كتاب عداء الطائرة الورقية (رواية درامية)

كتابة:
كتاب عداء الطائرة الورقية (رواية درامية)

التعريف برواية عداء الطائرة الورقية

رواية عدّاء الطائرة الورقية هي رواية كتبها الروائي الأفغاني خالد حسيني وكانت الرواية الأولى التي يكتبها ولاقت نجاحًا واسعًا وأشاد بها طيف واسع بالمجتمع الغربي؛ إذ إنّ خالد حسيني يكتب باللغة الإنجليزية كونه مقيمًا في الولايات المتحدة، وصدرت الرواية عام 2003م وصدر بعد سنوات فيلم مستخلص منها يحمل الاسم نفسه عام 2007م.[١]

بيع من هذه الرواية أكثر من سبعة ملايين نسخة في الولايات المتحدة فقط، وتصدّرت الكتب الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة لأكثر من عامين، وتنتمي الرواية إلى الأدب الواقعي الاجتماعي؛ إذ إنّها تؤرّخ لحقبة طويلة من تاريخ أفغانستان، وبعدها أصدر رواية وردت الجبال الصدى التي لاقت نجاحًا مبهرًا والتي ترجمت لعدة لغات من بينها العربية.[١]


موضوعات رواية عداء الطائرة الورقية

تدور أحداث الرواية في نهايات العهد الملكي في أفغانستان وسقوطه على يد السوفييت وما يليه من قيام حركة طالبان ودخول الاحتلال الأمريكي إلى أفغانستان، تدور الرواية حول طفلين أحدهما ابن رجل أفغاني ثري والآخر ابن خادم في بيت والد الطفل الثري.[٢]

الطفل الأول اسمه أمير وهو ابن الثري، والثاني اسمه حسن أو حسان على اختلاف الترجمات وهو ابن الخادم علي، يعيش الطفلان معًا في بيت واحد، الطفل حسن يعيش مع والده في غرفة الخدم والطفل أمير يعيش في البيت الكبير، يخرجان معًا ويلعبان معًا وتربطهما علاقة صداقة قوية.[٢]

ينتمي أمير لعرق البشتون، وهي القبيلة الأكبر في أفغانستان، بينما ينتمي حسن لقبيلة الهزارة الأقليّة ، يعيش الصبيّان معًا ويدافع أحدهما عن الآخر، ولكن ذات يوم تحدث مع حسن مشكلة كبيرة لا يستطيع أمير أن ينقذه منها مع أنّه يكون قريبًا، ولكنّه يجبُن عن المواجهة.[٢]

تتولّد لديه عقدة بسبب ما حصل مع حسن ووقوفه متفرّجًا، مع أنّ الذي حصل لحسن كان بسبب دفاعه عن أمير، وتتوالى الأيام ويصبح أمير يخجل من حسن ولا يستطيع النظر في عينيه، وما هي إلّا مدّة بسيطة حتى يدخل السوفييت ويفرّ الأب مع ابنه أمير إلى الولايات المتحدة طالبين اللجوء.[٢]

يعيش أمير في الولايات المتحدة وتنقطع أخباره بحسن، ويعتقد أنّه نسي الأمر، ولكن ما إن يعود بعد نحو ثلاثين عامًا فإنّ طيف حسن يرافقه ويجده قد مات وعنده ابن وزوجة، فيقدّم أمير يد المساعدة لابنه وزوجته على سبيل التكفير عن الإثم الذي ارتكبه بحق صديقه وأخيه في الرضاعة حسن الهزاري.[٢]

وهكذا تمضي الرواية نحو الغفران الذي يكون الهاجس الأكبر لأمير خلال سنوات إقامته في الولايات المتحدة.[٢]


الحوار والسرد في رواية عداء الطائرة الورقية

السرد والحوار في الرواية هو الأداة التي تستطيع إيصال رسالة الكاتب إلى القرّاء، فبالسرد يمكن للكاتب توظيف حدثٍ ما أو واقعة قد مرّت به حقيقة أو خيالًا يمكنه توظيفها ليقول للجمهور ما لا يمكنه قوله مباشرة،[٣] لقد كان الحوار والسرد عند خالد حسيني عاملًا مهمًّا استطاع من خلاله إيصال فكرته من الرواية إلى ملايين القرّاء.[٤]

أوصل هاجس الأمة الأفغانية بحوار سلس وسرد لطيف جذّاب، ومن الأمثلة على ذلك قول حسيني في الرواية: "قالت: أنا خائفة جدًّا، قلت: لماذا؟ قالت: لأنّي أشعر بسعادة غامرة، د. رسول، السعادة بهذا القدر مرعبة، سألتها: لماذا؟ قالت، لا يتركونك سعيدًا بهذا القدر إلّا إذا كانوا سيأخذون شيئًا منك. قلت اسكتي الآن، يكفي سخافة".[٤]

