كتب التفسير
جامع البيان في تفسير القرآن
يشتهر هذا التفسير باسم تفسير الطبري، وهو من تأليف شيخ المفسرين أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، توفي سنة 310 هجري، وهو من أحسن التفاسير وأصحِّها، وهو من كتب التفسير بالمأثور؛ ويعرف التفسير بالمأثور بأنه تفسير القرآن بالقرآن والحديث النبوي وأقوال الصحابة، وقد بيّن ابن جرير منهجه في هذا التفسير، وأنَّه يعتمد في تفسيره على ما يأتي:[١]
- تفسير القرآن الكريم بالمأثور
أي بما ورد من الأثر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعن الصحابة الكرام، مع التبحُّر في ذكر الروايات، وطرق الحديث، والتصحيح والتضعيف.
- تفسير القرآن باللغة والشعر الوارد عن العرب، فقد اعتمد ابن جرير في تفسيره على اللغة اعتماداً كبيراً.
- ذكر أمور العقيدة، وترجيح مذهب السلف الصالح.
- التعرُّض للآراء الفقهية، وترجيح ما يراه راجحاً.
- يذكر في تفسيره الإسرائيليات.
تفسير القرآن العظيم
يشتهر هذا التفسير باسم تفسير ابن كثير، وهو من تأليف الإمام إسماعيل بن عمر ابن كثير، توفي سنة 774 هجري، ولا يختلف تفسير ابن كثير عن تفسير ابن جرير الطبري كثيراً من حيث المنهج، فقد مشى ابن كثير على طريقة ابن جرير، والفرق بين التفسيرين يسير، ويمكن إجماله فيما يأتي:[٢]ّ
- لا يسهب في ذكر الروايات الحديثية والنصوص من أقوال السلف كما يفعل ابن جرير.
- لا يسوق الأسانيد للحديث إلا قليلا.
- أكثر اختصاراً، وأسهل عبارة، وأنفع لعوامّ الناس.
- يقلِّل من ذكر الإسرائيليات.
كتب علوم القران
الإتقان في علوم القرآن
مؤلف هذا الكتاب هو الإمام جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، توفي سنة 911 هجري، وكتاب الإتقان هذا "هو أكبر كتاب في علوم القرآن، جمع فيه الإمام السيوطي خلاصة ثمانين مبحثاً من مباحث علوم القرآن، استخلصها من المؤلفات السابقة له".[٣]
حيث نقل أسماء المؤلفات التي أُلفت في كُلِّ نوع ٍمن أنواع علوم القرآن، وكان السيوطي يُكثر النقل عن السابقين، ويستشهد بأقوالهم، وطريقة تصنيف الكتاب كما يأتي:[٤]
- يذكر عنوان الموضوع.
- يذكر أشهر المؤلفات في هذا الموضوع.
- يبيِّن أهمية هذا الموضوع ودوره في فهم تفسير القرآن.
- يذكر مسائل الموضوع، وتفريعاتها، مستشهداً بمواضع القرآن الدالَّة على ذلك.
- يستشهد بأقوال العلماء الداعمة لأقواله.
البرهان في علوم القرآن
من تأليف الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي المتوفى سنة 794 هجري، وقد نقل الزركشي في كتابه هذا زبدة وخلاصة آراء العلماء في علوم القرآن، حيث قسَّم الكتاب إلى سبعة وأربعين نوعاً، بدايةً معرفة أسباب النزول، ثمَّ معرفة المناسبات بين الآيات، ثمَّ معرفة الفواصل ورؤوس الآيات وهكذا.[٥]
وختمه بالنوع الأخير، وهو عنوان: في معرفة الفواصل، ثم قسّم الزركشي كل نوع من هذه الأنواع إلى فصول، وقسَّم الفصول إلى تنبيهات وفوائد، وقد تميَّز هذا الكتاب بحسن العبارة، مع سهولة التصنيف، وكان يذكر في كُلِّ نوعٍ من الأنواع أشهر العلماء الذين تكلَّموا في هذا الموضوع.[٥]
كتب العقيدة
الفقه الأكبر
مؤلّف الكتاب هو الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان، توفي سنة 150 هجري، وهذا الكتاب من الكتب التي اختلف العلماء في نسبته إلى أبي حنيفة،[٦] وهو كتاب قليل العبارات، مُختصرٌ جداً، رواه عن أبي حنيفة تلميذه أبو مطيع البلخي، وقد اعتنى العلماء بكتب العقيدة، وبهذا الكتاب، فكانت له شروحات كثيرة، كما نَظَمه شعراً بعض العلماء في منظومة، ومن أشهر الشروح على هذا الكتاب:[٧]
- شرح محمد بن بهاء الدين، أسماه: القول الفصل.
- شرح إلياس بن إبراهيم السينوبي
- شرح أحمد بن محمد المغنيساوي
ومن منظومات الكتاب:[٧]
- عقد الجوهر، نظم نثر الفقه الأكبر، لأبي البقاء الأحمدي.
- منح الروض الأزهر، لإبراهيم بن حسان الكرمياني، المعروف: بشريفي.
