قضايا النقد العربي القديم

كتابة:
قضايا النقد العربي القديم

قضايا النقد العربي القديم

كيف نشأ النقد الادبي في البيئة الجاهلية؟

اتصل النقد العربي بالشعر في نشأته وتطوره، فقد نشأ الشعر بفضل طبيعته الغنائية التي كانت تستدعى عند رعي الإبل والأغنام، أو الحاجة للهجاء والمفاخر التي كانت طبيعة الشعر الغنائية تقوم بدعمها وتغذيتها، لا سيما أنّ العرب في الجاهلية كانوا يستندون إلى الرواية الشفاهية وقد وجدوا في الشعر الوسيلة الأفضل للحفظ والتداول؛ وذلك لاستفزازه للعواطف وتلبيته لحاجات العقل الإنسانية في آن معًا.[١]


فقد بدا النقد الأدبي في ملامحه الأولى في العصر الجاهلي على شكل ملاحظات عامة تُطلق كأحكام نقدية على النصوص الأدبية تبعًا لطبيعة الذائقة الشخصية للناقد، وعليه فقد اختلفت هذه الأحكام وتفاوتت بين ناقد وآخر للنصّ الواحد، كما كانت أحكامهم تستند إلى جزئيّة مُعيّنة من النص الأدبي في حين يتخذها الناقد كحكم عام يقوم بإطلاقه على النص المعني عامته، ومن ذلك الأحكام التي أطلقها ربيعة بن حذار الاسدي على شعر كل من الزبرقان وعمرو بن الأهتم وعبدة بن الطيب والمخبل السعدي حيث قال:[٢]


" أما أنت، يقصد الزبرقان" فشعرك كلحم اسخن، لا هو انضج فأكل ولا هو ترك نيئًا فينتفع به، وأما أنت يا مخبل فشعرك قصر عن شعرهم وارتفع عن شعر غيرهم، أما انت يا عبدة فشعرك كمزادة أحكم خرزها فليس تقطر ولا تمطر"، ويتضح في هذا الحكم النقدي سطوة الذائقية النقدية حيث لا أسس يستند عليها الناقد ولا مبادئ علمية تُفسّر سبب هذا الحكم، كما أنّ الشعراء كانوا يتلقون تلك الاحكام النقدية دون مراجعتها ومتابعتها وكأنّهم يدركون بالفعل مردّها لحكم الذوق الشخصي.[٢]


لقد ساد طابع الذوق على الحكم النقدي طوال العصر الجاهلي وما تبعه من عصر صدر الإسلام وحتى نهاية العصر الأموي، وفي العصر العباسي أخذت العملية النقدية تتطور وترتقي حتى أصبحت علمًا مستقلًا بذاته لا ينفصل عن الأدب بحال من الأحوال، فقد بدأت تتشكّل الملاحظات النقدية ضمن أسُس علمية ومبادئ معروفة، وأخذ النقاد يبنون ملاحظاتهم النقدية تبعًا لأسس منهجية ومبادئ علمية تستند في معظمها لحكم الذوق العام لأهل اللغة والأدب، ولذلك فقد ظهرت العديد من القضايا النقدية التي شكلت جدلًا عميقًا في ذلك العصر[٣]، ومن هذه القضايا:


قضية اللفظ والمعنى

إلامَ رمى عبد القاهر الجرجاني بنظرية النظم؟

تعد قضية اللفظ والمعنى من أبرز القضايا النقدية التي شغلت أهل النقد والأدب في العصر العباسي حتى خلقت خصومة وجدلًا واسعًا بين النقاد آنذاك، حيث عمدوا للفصل بين اللفظ والمعنى في حكمهم على القصيدة وتقييمها[٤]، ولعلّ من أبرز هؤلاء النقاد ابن قتيبة الذي عمد إلى تقسيمالشعر إلى أربعة أقسام منطقية تتمثل في:[٥]

  • ما جاد لفظه وحسن معناه.
  • ما ساء لفظه ومعناه.
  • ما حسن لفظه دون معناه.
  • ما حسن معناه وساء لفظه.


قد قسّم النقاد بين من يميل لسبك اللفظ والعناية بتجويده وتحسينه لكونه القالب الذي تصب فيه المعاني، فتبرز للمتلقي بأبهى حلة وأقوم خلقًا، ولعلّ من أبرز النقاد الذين عرفوا باهتمامهم بالصياغة واللفظ هوالجاحظ الذي قال: "إنّ المعاني مطروحة في الطريق يعرفها العربي والعجمي والبدوي والقروي والمدني إنّما الشأن في إقامة الوزن وتخير اللفظ"، وقد عني أنصار اللفظ بعدد من القضايا المتعلقة باللفظ وقاموا بتوجيه أنباههم إليها خلال نقدهم للنصوص الأدبية كفصاحة اللفظ وانسجامه في الجملة.[٦]


مِن النقاد مَن رجّح كفة المعنى على اللفظ من منطلق يقتضي بأهمية اقتحام المعاني العميقة والمضامين الجديدة التي لم يسبق إليها أحد، ويأخذون على أولئك الشعراء الذين يخوضون في المعنى الواحد بصيغ لفظية مختلفة فهم بذلك يقضون على الفكرة التي تعد أساس النصوص الأدبية مقابل اهتمامهم المبالغ فيه بالصياغة والتشكيل اللغوي، حيث يعد أصحاب هذه النظرية اللفظ مجرد قالب أو أداة تستخدم لنقل المعنى وخدمته.[٧]


على الرغم من أنّ قضية الفصل بين اللفظ والمعنى كانت قد شكّلت معركة عنيفة بين النقاد، إلا أنّها سرعان ما هدأت وبرد وطيسها على يدي عبد القاهر الجرجاني الذي قال بالوحدة العضوية بين اللفظ والمعنى من خلال نظرية النظم التي يقصد بها تعليق الكلم بعضها ببعض وجعل بعضها بسبب من بعض.[٨]


