قصيدة ماذا بعد

كتابة:
قصيدة ماذا بعد

قصيدة: ماذا بعد

قالت الشاعرة حنين عمر:

سكّين غدرك بالحشى تتربّع

سلمت يداك بقدر ما أتوجّعُ

كم ذا أقول لمهجتي لا تعشقي

فالعشق من دمعاتنا يترصّعُ

حذّرت قلبي من هواك وناره

لكن قلبي لا يرى أو يسمعُ

يا من لحبّك قد رهنت مشاعري

فخسرت عمرًا لا أظنّه يرجعُ

إنّي غفرت لك الذنوب جَميعها

وأدنتني ظلمًا فماذا أصنعُ؟

وزرعت دَربك بالورد فدُستها

فخسارةٌ وردي وما لك أزرعُ

يا من شغلت بقعطه ووصالهُ

والعين من ذكراه شوقًا تدمعُ

يا من أضيق بحبّه وغرامهُ

وبقربهِ كلّ المضائق أوسع

ضاعت بنا سفن الهوى وبحارهُ

والموج ينزلني إليك ويرفعُ

الله ما أقوى اشتياقه ذا الّذي

ذبح الفؤاد فصافحته الأضلعُ

ما زال في ليل المدينة عطرهُ

يمشي فأمشي من وراءه اتبعُ

ما زلتُ أحلم أن أعانق وجههُ

والعين من ذكراه شوقًا تدمعُ

إن كنت تبحثُ لي علاجًا نافعًا

إنّي قَتيلٌ هل علاجٌ ينفعٌ؟

يا مَن بذلت له حياتي كلّها

وبقيت وحدي في وصاله أطمعُ

يا من هواه أهانني وأذلّني

فمضى بألوان الأذية يبدعُ

شكرًا لطعنتك الّتي في داخلي

والسيف في قلبي بحقد يقطعُ

شكرًا له الجرح الّذي سببتهُ

دعها سكاكين الأذى لا تشبعُ

قلبٌ أَحبَّكَ بالخيانة صُنته

نِعم المكارم في يَديك تُجمعُ

لاشيء ظَلّ من الملامة بيننا

صَمَتَ الحنين لِكي تبوح الأدمعُ

لا شيء شكرًا ثمّ شكرًا قاتلي

من يَشتري حبّاً عذابًا يَدفعُ

قصائد أخرى للشاعرة حنين عمر

قصائد أخرى للشاعرة حنين عمر فيما يأتي:

قصيدة: سيدة المطارات

قالت الشاعرة حنين عمر:

معي لا تَأتملْ وطنًا سوى قلبِي

فقد فاتتْ مواعيدُ القطاراتِ

معي لا تأتملْ شيئًا سوى حبي

وتذكرتينِ في كلِّ المطـاراتِ

سنمضي نحملُ الأحلام في كفٍ

وفي كفٍّ حقائبَ من خيـالات

فلا تحزنْ إذا لامستَ أحزاني

ولا تحزنْ إذا شاهدتَ دمعاتي

هي الأشــــــجانُ إذ تهفو بطائرةٍ

بتذكــــرةٍ بأختام الجوازاتِ

أنا امرأةٌ تريدُ العيش فانوسا

يضيءُ الشَّوق في عتم المسَاءاتِ

تُغطِيها إذا في معبرٍ نِمـنا

تدفّيها إذا طـــــالتْ شِتاءاتي

وطالَ اللَّيل والمـــــنفى يُنادينا

وطالَ السَّير من خلفُ المسافات

أنا وطنٌ إذا ما شئتَ تَسْكُنني

ولي نهرانِ ينسكبانِ في ذاتي

ِولي قلب لتمكُـــــثَ في مدائنه

ولي شفةٌ لتغفو في ابتساماتي

ولي قدرٌ إذا قاسمتني قدري

فذا كُـلُّ الذي أبغي من الآتي

أنا أدري بأنَّ البَــــحر يُغرقُني

وأنتَ سفينةٌ صُنعتْ لمنجاتي

أنا أدري بأنَّ الحربَ خاسرة

وحسبي (أنتَ) من كلِّ انتصاراتي

أنا امرأة تريد العيشَ عصفُورا

فهل تَرضى ترافِقها جناحَاتي؟

أنا امرأةٌ تريدُ الموتَ صادقة

وعاشقةً وطَــــاهرةَ الغَـلالاتِ

أنا امرأةٌ بلا أرضٍ ولكنِّي

إلى ضلعيكَ يا رجُلي انتماءاتِي

قصيدة: حنين الملائكة

قالت الشاعرة حنين عمر:

ها قد رحلتْ وظلَّ ينزف خاطري

لم تسمعي منه الجراح النازفة

إني وقفت أمام وجه خناجري

فإلى متى تبقى الضحية واقفة

وإلى متى حزن النساء مقدر

والى متى صمت النهود الخائفة؟

ظلم قضاء المنصفين فخلّنا

لا تطلبي منه الأيادي الناصفة

ألم بكِ ظلمًا تجسد في دمي

ألم به الجسد المطرز عاطفة

ألم بها تلك التي تدعى أنا

ألم به الجسد المؤنث يا صفة

ضرب العروض على الجهالة في دمي

ظهراء صبي كل آيات التعود في فمي

لا لست أكتم لا تعد مكارمي

ما ضر وردي أي كف قاطفة

ما ضر قلبي أن يزيد تولعا

بالعشق روحي كل سحر لاقفة
4839 مشاهدة
للأعلى للسفل
×