أصول السنة
هذا الكتاب من تأليف إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل، توفي سنة 241 هجري، وبيَّن الإمام أحمد في هذا الكتاب عقيدة أهل السنة والجماعة، ومُعتقد السلف الصالح -رضي الله عنهم-، وهذا الكتاب هو مَتنٌ صغير الحجم، قليل العبارات.[٨]
وامتاز هذا الكتاب بالاختصار والإيجاز، وقد شمل الكتاب كثيراً من المواضيع العقدية التي تُميَّز أهل السنة والجماعة عن غيرهم، ويستدلّ الإمام أحمد في هذا الكتاب بالنصوص عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما أنّه يستشهد بأقوال بعض العلماء السابقين.[٨]
كتب الحديث
صحيح البخاري
اسم الكتاب: الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسننه وأيامه، تأليف الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، وقد توفي سنة 256هجري، وألَّف البخاري كتابه هذا بتوجيهٍ من شيخه إسحاق بن راهويه، حيث نصح ابن راهويه الطلاب بجمع الأحاديث الصحيحة في كتابٍ واحد، فألَّف البخاري كتابه هذا، وهو أصحّ كتاب في الحديث، وهو أصحُّ كتاب بعد كتاب الله -تعالى-.[٩]
وقد اتَّبع البخاري في تأليف هذا الكتاب المنهج الآتي:[٩]
- احتوى الكتاب على الأحاديث الصحيحة فقط.
- اشترط في الرواة المعاصرة والملاقاة، وهو شرط زائد على الصحيح، ولكنَّه زاد هذا الشرط للتثبُّت.
- تنوّعت مواضيع الكتاب في العقيدة والسيرة والفقه والفضائل والتفسير وغيرها.
- قسَّم الكتاب إلى كتب، وقسم الكتب إلى أبواب، واحتوى كلُّ باب على مجموعةٍ من الأحاديث.
- اشتمل الكتاب على 97 كتاباً و3450 باباً.
صحيح مسلم
اسم الكتاب: المسند الصحيح، وقد ذكر له العلماء أسماء اجتهادية كثيرة لم ترد عن الإمام مسلم نفسه، وهو من تأليف الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري، وقد توفّي سنة 261 هجري، وهو ثاني أصحّ كتاب بعد كتاب الله -تعالى-، وقد حذا مسلم في كتابه هذا حذو الإمام البخاري، فألَّف كتابه هذا على نمط البخاري وعلى شاكلته، ويمكن ذكر الفرق بين صحيح مسلم وصحيح البخاري فيما يأتي:[١٠]
- لا يفرِّق الحديث، وإنَّما يذكر كُلُّ رواياته في مكان واحد.
- كُلُّ حديثٍ في صحيح مسلم مرويٌ عن تابعيين اثنين، وعن صحابيين اثنين، وهكذا في سائر طبقات السند.
- لم يشترط الملاقاة واكتفى بالمعاصرة.
- بأنَّه أسهل في التناول، وأحسن في الترتيب.
- يروي الحديث بلفظه، ويروي البخاري بالمعنى.
المُوطأ
الموطّأ من تأليف الإمام مالك بن أنس الأصبحي، وقد توفّي سنة 179هجري، ولم يكن الإمام مالك حريصاً على تدوين الحديث على الرغم من حفظه له، ولكنَّه أخرج نبذة ممّا يحفظ، ويمتاز كتاب الموطأ بما يأتي:[١١]
- يحتوي على الأحاديث النبوية، وأقوال الصحابة والتابعين.
- يذكر الإمام مالك في الموطأ بعض اجتهاداته وآرائه الفقهية.
- يستعرض في الموطأ بعض الأفكار الفقهية.
- رتّب الكتاب حسب المواضيع.
كتب الفقه
كتب الفقه منوَّعة ومُتعدِّدة، وتصنَّف حسب المذاهب، ولكل مذهب طريقته وأدلّته:
المحلى بالآثار
المُحلَّى من تأليف الإمام علي بن أحمد بن حزم الظاهري، وقد توفّي سنة 456 هجري، وهو أعظم كتاب في فقه المذهب الظاهري، ومن أفضل مراجع الكتب الفقهية على الإطلاق، ويمتاز المُحلَّى بما يأتي:[١٢]
- هو كتاب على الفقه الظاهري.
- مُبَوَّبٌ على أبواب الفقه المعتادة، ويبدأ بكتاب الطهارة ثم الصلاة، وينتهي بكتاب الحدود.
- يستدلّ ابن حزم في الكتاب على آرائه بالكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين.
- يذكر الأحاديث بالروايات والأسانيد مع الحكم على الحديث صحة وضعفاً.
- يمتاز الكاتب بالحِدَّة في الطباع، وفيه تَعصُّب كثير.
الهداية شرح البداية
مؤلّفه برهان الدين علي بن أبي بكر المرغيناني، توفّي سنة 593 هجري، وهذا الكتاب شرح لمتن "بداية المبتدئ" في الفقه الحنفي للمرغيناني نفسه، وهو من أشهر مُتون الحنفية، حيث كثر شُرّاحه، ومنهم صاحب المتن نفسه، يمتاز الكتاب بما يأتي:[١٣]
- مُبَوَّبٌ على أبواب الفقه المعتادة.