لعلّ عبد القاهر الجرجاني قد استمدّ نظريته هذه من الجاحظ الذي قال بإتلاف الكلم بين اللفظ والمعنى وانسجامهما لتحقيق عمل أدبي متقن، فهو يرى بأنّ الجاحظ قد فهم خطأ بسبب قوله إنّ المعاني مطروحة في الطريق، إذ إنّه أراد بذلك مقصدًا دقيقًا لا ينحصر في الفكرة المحكية وإنّما في ذلك الترابط القويم والانسجام الفاعل بين اللفظ والمعنى كليهما.[٩]


قضية الصدق والكذب

كيف يكون أعذب الشعر أكذبه؟

تعدّ قضية الصدق والكذب من أبرز القضايا النقدية التي ترتبط بالمعنى، ولعلها من أبز قضايا المعنى التي أولاها النقاد اهتمامهم وعنايتهم، إذ احتدم الخلاف بين النقاد وانقسموا إلى فريقين في هذه القضية بين داعية للصدق في الشعر بأنواعه وبين محبذ للكذب الشعري، ولعلّ هذه القضية كانت تنبع من خلاف النقاد في تحديد مفاهيم الصدق والكذب المعنية في الشعر.[١٠]


قد نظر مؤيّدو الصدق الشعري من النقاد والشعراء إلى الصدق من جانب مطابقته للواقع الحسي والنفسي، فالشعر الذي يُطابق الحقائق العامة والمنطق الإنساني، بالإضافة إلى إخلاصه في التعبير عن المشاعر تجاه أمر أو حدث ما دون تكلف أو تصنع يعد شعرًا صادقًا، كما دعا أصحاب هذا الاتجاه إلى الشعر الهادف، فالشعر الصادق هو الشعر الذي يتبنى الغاية ويدعو للفضيلة ومحاسن الخلق.[١١]


لعلّ من أبرز أنصار الصدق في الشعر عمر بن الخطاب، فقد كان يُفاضل بين الشعراء على أساس صدق شعرهم، فقد فضّل شعر زهير بن أبي سلمى كونه لا يمدح الرجل إلا بما فيه، وكذلك الحال لدى حسان بن ثابت شاعر الرسول -صلى الله عليه وسلم-[١٠]، الذي كان قد أنشد بيته المشهور:[١٢]

وإنّ أشْعَر بيتٍ أنتَ قائلهُ

بيتٌ يُقالُ إذا أنْشَدْتهُ صَدقا


كذلك الشاعر الجاهلي عدي بن زيد التميمي الذي أخذ يدعو إلى انتهاج الصدق في الكلام والامتناع عن الكذب بقوله:[١٣]

وبالصّدقِ فانْطَلق إنْ نَطَقتَ وَلا تَلُمِ

وَذَا الذم فَاذْمِمهُ وَذُو الحَمْدِ فاحْمدِ

على الصعيد الآخر يقف أنصار الكذب في الشعر محاولين تخليصه من قيود الواقع والمنطق العلمي الذي ينتزع من شاعريته التي خلق لأجلها، فهم يرون أنّ الشعر قد نسج ليُحلّق بعيدًا عن قيود الواقع فيجنح بقائله بالخيال ويخلق من خلاله عالمًا موازيًا للعالم الحقيقي تمتثل فيه الآمال والأحلام التي استعصت على التحقيق، وبذلك فإنّ أنصار هذا الفريق يقصدون بالكذب الشعري الخيال والتصوير الذي يمنح الشعر جماله الفني ويفرده عن العلم والمنطق والتاريخ الذي يتطلب الواقعية والمصداقية.[١٤]


يخرج من دائرة الكذب الشعري الكذب المتكلف به الذي ساق الكثر من الشعراء إلى التكسب والتبجح بالكلام حتى امتهن الشهر امتهانًا، وقد برز العديد من الشعراء الذين ينتمون لأنصار الكذب الشعري الفني ويذودون عنه ومنهم البحتري[١٥]، الذي عبر عن رأيه في هذه القضية النقدية صراحة بقوله:[١٦]


كَلَّفتُمونا حُدودَ مَنطِقِكُم

في الشِعرِ يُلغى عَن صِدقِهِ كَذِبُه

وَلَم يَكُن ذو القُروحِ يَلهَجُ بِالـ

ـمَنطِقِ ما نَوعُهُ وَما سَبَبُه

لم يكن هؤلاء الشعراء يقصدون بالكذب النوع الخلقي منه، إنما أرادوا به الإبداع والاختلاق الفني واتباع كافة الوسائل التي تدعم الجماليات الشعرية التي تترك أثرها في نفس المتلقي[١٧]، ولعلّ من أبرز الأبيات التي تضمّنت الكذب الفني الذي يحث عليه أنصار الكذب الشعري وصفالمتنبي لشدة نحوله حيث يقول:[١٨]


كَفى بِجِسمي نُحولًا أَنَّني رَجُلٌ

لَولا مُخاطَبَتي إِيّاكَ لَم تَرَني


لقراءة المزيد حول قضيّة الصّدق والكذب، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: قضية الصدق والكذب في الشعر.


