قصيدة في الكرم

كتابة:
قصيدة في الكرم

أبيات شعر في الكرم

ليس الكريم الذي يعطي عطيتَهُ

على الثناء وإن أغلى به الثمنا

بل الكريم الذي يعطي عطيته

لغير شيء سوى استحسانه الحسنا

لا يستثيب ببذلِ العُرْفِ محْمدةً

ولا يَمُنُّ إذا ما قَلَّد المِننا

حتى لتحسب أن الله أجبَرَهُ

على السماحِ ولم يَخْلُقْهُ مُمْتَحَنا


  • يقول الشاعر البحتري:

وما تخفى المكارم حيث كانت

ولا أهل المكارم حيث كانوا


  • يقول الشاعر المقنع الكندي:

ليس العطاء من الفضول سماحة

حتى تجود وما لديك قليل


  • يقول الإمام الشافعي:

تستَّر بالسخاء فكلٌّ عيب

يغَطيه -كما قيل- السخاء


  • يقول المتنبي:

وآنف من أخي لأبي وأمي

إذا ما لم أجده من الكرام


قصيدة يا سائلي أين حلّ الجود والكرم؟

يقول الفرزدق:

يَا سَائِلِي‌ أَيْنَ حَلَّ الجُودُ وَالكَرَمُ

عِنْدِي‌ بَيَانٌ إذَا طُلاَّبُهُ قَدِمُوا

هَذَا الذي‌ تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ

وَالبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ

هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَهِ كُلِّهِمُ

هَذَا التَّقِي‌ُّ النَّقِي‌ُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ

هَذَا الذي‌ أحْمَدُ المُخْتَارُ وَالِدُهُ

صَلَّي‌ عَلَیهِ إلَهِي‌ مَا جَرَى القَلَمُ

لَوْ يَعْلَمُ الرُّكْنُ مَنْ قَدْ جَاءَ يَلْثِمُهُ

لَخَرَّ يَلْثِمُ مِنْهُ مَا وَطَي‌ القَدَمُ

هَذَا علی رَسُولُ اللَهِ وَالِدُهُ

أَمْسَتْ بِنُورِ هُدَاهُ تَهْتَدِي‌ الاُمَمُ

هَذَا الَّذِي‌ عَمُّهُ الطَّيَّارُ جَعْفَرٌ

وَالمَقْتُولُ حَمْزَةُ لَيْثٌ حُبُّهُ قَسَمُ

هَذَا ابْنُ سَيِّدَةِ النِّسْوَانِ فَاطِمَةٍ

وَابْنُ الوَصِيِّ الَّذِي‌ في‌ سَيْفِهِ نِقَمُ

إذَا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا

إلَی‌ مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي‌ الكَرَمُ

يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ راحته

رُكْنُ الحَطِيمِ إذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ

وَلَيْسَ قُولُكَ: مَنْ هَذَا؟ بِضَائِرِهِ

العُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ وَالعَجَمُ

يُنْمَي‌ إلَی‌ ذَرْوَةِ العِزِّ الَّتِي‌ قَصُرَتْ

عَنْ نَيْلِهَا عَرَبُ الإسْلاَمِ وَالعَجَمُ

يُغْضِي‌ حَيَاءً وَيُغْضَي‌ مِنْ مَهَابَتِهِ

فَمَا يُكَلَّمُ إلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ

يَنْجَابُ نُورُ الدُّجَي‌ عَنْ نُورِ غُرِّتِهِ

كَالشَّمْسِ يَنْجَابُ عَنْ إشْرَاقِهَا الظُّلَمُ

بِكَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ

مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ فِي‌ عِرْنِينِهِ شَمَمُ

مَا قَالَ: لاَ قَطُّ، إلاَّ فِي‌ تَشَهُّدِهِ

لَوْلاَ التَّشَهُّدُ كَانَتْ لاَؤهُ نَعَمُ

مُشتَقَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَهِ نَبْعَتُهُ

طَابَتْ عَنَاصِرُهُ وَالخِيمُ وَالشِّيَمُ

حَمَّالُ أثْقَالِ أَقْوَامٍ إذَا فُدِحُوا

حُلْوُ الشَّمَائِلِ تَحْلُو عِنْدَهُ نَعَمُ

إنْ قَالَ قَالَ بمِا يَهْوَي‌ جَمِيعُهُمُ

وَإنْ تَكَلَّمَ يَوْماً زَانَهُ الكَلِمُ

هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ

بِجَدِّهِ أنبِيَاءُ اللَهِ قَدْ خُتِمُوا

اللهُ فَضَّلَهُ قِدْماً وَشَرَّفَهُ

جَرَي‌ بِذَاكَ لَهُ فِي‌ لَوْحِهِ القَلَمُ

مَنْ جَدُّهُ دَانَ فَضْلُ الآنْبِيَاءِ لَهُ

وَفَضْلُ أُمَّتِهِ دَانَتْ لَهَا الاُمَمُ

عَمَّ البَرِيَّةَ بِالإحْسَانِ وَانْقَشَعَتْ

عَنْهَا العِمَأيَةُ وَالإمْلاَقُ وَالظُّلَمُ

كِلْتَا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفْعُهُمَا

يُسْتَوْكَفَانِ وَلاَ يَعْرُوهُمَا عَدَمُ

سَهْلُ الخَلِيقَةِ لاَ تُخْشَي‌ بَوَادِرُهُ

يَزِينُهُ خَصْلَتَانِ: الحِلْمُ وَالكَرَمُ

لاَ يُخْلِفُ الوَعْدَ مَيْمُوناً نَقِيبَتُهُ

رَحْبُ الفِنَاءِ أَرِيبٌ حِينَ يُعْتَرَمُ

مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ وَبُغْضُهُمُ

كُفْرٌ وَقُرْبُهُمُ مَنْجيً وَمُعْتَصَمُ

يُسْتَدْفَعُ السُّوءُ وَالبَلْوَي‌ بِحُبِّهِمُ

وَيُسْتَزَادُ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ

مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللَهِ ذِكْرُهُمْ

فِي‌ كُلِّ فَرْضٍ وَمَخْتُومٌ بِهِ الكَلِمُ

إنْ عُدَّ أهْلُ التُّقَي‌ كَانُوا أئمَّتَهُمْ

أوْ قِيلَ: مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الارْضِ قِيلَ: هُمُ