- يمشي في الشرح تِبعاً لترتيب المتن.
- يذكر كلام أبي حنيفة وصاحبيه؛ القاضي أبي يوسف، ومحمد بن الحسن الشيباني، ثمَّ يُوفق بين أقوالهم.
الوجيز في فقه الإمام الشافعي
من تأليف محمد بن محمد الغزالي، وقد توفّي سنة 55 هجري، وهذا الكتاب من مُتون الشافعية، وله شروح عدَّة من أشهرها شرح الرافعي الكبير، ويمتاز هذا الكتاب بما يأتي:[١٤]
- مُبوّب على كتب الفقه المعتادة.
- أخذه الغزالي من نهاية المطلب للجويني على مختصر المُزنيّ، وهذا من كتاب الأُم للإمام الشافعي.
- مُختصر من كتاب اسمه الوسيط، والوسيط مختصر من البسيط، والبسيط مأخوذ من مسائل الجويني في نهاية المطلب.
بداية المجتهد ونهاية المقتصد
هذا الكتاب من تأليف محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد الحفيد، وقد توفي سنة 595 هجري، وهو في الفقه المالكي، ويمتاز هذا الكتاب بما يأتي:[١٥]
- مُبَوَّبٌ على مواضيع الفقه المعتادة.
- هو كتاب في الفقه المقارن، يذكر الخلاف في المذهب المالكي، ثمَّ في سائر المذاهب.
- يذكر أدلَّة الفقهاء المختلفين، وقد يميل إلى بعضها دون بعض.
المقنع في فقه الإمام أحمد
من تأليف موفق الدين، عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، وقد توفّي سنة 620 هجري، وهذا الكتاب من أشهر مُتون الحنابلة، وقد كثُرت شروحه واختصاراته وشرح مختصراته، ويمتاز هذا الكتاب بما يأتي:[١٦]
- مُبَوَّبٌ على مواضيع الفقه.
- تدرَّج المؤلف في تصنيف الفقه، حيث ألّف كتاب العُمدة للمبتدئين، ثمَّ كتاب المُقنع لمن هم فوقهم، ثمَّ كتاب الكافي للمتوسّطين، ثمَّ كتاب المُغني وجعله موسوعة فقهية.
- هذا الكتاب يذكر مسائل الفقه الحنبلي بأكثر من رواية، ولكنَّه مجرَّد من الأدلّة.
المراجع
- ↑ ابن جرير الطبري (1422)، جامع البيان عن تأويل آي القرآن ((تفسير الطبري)) (الطبعة 1)، الجيزة - مصر:دار هجر، صفحة 47-55، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ إسماعيل بن عمر ابن كثير (1420)، تفسير القرآن العظيم (الطبعة 2)، صفحة 18، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ غانم بن قدوري التكريتي (1423)، محاضرات في علوم القرآن (الطبعة 1)، عمان : دار عمار، صفحة 10. بتصرّف.
- ↑ محمد فاروق النبهان (1426)، المدخل إلى علوم القرآن الكريم (الطبعة 1)، حلب:دار عالم القرآن، صفحة 60-61. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد فاروق النبهان (1426)، المدخل إلى علوم القرآن الكريم (الطبعة 1)، حلب:دار عالم القرآن، صفحة 52-56. بتصرّف.
- ↑ محمد أنور شاه الكشميري (1426)، فيض الباري على صحيح البخاري (الطبعة 1)، بيروت - لبنان:دار الكتب العلمية ، صفحة 134، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب حاجي خليفة (1941)، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، بغداد:مكتبة المثنى، صفحة 1287، جزء 2. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد بن حنبل (1411)، أصول السنة (الطبعة 1)، الخرج - السعودية:دار المنار، صفحة 1. بتصرّف.
- ^ أ ب أبو بكر كافي (1422)، منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها (من خلال الجامع الصحيح) (الطبعة 1)، بيروت :دار ابن حزم، صفحة 54. بتصرّف.
- ↑ صديق حسن خان القنوجي (1405)، الحطة في ذكر الصحاح الستة (الطبعة 1)، بيروت : دار الكتب التعليمية، صفحة 198-202. بتصرّف.
- ↑ ابن العربي (1428)، المسالِك في شرح مُوَطَّأ مالك (الطبعة 1)، صفحة 121، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ ابن حزم الظاهري، المحلى بالآثار، بيروت:دار الفكر، صفحة 21، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ حاجي خليفة (1941)، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، بغداد :مكتبة المثنى ، صفحة 2022، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سليمان بن عمر الجمل، حاشية الجمل، صفحة 24، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ ابن رشد الحفيد (1425)، بداية المجتهد ونهاية المقتصد، القاهرة: دار الحديث ، صفحة 9، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ بكر بن عبد الله أبو زيد (1417)، المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد وتخريجات الأصحاب (الطبعة 1)، صفحة 719، جزء 2. بتصرّف.