قضية الطبع والصنعة

ما المقصود بشعر الحوليات؟

تعدّ قضية الطبع والصنعة من أبرز القضايا النقدية التي أثارت الجدل في العصور القديمة، وذلك لتفاوت مواهب الشعراء وطبائعهم، فمنهم مَن يقول الشعر ويُحسن ارتجاله في المواقف والأحداث، ومنهم من يعني نفسه في نظمه، والشاعر المطبوع هو الذي يكون على سجيته يتدفق الشعر على لسانه تدفقًا فيخرج شعره موزونًا منظومًا يشيع الانسجام بين أجزائه، وهي موهبة ومنحة إلهية لا تكون بالصقل والتدريب، وقد امتاز بها الكثير من شعراء العصر الجاهلي كشعراء الصعاليك.[١٩]


لعل الجاحظ قد كان من أوائل من أثار قضية الطبع والصنعة حينما اتخذها معيارًا يعير به الشعراء من غير العرب، حيث اتخذها سلاحًا يجابه به الشعوبيين ويباهي بالعرب عليهم حين يقول إنّ العرب كلّ شيء لديهم إنّما هو بديهة وارتجال وكأنّه إلهام وليست هناك معاناة ولا إجالة فكرة ولا استعانة فشعرهم مطبوع مسير على سجية القائل.[٢٠]


الشاعر صاحب الصنعة يخرج شعره منمقًا مزخرف اللفظ بفضل العناية والدراسة، وهي ليست عيبًا في الشعر إن أجاد الشاعر توظيفها والسيطرة عليها، فمفهوم الصنعة في الشعر يشير إلى الإتقان والإجادة والتحكم والجهد والذكاء، وقد اشتهر كثير من شعراء العصر الجاهلي بالصنعة الشعرية وكانوا يطلقون عليهم شعراء الحوليات نظرًا لإبقائهم على قصائدهم يمحصونها ويقومونها ويعدلونها مدة عام كامل لتستوي في صورة يرتضيها الشاعر لها[٢١]، وقد قال الأصمعي في ذلك: "إنّ زهير والحطيئة وأشباههما من عبيد الشعر لأنهم نقحوه ولم يذهبوا فيه مذهب المطبوعين".[٢٢]


قد عدّ بعض النقاد الصنعة في الشعر ميزة وفرقوا بينها وبين التكلف، ومن بين هؤلاء النقاد ابن الأثير في كتابهالمثل السائر حيث عدّ الصنعة إتقان وإجادة وهي زينة في الشعر وليست عيبًا فيه، ولو كانت كذلك لعدّ شعر أصحاب الحوليات قبيحًا ومستهجنًا وذلك لم يقل أحد به، بينما عدّ الكلفة وحشة تذهب برونق الصنعة وبراعتها، والصنعة تأتي عند ابن الأثير في مرتبة بين الطبع والتكلّف[٢٣]، ولذلك فإنّه يستحسن قول أبي نواس لبعدها عن التكلف:[٢٤]


اِترُكِ الأَطلالَ لا تَعبَأ بِها

إِنَّها مِن كُلِّ بُؤسٍ دانِيَ

وَاِشرَبِ الخَمرَ عَلى تَحريمِه

إِنَّما دُنياكَ دارٌ فانِيَه

مِن عُقارٍ مَن رَآها قالَ لي

صيدَتِ الشَمسُ لَنا في باطِيَه


بينما خلط الكثير من النقّاد بين مفهومي الصنعة والتكلّف، وعدّوهما أمرًا واحدًا مستثقلًا في الشعر، ومن أبرز هؤلاء النقاد الجاحظ وابن قتيبة، حيث عدّ الصنعة تكلفًا لما ينتج عنها من تأخر في إنتاج الأثر وإطالة إعمال الفكر ووكثرة اللجوء إلى الضرورات الشعرية، وهذه السمات لا تكون في الصنعة الشعرية إنّما في التكلف، وهي فيما عدا التأخر في إنتاج الأثر عيوب ومآخذ يؤاخذ الشعراء بها، فشعر المعلقات وشعر الحوليات لا تُعاب بأيّ من هذه المثالب إنما تحمد لجودتها وتميزها.[٢٥]


لقد أدرك النقاد جيدًا بأنّ الطبع رغم أهميته في تحقيق الإجادة الشعرية إلا أنّه لا يمكن صاحبه وحده من خلق الفن الأدبي وابتداعه، إذ لا بدّ من تدخُّل الصنعة المسؤولة عن الصقل والمراس والخبرة في التشكيل الفني والأدبي، فالشعر صناعة ترتكز على الطبع حيث إنّ الشعر يعدّ مجهودًا إراديًّا واعيًا يعتمد على القدرات العقلية والطاقات الشعورية.[٢٦]


قضية السرقات الأدبية

لم أثيرت شبهات السرقة حول أبي تمام؟

تعد قضية السرقات الأدبية من أبرز القضايا النقدية التي شغلت النقاد وأثارت الجدل في الأوساط الأدبية حتى يومنا هذا، ولعلّها بدأت بالذيوع في العصر العباسي وقت ظهور أبي تمام وقيام خصومة عنيفة حوله، حيث سعى خصومه لتجريحه ومحاولة إثبات أنّ شعره مسروق في معظمه، لا سيّما بعد أن هتف مؤيّدو أبي تمام وأنصاره بأنّ شاعرهم قد أسّس لمذهب شعريّ جديد لم يسبقه إليه أحد من قبله، فما كان من خصومه إلّا أن يبدؤوا البحث له عن سرقات.[٢٧]


لم يكن أبو تمام الشاعر الوحيد الذي دارت حوله شبهات السرقات الأدبية، فكلّ شاعر فذ ذاع صيته واشتُهر نال نصيبًا من تلك الاتهامات، ومن أبرز هؤلاء الشعراء البحتري والمتنبي أيضًا، وقد صنّف النقاد كتبًا خاصّة للوقوف على قضايا السرقات الشعرية وردّ التّهم عن أولئك الشعراء، ومن أبرزها كتاب الوساطة، وكتاب الموازنة للآمدي، وكتاب الإبانة عن سرقات المتنبي لفظًا ومعنى.[٢٨]


قد قسم النقاد السرقات الشعرية تبعًا للفظ أو المعنى إلى عدة أقسام حتى يتمكنوا بها من التمييز بين السرقة المحضة والتأثر، وليكشفوا عن درجات السرقات التي يكون منها ما يخرج الشاعر عن شاعريته ومنها ما ينقص من شاعريته وأمانته العلمية[٢٩]، وبناء على ذلك فقد نظر الجاحظ لقضية السرقات الأدبية وقسّمها إلى نوعين:[٣٠]


  • السرقات المكشوفة: وفي هذا النوع يقوم الشاعر بسرقة بيت شعري بلفظه ومعناه كلّه أو جزء منه دون أن يكلف نفسه بتغيير صياغته.
  • الاستعانة والاقتباس: ويقصد بها استعانة الشاعر بمعنى من المعاني العامة المستخدمة في الشعر وصياغتها على طريقته، وهي بمثابة التأثر والتأثير وتخرج من باب السرقة.


