قصيدة بكيتُ حتى انتهت الدموع
من أجمل قصائد نزار قباني عن فلسطين، التي تبدأ بحزن الشاعرِ على فلسطين، وتنتهي بأمل الشاعر بأنَّ تعود فلسطين حرَّة أبيَّة:[١]
- بكيت.. حتى انتهت الدموع
- صليت.. حتى ذابت الشموع
- ركعت.. حتى ملّني الركوع
- سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع
- يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء
- يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء
* * *
- يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع
- يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع
- حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول
- يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول
- حزينةٌ حجارةُ الشوارع
- حزينةٌ مآذنُ الجوامع
- يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد
- من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟
- صبيحةَ الآحاد..
- من يحملُ الألعابَ للأولاد؟
- في ليلةِ الميلاد..
* * *
- يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان
- يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان
- من يوقفُ العدوان؟
- عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان
- من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟
- من ينقذُ الإنجيل؟
- من ينقذُ القرآن؟
- من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟
- من ينقذُ الإنسان؟
* * *
- يا قدسُ.. يا مدينتي
- يا قدس يا حبيبتي
- غداً.. غداً.. سيزهر الليمون
- وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون
- وتضحكُ العيون..
- وترجعُ الحمائمُ المهاجرة..
- إلى السقوفِ الطاهرة
- ويرجعُ الأطفالُ يلعبون
- ويلتقي الآباءُ والبنون
- على رباك الزاهرة..
- يا بلدي..
- يا بلد السلام والزيتون
قصيدة أطفال الحجارة
من قصائد نزار قباني الَّتي تصف أطفال فلسطين ومجاهدتهم منذُ صغرهم:[٢]
- بهروا الدنيا..
- وما في يدهم إلا الحجاره..
- وأضاؤوا كالقناديلِ، وجاؤوا كالبشاره
- قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا..
- وبقينا دبباً قطبيةً
- صُفِّحت أجسادُها ضدَّ الحراره..
- قاتَلوا عنّا إلى أن قُتلوا..
- وجلسنا في مقاهينا.. كبصَّاق المحارة
- واحدٌ يبحثُ منّا عن تجارة..
- واحدٌ.. يطلبُ ملياراً جديداً..
- وزواجا رابعا..
ونهوداً صقلتهنَّ الحضارة..
- واحدٌ.. يبحثُ في لندنَ عن قصرٍ منيفٍ
- واحدٌ.. يعملُ سمسارَ سلاح..
- واحدٌ.. يطلبُ في الباراتِ ثاره..
- واحدٌ.. يبحث عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة..
- آهِ.. يا جيلَ الخياناتِ..
- ويا جيلَ العمولات..
- ويا جيلَ النفاياتِ
- ويا جيلَ الدعارة..
- سوفَ يجتاحُكَ –مهما أبطأَ التاريخُ-
- أطفالُ الحجاره..
قصيدة طريق واحد
أبدع الشاعر نزار القبانيّ في كتابةِ حروفِ هذهِ قصيدة طريق واحد، والتي تصفُّ شغفهُ ورغبتهُ في قتالِ العدوِّ:[٣]
- أريد بندقيه..
- خاتم أمي بعته
- من أجل بندقيه
- محفظتي رهنتها
- من أجل بندقيه..
- اللغة التي بها درسنا
- الكتب التي بها قرأنا..
- قصائد الشعر التي حفظنا
- ليست تساوي درهمًا..
- أمام بندقيه..
- أصبح عندي الآن بندقيه..
- إلى فلسطين خذوني معكم
- إلى ربىً حزينةٍ كوجه مجدليه
- إلى القباب الخضر.. والحجارة النبيه
- عشرون عامًا.. وأنا
- أبحث عن أرضٍ وعن هويه
- أبحث عن بيتي الذي هناك
- عن وطني المحاط بالأسلاك
- أبحث عن طفولتي..
- وعن رفاق حارتي..
- عن كتبي.. عن صوري..
- عن كل ركنٍ دافئٍ.. وكل مزهريه..
- أصبح عندي الآن بندقيه
- إلى فلسطين خذوني معكم
- يا أيها الرجال..
- أريد أن أعيش أو أموت كالرجال
- أريد.. أن أنبت في ترابها
- زيتونةً، أو حقل برتقال..
- أو زهرةً شذيه
- قولوا.. لمن يسأل عن قضيتي
- بارودتي.. صارت هي القضيه..
- أصبح عندي الآن بندقيه..
- أصبحت في قائمة الثوار
- أفترش الأشواك والغبار
- مشيئة الأقدار لا تردني
- أنا الذي أغير الأقدار
- يا أيها الثوار..
- في القدس، في الخليل،
- في بيسان، في الأغوار..
- في بيت لحمٍ، حيث كنتم أيها الأحرار
- تقدموا..
- تقدموا..
- فقصة السلام مسرحيه..
- والعدل مسرحيه..
- إلى فلسطين طريقٌ واحدٌ
- يمر من فوهة بندقيه..
المراجع
- ↑ "القدس"، الديوان.
- ↑ "أطفال الحجارة"، الديوان، 13/7/2020، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022.
- ↑ عمرو (17/5/2021)، "طريق واحد"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022.