لاَ يَسْتَطِيعُ جَوَادٌ بُعْدَ غَأيَتِهِمْ

وَلاَ يُدَانِيهِمُ قَوْمٌ وَإنْ كَرُمُوا

هُمُ الغُيُوثُ إذَا مَا أزْمَةٌ أزَمَتْ

وَالاُسْدُ أُسْدُ الشَّرَي‌ وَالبَأْسُ مُحْتَدِمُ

يَأبَي‌ لَهُمْ أَنْ يَحِلَّ الذَّمُّ سَاحَتَهُمْ

خِيمٌ كَرِيمٌ وَأيْدٍ بِالنَّدَي‌ هُضُمُ

لاَ يَقْبِضُ العُسْرُ بَسْطاً مِنْ أكُفِّهِمُ

سِيَّانِ ذَلِكَ إنْ أثْرَوْا وَإنْ عَدِمُوا

أيٌّ القَبَائِلِ لَيْسَتْ فِي‌ رَقَابِهِمُ

لاِوَّلِيَّةِ هَذَا أوْ لَهُ نِعَمُ

مَنْ يَعْرِفِ اللَهَ يَعْرِفْ أوَّلِيَّةَ ذَا

فَالدِّينُ مِنْ بَيْتِ هَذَا نَالَهُ الاُمَمُ

بُيُوتُهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ يُسْتَضَاءُ بِهَا

فِي‌ النَّائِبَاتِ وَعِنْدَ الحُكْمِ إنْ حَكَمُوا

فَجَدُّهُ مِنْ قُرَيْشٍ فِي‌ أُرُومَتِهَا

مُحَمَّدٌ وَعليّ بَعْدَهُ عَلَمُ

بَدرٌ له‌ شَاهِدٌ وَالشِّعْبُ مِنْ أُحُدٍ

والخَنْدَقَانِ وَيَومُ الفَتْحِ قَدْ عَلِمُوا

وَخَيْبَرٌ وَحُنَيْنٌ يَشْهَدَانِ لَهُ

وَفِي‌ قُرَيْضَةَ يَوْمٌ صَيْلَمٌ قَتَمُ

مَوَاطِنٌ قَدْ عَلَتْ فِي‌ كُلِّ نائِبَةٍ

علی‌ الصَّحَابَةِ لَمْ أَكْتُمْ كَمَا كَتَمُوا


قصيدة عن العطاء

يقول الشاعر ابن الرومي في قصديته أحمد الله نيةً وثناءً: أحمدُ اللَّه نيةً وثناءَ

غُدوةً بل عَشيَّةً بل مساءَ

بلْ جميعاً وبين ذلك حمداً

أبديّاً يُطبِّقُ الآناءَ

حَمْدَ مُستعظمٍ جلالاً عظيماً

من مَليكٍ وشاكرٍ آلاءَ

مَلِكٌ يقدحُ الحياة من الموْ

تى ويَكفي بفضله الأحياءَ

صاغنا ثم قاتنا ووَقانا

بالتي نتَّقي بها الأَسواءَ

من بناءٍ يَكِنُّنا ولَبُوسٍ

ودواء يحارب الأدواءَ

ثم أهدى لنا الفواكه شتّى

والتحياتِ جَلَّ ذاك عطاءَ

عَظُمت تلكمُ الأيادي وجَلَّتْ

فاذكر المَوز واتركِ الأشياءَ

إنما الموزُ حين تُمْكَنُ منهُ

كاسمه مبْدلاً من الميم فاءَ

وكذا فقدُه العزيزُ علينا

كاسمه مبْدلاً من الزاي تاءَ

فهو الفوزُ مثلما فقدُهُ المو

تُ لقد بان فضلُه لا خَفَاءَ

ولهذا التأوِيلِ سَماه موزاً

مَنْ أفاد المعانيَ الأسماءَ

رَبِّ فاجعله لي صبوحاً وقَيْلاً

وغَبوقاً وما أسأت الغذاءَ

وأرى بل أبُتُّ أن جوابي

لا تُغالط فقد سألتَ البقاءَ

يَشهَد اللَّه إنه لطعامٌ

خُرَّميٌّ يُغازل الأحشاءَ

نكهةٌ عذبةٌ وطعم لذيذٌ

سَاعدا نَعمةً إلى نَعْماءَ

وتخالُ انْسرابهُ في مجاري

هِ افتراعَ الأبكارِ والإغفاءَ

لو تكونُ القلوبُ مأوى طعامٍ

نازَعتْهُ قلوبُنا الأحشاءَ

إنني لَلْحقيق بالشِّبَعِ السا

ئغِ من أكلِهِ وإن كان ماءَ

مِن عطايا أبي محمدٍ المح

مودِ ظَرفاً وحكمةً وسخاءَ

وجمالاً مُنَمَّقاً وجلالاً

ووفاءً مُحقَّقاً وصفاءَ

ذلك السيدُ الذي قتل اليأ

سَ بأفضاله وأحيا الرجاءَ

سرّني برَّني رعاني كفاني

جازَهُ السوءُ إنه ما أساءَ

وتخطَّته كلُّ بأساءَ لكن

صادمتْ مِن ورائه الأعداءَ

وتعالتْ به سماءُ المعالي

أو ترى مجدَه السماءُ سماءَ

مَلِكاً يَلْبَسُ الطويل من العُم

أجمل أبيات الشعر في مدح الكِرام

  • يقول الشاعر ابن نباتة المصري:

كريمٌ لنا في فعله ومقاله

سحاب الغِنى المنهل والروضة الغنَّا

يقاسمنا في كلِّ يومٍ جميله

فنثر العطا منه ونثر الثنا منَّا

أخو صدقاتٍ يحبس المنّ جودا

على أنَّها في الجودِ لا تحسن المنَّا

رأى الفكر إعراب الثنا فيهِ كلَّما

بناه إلى أن صارَ في معربٍ يبنى

وأقسم أن لا شيء كالغيث في الندى

فلمَّا رأى جدوى أنامله اسْتثنى

وما فيه من عيب سوى أنَّ عنده

أيادٍ تعيد الحرّ في يده قنَّا

دعاني على بعد المنازل جوده

وجدَّد لي نعمى وأنجح لي ظنَّا

ومجد يردّ السائدين به سدًى

وعلم يردّ المفصحين به لكنَا

لياليَ وَدَّعت المؤيد والثنا

وفارقت أوقات الغِنى منه والمغنا

وزايل نظم الجوهر الفضل منطقي

وأعوزني من قوتي العرضَ الأدنى

أيا جائداً بالتبرِ في حالِ عسرةٍ

لنا لم نكد من طرفها نجد التّبنا

فعلت فلو وفي تطوّلك الثنا

لقلَّت أفانين الثناء وطوّلنا

وأفحمتنا في البرّ حتَّى كأنَّنا

لدى البرّ ما رمنا المقال فأفصحنا

إذا نحن قابلنا صلاتك بالثنا

تكدَّس من هنّا علينا ومن هنّا

وحقك ما ندري أإجراء ذكرنا

بفكرك أم هذا العطاء لنا أهنا
3566 مشاهدة
للأعلى للسفل
×