قد اتفق الكثير من النقاد مع الجاحظ في هذا التقسيم، فالآمدي كان قد أشار إلى قضية السرقة الأدبية وبين كيف أنها قضية مستحدثة لم يكن قد أثارها أحد من السابقين في العصر الجاهلي والعصر الإسلامي، ولذلك فقد بدا الآمدي متسامحًا أثناء تحديده لمفهوم السرقة الأدبية، حيث فقد قصرها على سرقة المعاني المبتكرة والمعاني المنسوخة بألفاطها، أما سرقة المعاني وإعادة صياغتها فقد عدّها ضربًا من ضروب التوالد الإبداعي للفنون الأدبية[٣١]، ولكن النقاد لم يتوقفوا عند هذا الحد وعمدوا إلى تقسيمها إلى خمسة أنواع دقيقة تتوزع على النحو الآتي:[٣٢]

  • النسخ: وهو ما أخذ معناه ولفظه معًا وهو ذات النوع الذي أشار إليه الجاحظ بالسرقات المكشوفة.
  • السلخ: وهو أن يأخذ الشاعر بعض المعنى ويصوغه بلفظ جديد.
  • المسخ: وهو أخذ المعنى من شاعر آخر و تغييره إلى ما دونه.
  • القلب: وهو أخذ المعنى وقلبه إلى ضده.



لقراءة المزيد حول السرقات الشعريّة، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: السرقات الأدبية وأنواعها.


قضية القديم والمحدث

ما السبب الذي دفع بعض النقاد لرفض الشعر المحدث؟

أثيرت قضية القديم والمحدث في العصر العباسي وأحدثت ضجة واسعة حيث كانت تقف كعقبة في وجه ثورة التجديد الشعري آنذاك، حيث انقسم الشعراء إلى فريقين فريق محافظ على تقاليد القصيدة العربية الموروثة يتبع نهج المتقدمين فيها كالبحتري وأبي تمام، وفريق ثائر يسعى لمواكبة التجديد والتغيير الذي يلبي روح العصر كبشار بن برد وأبي نواس.[٣٣]


لقد صبّ أنصار القديم من الشعر والادب أنباههم إلى التقويم الذي أنتج به العمل الأدبي فيتعصّبون لكلّ قديم وينبذون كلّ جديد محدث، فهم لا يكادون يلتفتون إليه فيقيمونه تبعًا لقيمته الإبداعية ولمحتواه الفني، ومن أبرز هؤلاء النقاد: الأصمعي وأبو عمرو بن العلاء وابن الأعرابي، فأبي عمرو بن العلاء لم يكن يحتج إلّا بأبيات شعر من العصر الجاهلي فقط، وأما الأصمعي فقد صرح برأيه بشعر المحدثين حين قال: "ما كان من حسن فقد سُبقوا إليه، وما كان من قبيح فهو من عندهم".[٣٤]


لم يتوقف أمر أولئك المتعصبين عند حد إبداء الرأي وحسب، إنّما كانت أشعار المحدثين تستفز أسماعهم وتزعجهم إلى الحد الذي يجعلهم يستشيطون غضبًا، فقد روي عن خلف الأحمر أن قد جاءه الشاعر ميمون بن طائع يطلب منه أن يسمع أشعاره فيحكم بينها وبين أشعار كبار العصر الجاهلي كامرئ القيس وزهير، وكانوا على مائدة طعام فقام خلف الأحمر ورمى صفيحة من المرق في وجهه ليحط من قدره دون كلام، ولكن خلف الاحمر على الرغم من كلّ ذلك التعصب للمتقدمين إلا أنّه لا يتوانى عن رواية أشعار الإسلاميين.[٣٥]


لقد كان معظم النقاد المتعصبين للشعر القديم من أهل اللغة والنحو، وكانوا في تتبعهم للشعر يحاولون تصيّد الشواهد الشعريّة التي تدعم القاعدة اللغوية التي يحتجون لها، ويستنبطون منها القواعد النحوية ليقيسوا عليها فيما يعترض لهم من مسائل المحدثين، وقد كانوا يرون أنّ اللغة العربية الصحيحة هي تلك التي تكلم بها المتقدمون من قبل أن يمس اللحن ألسنتهم كما هو الحال لدى المولدين والمحدثين الذين خالطوا العجم والْتَوت ألسنتهم بما سمعوه من لحن حتى ألفوا سماعه ففقدوا ثقتهم بما يقولونه من شعر.[٣٤]


قد كان للمحدثين مَن ينصفهم من النقاد من أمثال ابن رشيق القيرواني وابن قتيبة وغيرهم، فقد قال ابن قتيبة رأيه في قضية المتقدمين والمحدثين وبت في الخلاف فيها حين قال: إن الله لم يقصر الشعر والعلم والبلاغة على زمن دون زمن ولا خص بها قومًا دون غيرهم، بل جعل الله ذلك أمرًا مقسومًا ومشتركًا بين عباده في كل عصر، كما جعل كل قديم حديثًا في عصره.[٣٤]


