من بوائِقِ


يا أيّها الخل الوفي مهلاً

قد كنت دوماً حين يجمعنا الندى

خلّاً وفياً والجوانح شاكرة

واليوم أشعر في قرارة خاطري

أنّ الذي قد كان أصبح نادرة

لا تحسبوا أنّ الصداقة لقيَة

بين الأحبة أو ولائم عامرة

إنَّ الصداقة أن تكون من الهوى

كالقلب للرئتين ينبض هادرة

استلهم الإيمان من عتباتها

ويظلني كرم الإله ونائرة

يا أيها الخل الوفيُّ تلطفا 

قد كانت الألفاظ عنك لقاصرة

وكبا جواد الشعر يخذل همتي

ولربما خذل الجوادُ مناصِرَه


يا من قربت من الفؤاد

يا من قربت من الفؤاد

وأنت عن عيني بعيد

شوقي إليك أشدّ من

شوق السليم إلى الهجود

أهوى لقاءك مثلما

يهوى أخو الظمإ الورود

وتصدّني عنك النوى

وأصدّ عن هذا الصدود

وردت نميقتك التي

جمعت من الدرّ النضيد

فكأنّ لفظك لؤلؤ

وكأنّما القرطاس جيد

أشكو إليك و لا يلام

إذا شكى العاني القيود

دهرا بليدا ما ينيل

وداده إلاّ بليد

ومعاشرا ما فيهم

إن جئتهم غير الوعود

متفرّجين و ما التفرنج

عندهم غير الجحود

لا يعرفون من الشجاعة

غير ما عرف القرود

سيّان قالوا بالرضى

عنّي أو السخط الشديد

من ليس يصّدق في الوعود

فليس يصدّق في الوعيد

نفر إذا عدّ الرجال

عددتهم طيّ اللحود

تأبى السماح طباعهم

ما كلّ ذي مال يجود

أسخاهم بنضاره

أقسى من الحجر الصلود

جعد البنان بعرضه

يفدي اللجين من الوفود

و يخاف من أضيافه

خوف الصغير من اليهود

تعس امريء لا يستفيد

من الرجال و لا يفيد

و أرى عديم النفع ان

وجوده ضرر الوجود
4586 مشاهدة
للأعلى للسفل
×