قوم صالح

كتابة:
قوم صالح

قوم صالح

قوم صالح هم قوم ثمود، وهم من القبائل العربية المتفرعة من أبناء سام بن نوح، وجاءت تسميتهم بقوم ثمود نسبة إلى ثمود بن عامر بن إرم بن سام بن نوح أحد الأجداد في القبيلة، وقد رزق الله -تعالى- هذا القوم الكثير من الرزق، فقاموا ببناء المباني الضخمة المنحوتة في الصخور التي لا يوجد مثيل لها في ذلك الوقت، ورزقهم الله -تعالى- بضخامة القامة، والقوة الجسدية التي تفاخروا بها لحدٍ كبير.[١]

وقد أرسل الله -سُبحانه وتعالى- العديد من الأنبياء والرسل؛ لهداية الناس إلى الطريق الصحيح المتمثل بعبادة الله وحده وعدم الإشراك به، وأحد أولئك الأنبياء هو النبي صالح، الذي بعثه الله -تعالى- لقوم ثمود، وذُكر ذلك في القرآن الكريم، فقال -تعالى-: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ).[٢]

وقد عبد قوم ثمود الأصنام، وعصوا الله -سُبحانه وتعالى-، فبعث الله لهم أحد أفراد قومهم، وهو النبي صالح -عليه السلام- ليهديهم لعبادة الله؛ لكنهم كذبوه واستكبروا وعصوه ولم يؤمنوا بدعوته، واستمروا في عبادة الأصنام.[٢]

دعوة قوم صالح

بدأ صالح بدعوة قومه بكل وضوح لعبادة الله -تعالى-؛ لكنهم كذبوه ولم يصدقوه وأشاعوا أنه مسحور، وبقوا على هذا إلى أن اتفقوا فيما بينهم أن يُحضر لهم النبي صالح معجزة من الله -تعالى-، فأتى الله بمعجزة للقوم ولكنهم أصروا على طغيانهم وعلى كفرهم.[٣]

ومعجزة النبي صالح لقومه كانت عبارة عن ناقة خرجت من بين الصخر، فلم يُعرف كيف ولدت، كما كان لبنها غزيراً جداً بحيث يسد حاجة الآلاف من الرجال والأطفال والنساء، وطلب النبي صالح من قومه بأن يتركوها تسعى وتأكل في الأرض دون أن يؤذيها أحد.[٣]

ومنهم من آمن بالدعوة بعد المعجزة، والبعض الآخر لم يؤمن وبقي على جهله وكفره، وأولئك الكفار هم من فكروا في كيفية التخلص منها، فنحروها ولم يُبالوا لما سيحدث، لينزل بعد ذلك غضب الله -سبحانه وتعالى- عليهم.[٣]

عذاب قوم صالح

عندما علم النبي صالح -عليه السلام- بما فعلوه الكفار من قومه بالناقة خرج لهم، وهو غاضب وقال لهم: ألم أحذركم من أن تمسوا الناقة؟ فما كان منهم إلا أن استهزؤوا به وطلبوا منه بأن يريهم عذاب ربه ويستعجل به؛ ليكون رد صالح بأن العذاب سيأتي بعد ثلاثة أيام، وقد ذُكرت جميع تلك الأحداث في القرآن الكريم.[٤]

وعاش القوم الثلاثة أيام وهم في حالة استهزاء من العذاب، ليأتي فجر اليوم الرابع وتنشق أثناءه السماء ويخرج منها صيحة جبارة واحدة قتلت قوم صالح الكافرين جمعيهم قبل أن تنتهي، قال الله -تعالى- في آياته: (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِم جَاثِمِيْنَ* كَأَنْ لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَآ أَلاَ إِنَّ ثَمُودَا كَفَرُوا رَبَّهُم أَلاَ بُعْداً لِّثَمُود).[٥][٤]

المراجع

  1. عبد العزيز صالح، تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة، صفحة 139. بتصرّف.
  2. ^ أ ب سورة الشعراء، آية:141- 142
  3. ^ أ ب ت حمود الرحيلي، منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام، صفحة 191- 192. بتصرّف.
  4. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، التفسير الوسيط، صفحة 1461. بتصرّف.
  5. سورة هود، آية:67-68
4970 مشاهدة
للأعلى للسفل
×