قضية عمود الشعر

ما هي أبرز المعايير الشعرية لدى النقاد؟

تعد قضية عمود الشعر من أهم القضايا النقديّة التي شغلت النقاد العرب قديمًا وقد أثيرت خلال قضية الخلاف بين المحدثين والمتقدمين، فعمود الشعر يمثل التقاليد والسنن الشعرية المتبعة من قبل المتقدمين من الشعراء، ويشمل عمود الشعر الأوزان والقوافي والهيكل العام للقصيدة العربية الذي يتمثل بأقسام القصيدة العربية والموضوعات التي تتناولها القصيدة الواحدة، وهي التي جابهها المحدثون وسعوا لإحداث التغيير فيها.[٣٦]


ظهر مصطلح عمود الشعر في المؤلفات والمصنفات النقدية لكبار النقاد مثل الآمدي وعبد القاهر الجرجاني والمرزوقي، ولعل الآمدي في كتابه الموازنة كان أول من أتى بهذا المصطلح وتوسع في الحديث عنه، وكان يشير إليه دائمًا في أحكامه النقدية على الشعراء، فقد كان يقول: "إنّ البحتري شاعر مطبوع على مذهب الأوائل وما فارق عمود الشعر وكان يتجنب التعقيد ومستكره الكلام".[٣٧]


لقد عزم بعض النقاد ممّن جعلوا الشعر القديم أنموذجًا ومقياسًا لجودة الشعر على استخلاص بعض المعايير والقواعد من أشعار المتقدمين ليتمكنوا من إصدار الأحكام على أشعار المحدثين من خلالها، فمن أبرز المعايير التي وضعها الآمدي لتقييم عمود الشعر لدى الشعراء هي: حلاوة اللفظ وحسنه، وحسن التخلص والانتقال بين غرض وآخر، حسن اختيار مواضع الكلم والتراكيب النحوية، وصحة العبارة وقرب المأتي والمغزى، كما أنه جعل الطبع واحدًا من هذه المعايير وأخرج منها الصنعة التي تقوم على الإفراط في استخدام المحسنات البديعية والخروج على مذهب المتقدمين.[٣٨]


من معايير عمود الشعر التي استخلصها المرزوقي: الطبع والرواية، والفهم الثابت والعقل الصحيح، والاستعمال، والذكاء والفطنة وحسن التقدير، وطول الذربة ودوام المدارسة، واختلف عبد القاهر الجرجاني والمرزوقي في هذه المعايير، حيث رأى عبد القاهر أنّها ينبغي أن تتوفّر في الشاعر نفسه، بينما عممها المرزوقي وجعلها من شروط الناقد والمتلقي أيضًا.[٣٩]


أمّا عبد القاهر الجرجاني فقد وقف في أحكامه على الشعراء على أسس ومعايير كثيرة جعلها شروطًا أساسية لعمود الشعر وينبغي توافرها في القصيدة الجيدة، وعلى الرغم من أنه استحسن الصنعة في الشعر إلى جانب الطبع إلا أنه فضل الطبع وعدّه أساسًا من أسس عمود الشعر، التي تتمثل في: شرف المعنى وصحته، وجزالة اللفظ واستقامته، والإصابة في الوصف، والمقاربة فيالتشبيه وغزارة البديهة.[٣٧]


قضية المفاضلة أو الموازنة

كيف تطورت العملية النقدية في العصر العباسي؟

انبثقت قضية الموازنة والمُفاضلة عن تلك الدوافع الأساسية التي استأتت العملية النقدية التي تسعى لتمييز النتاجات الأدبية وتبيان جيدها من رديئها، وذلك على السواء بوجود أسس ومعايير علمية ومحددة لتمييز الشعر أو بالاحتكام إلى الذائقية المحضة التي لجأ إليها النقاد في العصور الأولى وحسب، ومع تطوّر العملية النقدية وتبلورها لجأ النقاد لاستخدام المصطلحين النقديين: المفاضلة والموازنة في كتبهم ومصنفاتهم.[٤٠]


إنّ مصطلحي المفاضلة والموازنة يُلخّصان تاريخ النقد الأدبي العربي، فقد مرّت العملية النقدية بمرحلة المفاضلة وهي المرحلة الأولى التي كانت شائعة في العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام، وهي الفترة التي ساد فيها حكم الذائقة الشعرية العامة، فالمُفاضلة في ذلك الوقت تعدّ حكمًا نقديًّا عشوائيًّا لا يستند إلى معايير وأسس علمية، كما أنّها تكون في معظمها بعيدة عن التحليل والتعليل للأحكام المطلقة.[٤١]


على الرغم من أنّ المفاضلة في أوّل ظهورها كانت قد ارتكزت على نمط عشوائي، إلا أنّها اتخذت مسارًا تطوريًا في العصر الأموي، فقد أخذ النقاد يُبرّرون أحكام مفاضلاتهم بين الشعراء على نحو عام وسطحي فيفاضلون بين الشعراء على أساس الطبع والصنعة فيقولون هذا شاعر مطبوع، كما يُفاضلون على أساس الغرض الشعري ومن ذلك حكم قتيبة بن مسلم على شعراء العصر الأموي حيث قال "أشعر شعراء الجاهلية امرؤ القيس وأضربهم مثلا طرفة، وأما أشعر شعراء الوقت فالفرزدق أفخرهم ، وجرير أهجاهم، والأخطل أوصفهم".[٤٢]


