محتويات
قياس النفس
يُعدّ قياس النّفس أو التنّفس (Spirometry) من أكثر الاختبارات الرئوية شيوعًا التي تكشف عن مدى كفاءة وظائف الرئتين، إذ إنّ اختبار النفس يقيس مقدار الهواء الذي يستنشقه الشخص ويُخرِجه من الرئتين وإليهما، بالإضافة إلى مدى سهولة نفخ الهواء من الرئتين وسرعته، كما يساعد قياس النفس في تشخيص الكثير من الحالات المرضية؛ كالربو، أو التليف الرئوي، أو الانسداد الرئوي المزمن (COPD). ولتحديد ما إذا كان المرض يزداد شدةً أو يتحسن مع الوقت أو مع العلاج، إذ يُستخدَم أيضًا لاختبار مدى فاعلية الأدوية وأجهزة الاستنشاق، ويُجري الطبيب قياس النفس عند ظهور بعض الأعراض على الشخص؛ كالسعال أو الصفير أو ضيق في التنفس، وفي بعض الأحيان يُنفّذ قبل العملية الجراحية للتأكُّد من سلامة وظائف الرئتين.[١]
تجهيزات قياس النفس
لا يُعدّ فحص قياس النّفس من الفحوصات المعقدّة؛ إذ يُجرى بشكل بسيط، ولا يحتاج إلى الكثير من التّجهيزات، وفي كل الأحوال فإنّ تجهيزات فحص قياس النفس تتضمن ما يأتي:[٢]
- عدم تدخين الشخص قبل ساعة من إجراء الاختبار.
- تجنب تناول المشروبات الكحولية في يوم إجراء الفحص.
- الابتعاد عن تناول وجبة غذائية كبيرة يوم الفحص؛ كونها قد تؤثر في قدرة الشخص على التنفس.
- الابتعاد عن ارتداء ملابس ضيقة؛ لأنّها قد تحدّ من قدرة الشخص على التنفس.
- طرح الطبيب على الشخص بعض الأسئلة، وسيعطيه تعليمات واضحة في ما يتعلق بما إذا كان قادرًا على تناول الأدوية واستخدام أجهزة الاستنشاق قبل الاختبار أو لا.
كيفية إجراء فحص النفس
يُعدّ اختبار النفس آمنًا بشكل عام، لكنّ الشخص قد يعاني من ضيق في التنفس أو الدّوار لعدّة لحظات بعد الاختبار، ولأنّ هذا الفحص يحتاج إلى بعض المجهود؛ فلا يُجرى إذا كان الشخص تعرّض لنوبة قلبية مؤخرًا أو مصابًا ببعض أمراض القلب، وعادةً ما يستغرق هذا الاختبار 15 دقيقة من خلال عدّة خطوات؛ وهي:[٣]
- يتطلب اختبار النفس التنفس في أنبوب مرفق بجهاز يُسمّى جهاز قياس التنفس، وعادةً ما يبدو الشخص جالسًا على كرسي.
- يوضع مشبك على الأنف للحفاظ على إغلاق فتحتي الأنف.
- يطلب الطبيب من الشخص أخذ نفس عميق وإخراجه بأقوى ما يستطيع لعدّة ثوانٍ في الأنبوب، ومن المهم أن تبدو الشفتان حول الأنبوب في شكل حاجز يمنع تسريب الهواء للخارج.
- يحتاج الشخص إلى إعادة هذه الخطوات ثلاث مرّات على الأقل للتأكد من ثبات النتائج، وعند وجود فروق كبيرة بين النتائج الثلاثة فقد يحتاج الشخص إلى إعادة الاختبار مرّة أخرى، وعادةً ما تعتمد القيمة الأعلى بين النتائج الثلاثة المتقاربة بمنزلة نتيجة للاختبار.
- يعطي الطبيب الشخص دواءً موسعًا للقصبات الهوائية عن طريق الاستنشاق بهدف فتح الرئتين، ذلك بعد الجولة الأولى من الاختبار، وسيحتاج الشخص إلى الانتظار مدّة 15 دقيقة حتى إجراء مجموعة أخرى من الاختبار، ويقارن الطبيب بعدها النتائج لمعرفة ما إذا كان الموسع القصبي قد حسّن من تدفق الهواء أو لا.
نتائج اختبار النفس
تختلف النتائج الطبيعية لاختبار قياس النفس من شخص لآخر، إذ إنّها تستند إلى عمر الجنس وطوله وعِرقه وجنسه، ويحسب الطبيب النتيجة الطبيعية المتوقعة للشخص قبل إجراء الاختبار، وبعد الانتهاء من الاختبار يقارن النتيجة الظاهرة بالنتيجة السابقة المحسوبة، وتُعدّ نتيجة الاختبار 80% أو أكثر من النتيجة المحسوبة، ويقيس جهاز التنفس عاملين رئيسين؛ وهما:[٢]
- السعة الحيوية القسرية (FVC): واحدة من أهم قياسات فحص النفس، وتقيس أكبر كمية إجمالية من الهواء يُخرِجُها الشخص بقوّة بعد التنفس بعمق أكبر قدر ممكن، وإذا كانت قيمة القدرة الحيوية القسرية أقلّ من المعتاد؛ فهي دلالة على وجود شيء يعيق تنفس الشخص، وتشير القراءات غير الطبيعية للسعة الحيوية القسرية إلى وجود اضطراب في الرئة يعيق تدفّق الهواء الطبيعي، ولا بُدّ حينها من إجراء فحوصات أخرى لتشخيص المرض.