في هذا الحوار يوصل خالد حسيني رسالته من خلال الشخصيات بأسلوب سلس وحوار يجذب القارئ، حتى إنّ القارئ ربّما ينتابه القلق مثل قلت تلك المرأة عند قراءة تلك السطور، فيعيش الحالة النفسية التي قد ألبسها للشخصية باحترافية عالية.[٤]


آراء نقدية حول رواية عداء الطائرة الورقية

لقد كثرت الآراء النقدية التي وُجّهت لرواية عدّاء الطائرة الورقية من المؤسسات والمجتمعات الغربية على وجه التحديد كون الرواية صدرت بداية باللغة الإنجليزية، فتلقّاها أوّلًا المجتمع الغربي، ومما قيل عنها:[٥]

  • منبر شيكاغو
تستدعي الصور، الأحاسيس والذكريات، حادّة وصادقة، من أعظم نقاط القوة في عدّاء الطائرة الورقية هي التصوير العاطفي للأفغان والحضارة الأفغانية، حسيني كتب بدفء وحميميّة عن أفغانستان وأهلها يُحسد عليهما، رواية تبقى في الذاكرة تشدّك لقراءتها، وتضمّك داخلها بسرديّتها الوصفيّة المذهلة. 


  • صحيفة هيوستن كرونيكل

قليلة هي الكتب التي تستطيع أن تُحاكي عداء الطائرة الورقية لخالد حسيني، حسيني أعاد بلده الأصلي للحياة بحس رائع، إنّه -وبسخاء- وصف العادات والتقاليد الأفغانية؛ حيث يشدك بقوة بخاصة في وصفه للحداد على المهجّرين، خسارتهم لبلدهم.

  • صحيفة النيويورك تايمز
مؤامرة شخصية بامتياز، تبدأ من صداقة أمير الوثيقة مع حسن ابن خادم أبيه، تظهر أنّها الخيط الذي يربط الحكاية بأكملها، هشاشة هذه العلاقة -التي رمز لها بالطائرات الورقية التي يطيرها الطفلان معًا- تُمتحن عندما يشاهدان طريقة حياتهما القديمة تختفي، صورة حسيني عن أفغانستان قبل الثورة غنية بالذاتية. 


  • الروائية إيزابيل الليندي

تعد رواية عداء الطائرة الورقية واحدة من أجمل الروايات العالمية بوجهة نظري لاحتوائها على العديد من المواضيع المهمة في الحياة، وهي تركيبة هذه الرواية الاستثنائية كلها: الحب، الشرف، الذنب، الخوف، التوبة، هذه الرواية من القوة، إنّ الوقت طويل سيبدو كل ما قرأته سطحيًّا.


اقتباسات من رواية عداء الطائرة الورقية

احتوت رواية عداء الطائرة الورقية على كثير من العبارات التي يمكن اقتباسها، ومن ذلك:[٦]

  • "لا تأمر شخصًا أن يلمّع حذاءك في يوم، وتناديه أخي في اليوم التالي".
  • "عندما تقتل رجلًا فأنت تسرق حياة، تسرق حق زوجته في أن يكون لها زوج، تسرق من أطفاله أباهم، عندما تكذب تسرق حق شخص في معرفة الحقيقة، عندما تغش تسرق الحق في المنافسة الشريفة".
  • "إنّ العيون نوافذ على الروح".
  • "مثل كل شيء في كابول، كانت دار والدي صورةً لمجد غابر".


المراجع

  1. ^ أ ب وحي هدايتي، هيمنة طالبان في رواية عداء الطائرة الورقية لخالد حسيني، صفحة 20. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح وأدي ستي نوفيل غورو فوتري، الصراع الباطني عند أمير في رواية "عداء الطائرة الورقية" خالد حسيني، صفحة 21. بتصرّف.
  3. يمنى العيد، تقنيات السرد الروائي في ضوء المنهج البنيوي، صفحة 41 - 42. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "عداء الطائرة الورقية"، جود ريدز، اطّلع عليه بتاريخ 21/9/2021. بتصرّف.
  5. خالد حسيني، عداء الطائرة الورقية، صفحة 7 - 10. بتصرّف.
  6. "اقتباسات من رواية عداء الطائرة الورقية"، أبجد، اطّلع عليه بتاريخ 21/9/2021.
4723 مشاهدة
للأعلى للسفل
×