أمّا في العصر العباسي فقد اتخذ النقاد معايير وأسس عديدة ومختلفة يقيسون عليها أحكامهم ويُفاضلون بين الشعراء على أساس منها، فأصبح النقد بذلك في هذا العصر أكثر علمية ومنهجية، وحلّ مصطلح الموازنة محلّ المفاضلة في هذا العصر وظهر في أشهر كتب النقد الادبي القديم، فالموازنة تقوم على التمييز بين الشعراء والأدباء والمفاضلة بينهم بناء على أسس ومعايير محدّدة يعرفها كلّ من الشعراء والنقاد، كما ينبني عليها تفسير وتبرير الحكم الذي أصدره الناقد على شاعر من الشعراء.[٤٣]


قضية الإعجاز في القرآن

كيف أثر القرآن الكريم في تطور النقد الأدبي؟

نظر العرب إلى القرآن الكريم كمعجزة إلهية منذ نزوله الأول ولعلهم أدركوا بحسهم وملكتهم البيانية بعض مواطن الإعجاز فيه، إلا أنّهم لم يقوموا بتناول مواضع الإعجاز بطريقة علمية ومنهجية إلا في القرن الثالث الهجري، حيث أقبل علماء اللغة والأدب والبلاغة على القرآن الكريم، ينظر كلّ منهم فيه من زاوية اختصاصه ومجاله حتى بات إعجاز القرآن علمًا مستقصا متخصصًا في الدراسات البيانية والموضوعية للقرآن الكريم.[٤٤]


أدرك النقاد العرب أنّ القرآن الكريم هو النموذج الأمثل الذي استوفى معايير البلاغة والفصاحة والجمال الفني، ولذلك فقد انصبت أنباههم عليه يستخلصون منه أبرز الأسس والمعايير النقدية البيانية، وبذلك فقد كان النقد وسيلة من وسائل إدراك الإعجاز القرآني، لا سيما أن النقاد كانوا على اطلاع واسع على النتاجات الأدبية البشرية فكانوا يملكون القدرة الكافية لالتماس جوانب الإعجاز فيه والتي لا تتأتى لبشري.[٤٥]


قد توقف الكثير من النقاد عند إعجاز القرآن الكريم وكثرت المصنفات والمؤلفات فيه، وكان من أبرز من تفكّر وكتبَ في إعجاز القرآن سيد قطب، حيث قال فيه: "تتجلى ظاهرة التناسق ابتداء في التعبير القرآني من ناحية الأداء وطرائقه الفنية، فكلام البشر مهما بلغ من الإبداع والتميز إلا أنّه لا يخلو من مواطن الضعف والوهن، كما أنه لا بد وأن يمر بمرحلة بين التحليق والهبوط والإشراق والإنطفاء، والتنقل من حال إلى حال وهي سمة بشرية لا نجدها في القرآن الكريم.[٤٥]


كذلك فإنّ الناقد المعروف عبد القاهر الجرجاني كان قد وقف وقفة طويلة على إعجاز القرآن يتفكّر فيها ويُحاول التماس نواة هذا الإعجاز البياني أهي في لفظه أو في معناه أو في كليهما معًا، حتى توصّل إلى نظرية النظم المعروفة، فإعجاز القرآن يتمثّل في التأليف والنظم أي: في توخّي معاني النحو وأحكامه فيما بين الكلمات والجمل والفقرات، هذا بالإضافة إلى العناصر الجمالية كالكناية والاستعارة والتمثيل.[٤٦]



لقراءة المزيد حول قضيّة الإعجاز القرآنيّ، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: الإعجاز البياني في القرآن الكريم.



قضية البديع

ما الذي دفع الشعراء المحدثين للمغالاة في استخدام البديع؟

يعد البديع من المجالات البلاغية الواسعة التي تغطي اللفظ والمعنى معًا وهو إن كان لا يسهم في التكوين الأساسي للجملة إلا أنه يعدّ من الكماليات الجمالية التي تضفي على الجملة رونقًا وأبهة، وتجعل لها في قلب المتلقي استحسانًا خاصًا، والبديع من محسنات الكلام التي عرفت واستخدمت في العصر الجاهلي والعصر الأسلامي، إلا أنها لم تُعرف كمصطلح أدبي إلا في العصر العباسي على يد مسلم بن الوليد صريع الغواني.[٤٧]


توجّه الشعراء المحدثين إلى استخدام البديع والإسراف فيه في أشعارهم؛ وذلك يعود لما لاقوه من هجوم النقاد عليهم وتفضيلهم للمتقدمين عليهم ولعلهم قد أوهموا بأن المتقدمين قد سبقوهم إلى أبواب المعاني المختلفة حتى استوفوها، فلم يجدوا من سبل الابتكار غير الإفراط في التزيين والتدبيج من خلال استخدام فنون البديع المتنوعة لمجاراة المتقدمين في الابتكار والإبداع الشعري حتى باتت قصائدهم أميل للزخرف الشكلي من المحتوى الفكري، مما جعلهم يغرقون في الصنعة ويخرج معظمهم عن الطبع الذي صقلت عليه مواهبهم.[٤٨]


قد وقف ابن المعتز وقفة مطولة عند البديع وأثر استخدامه في الشعر وأبدى نظرات نقدية له في ذلك في كتابه البديع، وقد قسم كتابه هذا إلى قسمين فتناول في القسم الأول البديع وجعل القسم الثاني لمحاسن الكلام، كما أنّه كان قد قدّم البديع على محاسن الكلام وجعل له ميزة خاصة في الشعر، لكن ابن المعتز في عرضه هذا لألوان البديع قد أراد أن يبين لأبناء العصر أنّ المتقدّمين من أهل الجاهلية والإسلام كانوا قد سبقوهم إليه وهم في إفراطهم في توظيفه واستخدامه لم يبتكروا جديدًا كما ظنوا.[٤٨]