- الحجم الزفيري القسري عند الثانية الأولى (FEV1): هو مقدار الهواء الذي يُطرَد من الرئة في ثانية واحدة، وتُعدّ القراءة طبيعية إذا كانت قيمة حجم الزفير القسري 80% أو أكثر مقارنة بالمستوى الطبيعي المحسوب، وتساعد هذه القراءة في تقييم شدة الاضطرابات التنفسية.
- نسبة حجم الزفير القسري عند الثانية الأولى على السعة الحيوية القسرية (FEV1/FVC ratio): بعد حساب هذه القيم بشكل منفصل يحسب الطبيب نسبة حجم الزفير القسري عند الثانية الأولى على السعة الحيوية القسرية، وإذا كانت النسبة طبيعية فهي دلالة على عدم الإصابة بأحد أمراض الرئة، وإذا بدت النسبة للبالغين أقل من 70%، وللأطفال البالغين من العمر 5-18 عامًا أقل من 85%؛ فهي دلالة على الإصابة باضطراب انسدادي يعيق حركة الهواء.
الوقاية من أمراض الرئتين
يُشير المعهد الوطني للقلب والدّم والرئة بأنّ أمراض الجهاز التنفسي السّفلي المزمنة بما فيها الربو والانسداد الرئوي المزمن كانت السبب الرئيسي الثالث للوفاة في العام 2012، ومع ذلك يمكن لاتباع بعض التّدابير الحفاظ على صحة الرئتين والوقاية من الإصابة بأمراضها وتتضمن هذه التدابير ما يأتي:[٤]
- ممارسة التمارين الرياضية: يُعزز النّشاط البدني من معدل نبضات القلب؛ وذلك لتزويد العضلات بكميات كافية من الأكسجين؛ ممّا يتدعي أيضًا تعزيز عمل الرئتين؛ للموزانة بين نسب الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، كما أنّ ممارسة التمارين الرياضية تزيد من تنفس الشخص بالحالة الطبيعية من 15 نفس في الدقيقة إلى 40-60 نفس في الدقيقة وهذا يزيد من كفاءة عمل الرئتين مع مرور الوقت.
- الابتعاد عن الملوثات: عند التعرض المستمر للملوثات فإنّ خلايا الرئتين تتلف بسرعة وخاصة مع التقدم في العمر إذ أنّ قدرة الرئة على مقاومة الملوثات تقل ولا يعود الأمر كما كان عليه في مرحلة الشباب وللابتعاد عن الملوثات ينبغي الابتعاد عن استنشاق دخان السجائر والابتعاد عن الأماكن ذات الحركة المرورية الكثيفة واتخاذ إجراءات السلامة عند العمل في البناء والتعدين وإدارة النفايات وكل الأماكن التي تتواجد فيها ملوثات وتنظيف المنازل والأثاث مرتين أسبوعيًا.
- اتخاذ الإجراءات الاحتياطية لتجنب الإصابة بالعدوى: من الممكن أن تكون عدوى الجهاز التنفسي خطيرة وخاصة لدى الأشخاص المصابين بأمراض الرئة لذا ينبغي اتخاذ التدابيراللازمة لمنع الإصابة بالعدوى ويكون ذلك بالحفاظ على نظافة الأيدي وغسلها بشكل مستمر وشرب كميات كافية من الماء وتناول الخضروات والفواكه التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم والتي تدعم صحة جهاز المناعة.
- ترك التدخين: يتسبب التدخين بأنواع كثيرة من أمراض الرئة بما فيها التليف الرئوي وسرطان الرئة والربو كما أنّ السجائر تحتوي على مواد كيميائية كالنيكوتين وأول أوكسيد الكربون والقطران والتي تهيج الأنسجة وتجعل التنفس صعبًا وفي النهاية تتلف خلايا الرئتين.
المراجع
- ↑ staff lung.org, "Spirometry"، lung.org, Retrieved 2020-4-24. Edited.
- ^ أ ب Erica Cirino (2017-5-12), "Spirometry: What to Expect and How to Interpret Your Results"، healthline., Retrieved 2020-4-26. Edited.
- ↑ mayo clinic staff (2017-8-17), "Spirometry"، mayo clinic, Retrieved 2020-4-24. Edited.
- ↑ Colleen Story (2017-2-23), "5 Ways to Keep Your Lungs Healthy and Whole"، healthline., Retrieved 2020-4-29. Edited.