سجّل ابن المعتز في كتابه البديع نظراته في طريقة توظيف الشعراء في العصر العباسي للبديع، وجعلهم في قسمين منفصلين، القسم الاول الذي لجأ لاستخدام ضروب البديع بكثرة كما جرت العادة لدى شعراء العصر العباسي، إلا أنهم كانوا قد أحسنوا استخدامها ولم يتكلفوا بها وحافظوا على روح الّطبع في قصائدهم، ومن أبرز هؤلاء الشعراء: أبو نواس ومسلم بن الوليد وبشار بن برد.[٤٩]


أمّا القسم الثاني فجعل فيهم الشعراء الذين توغّلوا في استخدام ضروب البديع في أشعارهم وأسرفوا في ذلك حتى بانت كلفته في أشعارهم إلى الحد الذي أخرجتهم عن حدود الطبع، وحتى في الصنعة التي أوقعوا أنفسهم بها كانوا قد أحسنوا في جوانب وأساؤوا في جوانب أخرى، وهو بذلك لا يقلّل من أهمية البديع وأثره في تزيين الشعر وتحسينه، إلّا أنّه يقف ضد المبالغة والتكلف في استخدامه، ومن أبرز هؤلاء الشعراء الذين تعرّضوا لانتقاد ابن المعتز في هذا: أبو تمام الذي عرف بتكلفه وتصنعه.[٤٩]


قضية الوحدة والكثرة في القصيدة

هل يؤاخذ النقاد الشعراء على قلة أشعارهم؟

تعدّ الوحدة العضوية ووحدة البيت من القضايا النقدية التي نشأ الخلاف فيها إثر الخلاف الذي وقع بين المتعصبين للقديم وعمود الشعر وبين الشعراء المحدثين، فقد عرف الشعر الجاهلي القديم وما سار على نهجه من الشعر الإسلامي بالتزامه بوحدة البيت، وهذا يعني أن القصيدة تكون مجزأة إلى عدّة أجزاء منفصلة فتتّسع لأكثر من غرضين شعريّين وتتناول بذلك عدة أفكار، ومع تقدّم الزمان وفي العصر العباسي تحديدًا كان الشعراء بعد ثورتهم على عمود الشعر والنظم القديمة للقصيدة العربية قد انتهجوا وحدة من نوع آخر تتلاحم فيها كافة أبيات القصيدة مشكلة وحدة عضوية متكاملة.[٥٠]


قد نظر بعض النقاد من أمثال ابن قتيبة إلى القصيدة الجاهلية على أنّها تقوم على وحدة عضوية من نوع ما ونبذ فكرة وحدة البيت فيها، فهي على الرغم من تنوّع أغراضها وتعدّد موضوعاتها، فهي تحتوي على نوع من الترابط والانسجام النفسي الذي يؤلّف بين أبياتها ويجمع بين أغراضها المتعدّدة، وقد عدّ الشعر الذي لا يقوم على الوحدة العضوية من الشعر المتكلف غير المستحسن.[٥٠]


كذلك فإنّ ابن طباطبا كان قد نظر في قضية الوحدة العضوية ووحدة البيت، ورأى أنّ الشاعر المُجيد عليه أن يوجد نوعًا من الوحدة والتآلف بين مقدمة قصيدته وما يليها، وأن يربط بين أغراضها إن تعددت أغراضها ويحسن التخلص والانتقال بين موضوع وآخر، حتى تبدو القصيدة وكأنّها "كلمة واحدة في اشتباه أولها بآخرها نسجًا وحسنًا وفصاحة وجزالة".[٥١]


التفت بعض النقاد إلى موضوع الكثرة والإقلال في الشعر وجعلوا لذلك أثرًا في أحكامهم النقدية ، فكانوا يفاضلون بين الشعراء فيحكمون للشاعر المكثر على غيره المقل إذا تساوى كل منهما في الإجادة، ومن أبرز هؤلاء النقاد ابن سلام الجمحي الذي أقام أحكامه النقدية في كتابه طبقات فحول الشعراء على أسس ومعايير وكان من بينها كثرة الشعر وكميته، فكان يقول في بعض الشعراء المقلين: "أخل بهم قلة شعرهم بأيدي الرواة".[٥٢]

المراجع

  1. داود سلوم، المقد العربي القديم، صفحة 11. بتصرّف.
  2. ^ أ ب داود سلوم، النقد العربي القديم، صفحة 13. بتصرّف.
  3. محمد باقر الحسيني، "النقد الأدبي في العصر العباسي "، التراث الادبي، العدد 3، صفحة 37. بتصرّف.
  4. محمد حسين علي الصغير، نظرية النقد العربي رؤية قرآنية معاصرة، صفحة 27. بتصرّف.
  5. إحسان عباس، تاريخ النقد الأدبي عند العرب، صفحة 108. بتصرّف.
  6. منصوري الزهرة ، مسلم نرجس، الجاحظ ناقدًا ثنائية اللفظ والمعنى، صفحة 8. بتصرّف.
  7. محمد ربيع (1990)، قضايا النقد الأدبي (الطبعة 1)، الاردن:دار الفكر للطباعة والنشر، صفحة 13. بتصرّف.
  8. وليد محمد مراد، نظرية النظم وقيمتها العلمية في الدراسات اللغوية عند عبد القاهر الجرجاني، صفحة 56. بتصرّف.
  9. إحسان عباس، تاريخ النقد الأدبي عند العرب، صفحة 423. بتصرّف.
  10. ^ أ ب محمد ربيع (1990)، قضايا النقد الأدبي (الطبعة 1)، الاردن:دار الفكر للنشر والتوزيع، صفحة 18. بتصرّف.
  11. محمد ربيع (1990)، قضايا النقد الأدبي (الطبعة 1)، الأردن:دار الفكر للنشر والتوزيع، صفحة 19. بتصرّف.
  12. حسان بن ثابت، ديوان حسان بن ثابت، صفحة 174.
  13. يس إبراهيم بشير، عنصر الصدق في الأدب وأثره على تفكير النقاد العرب، صفحة 151.
  14. محمد ربيع (1990)، قضايا النقد الأدبي (الطبعة 1)، الاردن:دار الفكر للنشر والتوزيع، صفحة 20. بتصرّف.
  15. محمد ربيع (1990)، قضايا النقد الأدبي (الطبعة 1)، الاردن:دار الفكر للنشر والتوزيع، صفحة 18. بتصرّف.
  16. البحتري، ديوان البحتري، صفحة 209.
  17. جمانة قاسم سليمان القضاة، الصدق والكذب في الشعر عند النقاد العرب القدماء، صفحة 79. بتصرّف.
  18. المتنبي، ديوان المتنبي، صفحة 7.
  19. مصطفى درواش، خطاب الطبع والصنعة رؤية نقدية في المنهج والأصول، صفحة 11. بتصرّف.
  20. الجاحظ (1949)، البيان والتبيين، مصر:مطبعة الاستقامة، صفحة 25، جزء 3. بتصرّف.
  21. مصطفى درواش، خطاب الطبع والصنعة رؤية نقدية في المنهج والأصول، صفحة 8. بتصرّف.
  22. ابن قتيبة (2005)، الشعر والشعراء (الطبعة 1)، صفحة 21. بتصرّف.
  23. ضياء الدين بن الاثير، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، القاهرة:دار نهضة مصر، صفحة 283. بتصرّف.
  24. "اترك الأطلال لا تعبأ بها"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 24/12/2020.
  25. ابن قتيبة، الشعر والشعراء، صفحة 29. بتصرّف.
  26. عبد الفتاح عثمان (1980)، نظرية الشعر في النقد العربي القديم، مصر:مكتبة الشباب، صفحة 77. بتصرّف.
  27. محمد مندور ، النقد المنهجي عند العرب، صفحة 357. بتصرّف.
  28. محمد مندور ، النقد المنهجي عند العرب، صفحة 358. بتصرّف.
  29. محمد ربيع (1990)، قضايا النقد الأدبي (الطبعة 1)، الاردن:دار الفكر للنشر والتوزيع، صفحة 88. بتصرّف.
  30. أمزيان سهام، تطور المصطلح النقدي دراسة نقدية تناصية لسرقات ابي تمام كتاب الموازنة أنموذجًا، صفحة 177. بتصرّف.
  31. أمزيان سهام، تطور المصطلح النقدي دراسة نقدية تناصية لسرقات أبي تمام كتاب الموازنة أنموذجًا، صفحة 229. بتصرّف.
  32. محمد ربيع (1990)، قضايا النقد الادبي (الطبعة 1)، الأردن:دار الفكر للنشر والتوزيع، صفحة 89. بتصرّف.
  33. محمد هدارة (1981)، مشكلة السرقات في النقد العربي (الطبعة 3)، صفحة 237. بتصرّف.
  34. ^ أ ب ت ابن رشيق القيرواني، العمدة في محاسن الشعر وآدابه، صفحة 49. بتصرّف.
  35. أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، لبنان:دار إحياء التراث العربي ، صفحة 372، جزء 9. بتصرّف.
  36. كريمة كرباش، نظرية عمود الشعر في الشعر القديم عمود الشعر عند المرزوقي أنموذجًا، صفحة 14. بتصرّف.
  37. ^ أ ب لمياء دحماني، صناعة النص في الشعرية العربية، صفحة 46. بتصرّف.
  38. لمياء دحماني، صناعة النص في الشعرية العربية، صفحة 50. بتصرّف.
  39. كريمة كرباش، نظرية عمود الشعر في الشعر القديم عمود الشعر عند المرزوقي أنموذجًا، صفحة 16. بتصرّف.
  40. ميثم طارم، "النقد الادبي بين المفاضلة والموازنة والمقارنة"، التراث الأدبي ، العدد 2، صفحة 75. بتصرّف.
  41. ميثم طارم، "النقد الأدبي بين المفاضلة والموازنة والمقارنة"، التراث الأدبي ، العدد 2، صفحة 77. بتصرّف.
  42. ميثم طارم، "النقد الأدبي بين المفاضلة والموازنة والمقارنة"، التراث الأدبي ، العدد 2، صفحة 79. بتصرّف.
  43. ميثم طارم، "النقد الأدبي بين المفاضلة والموازنة والمقارنة"، التراث الأدبي، العدد 2، صفحة 80. بتصرّف.
  44. صلاح عبد الفتاح الخالدي (1992)، البيان في إعجاز القرآن (الطبعة 3)، الاردن:دار عمار، صفحة 105. بتصرّف.
  45. ^ أ ب صلاح عبد الفتاح الخالدي (1992)، البيان في إعجاز القرآن (الطبعة 3)، الاردن:دار عمار، صفحة 99. بتصرّف.
  46. صلاح عبد الفتاح الخالدي (1992)، البيان في إعجاز القرآن (الطبعة 3)، الاردن:دار عمار ، صفحة 113. بتصرّف.
  47. ليث ضاري الزوبعي، عبد الله بن المعتز ناقدًا، صفحة 58. بتصرّف.
  48. ^ أ ب لمياء دحماني، صناعة النص في الشعرية العربية، صفحة 62. بتصرّف.
  49. ^ أ ب لمياء دحماني، صناعة النص في الشعرية العربية، صفحة 63. بتصرّف.
  50. ^ أ ب يحيى خان، الوحدة العضوية في القصيدة العربية قديمًا وحديثًا، صفحة 100. بتصرّف.
  51. يحيى خان، الوحدة العضوية في القصيدة العربية قديمها وحديثها، صفحة 103.
  52. داود سلوم، النقد العربي القديمبين الاستقراء والتأليف، صفحة 205. بتصرّف.
8029 مشاهدة
للأعلى للسفل
×