كتب التاريخ القديم

كتابة:
كتب التاريخ القديم

مفهوم التاريخ

يُعرَف التاريخ بأنّه العلم المتخصّص بدراسة الأحداث والتجارب التي مَضَت لإسقاطها على الواقع، والاستفادة منها بالحاضر والمستقبل، ويُعرف اصطلاحًا أنّه فَهم الماضي، لإفادة الحاضر، والتخطيط للمستقبل، ويقسم علم التاريخ حسب الفترة إلى قسمين: التاريخ القديم، والتاريخ الحديث، وقد عرَّف ابن خلدون التَّاريخ في مقدمته الشهيرة على أنَّه: "في ظاهِرِه لا يزيد على أخبارٍ عن الأيَّام والدول والسَّوابق من القرون الأولى، وفي باطنه نظرٌ وتَحقيق، وتعليلٌ للكائنات ومبادئها دقيق، وعلم بكيفيَّات الوقائع وأسبابِها عميق"، وحسب هيغل، "فإنَّ التاريخ عمليَّة عقليَّة منظَّمة وخلاَّقة لظهور قيم جديدة، لكنَّ التَّاريخ هو ليس الماضي والحاضر فقط، بل إنَّه المستقبل أيضًا، مستقبل الإنسانيَّة الحرَّة"، وسيتم ذكر بعض كتب التاريخ القديم.[١]

كتب التاريخ القديم

يمثل التاريخ القديم الفترة التي جاءت بعد فترة ما قبل التاريخ، أي ابتداء من الألفية الرابعة قبل الميلاد وحتى العصور الوسطى، ومن تلك الأزمان، لم يعرف أحد بدأ بتأريخ أحداث عصره وجمعها، حتى برز "أبو التاريخ" هيرودوت، واضع علم التأريخ الأول، وإن التاريخ هو العمل الوحيد الذي اشتهر به هيرودوت، وهو عبارة عن سجل لتحقيقاته حول أصول الحروب اليونانية الفارسية، فقد عاصر فترة من الحروب الفارسية 499 - 479 ق.م بين الإغريق والفرس، وكتب عنها على نحو منصف إلى درجة أنّ بعض المؤرّخين المتأخّرين وصفوه بأنه صديق البرابرة أي الفرس، وزار في رحلاته التاريخية عددًا كبيرًا من أصقاع العالم المعروف وقتئذ، والتي امتدت من شواطئ البحر الأسود شمالًا إلى أقاصي مصر جنوبًا، ومن جنوبيّ إيطاليا غربًا إلى شواطئ الخليج العربي شرقًا.[٢]

و "تاريخ هيرودوت" هو كتاب لهيرودوت يعد من الأعمال الأولى في التاريخ في الأدب الغربي، وأحد كتب التاريخ القديم، وقد كتب بين عامَيْ 450 ق.م إلى 420 ق.م باللهجة الأيونية للغة الإغريقية، وقد وثق هذا الكتاب العادات والسياسات والجغرافيا والصراعات القديمة في العديد من الثقافات في منطقة البحر المتوسط وغرب آسيا في تلك الفترة، وإن أهم الأحداث التي وثقها الكتاب نشأة دولة الأخمينيين، وأحداث وأسباب الحروب الميدية بين الأخمينيين والمدن الإغريقية في القرن الخامس قبل الميلاد، مع وجود بعض الأخطاء التي عرفت بطريقة تأريخه، وأنه يجمع كل ما يسمع من الناس، دون التأكد من مصداقية الادعاء، ومع ذلك يسجل له أنه طور الكتابة التاريخية في عصره من كونها مادة للتفكه إلى مادة للقراءة والتفكير والاعتبار.[٢]

كتاب قصة الحضارة

كتاب موسوعي تاريخي من تأليف الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي ويل ديورانت وزوجته أريل ديورانت، أحد أهم كتب التاريخ القديم، و يتكون من أحد عشر جزءًا، ويتحدث فيه عن قصة جميع الحضارات البشرية منذ بدايتها وحتى القرن التاسع عشر، وقد كُتبت السلسلة على مدار أكثر من أربع عقود، فقد كانت من عام 1935 حتى عام 1975، وتحتوي على أربعة مليون كلمة عبر ما يقارب 10.000 صفحة، وقد تمحور المجلد الأول حول المشرق العربي، وتاليًا تذكر فهرسته:[٣]

  • نشأة الحضارة.
  • عوامل الحضارة.
  • العناصر الاقتصادية في الحضارة.
  • العناصر السياسية في الحضارة.
  • العناصر الأخلاقية في المدنية.
  • العناصر العقلية في المدنية.
  • بدايات المدنية فيما قبل التاريخ.
  • ثقافة العصر الحجري القديم.
  • أهل العصر الحجري القديم.
  • الفنون في العصر الحجري القديم.
  • ثقافة العصر الحجري الحديث.
  • مرحلة الانتقال إلى العصور التاريخية.
  • ظهور المعادن.
  • الكتابة.
  • المدنيات المفقودة.
  • مهود المدنية.

كتاب البداية والنهاية

كما أنّ بعض العلماء الغربيين اختصوا بتاريخهم، فأيضًا، ظهر عدد كبير من العلماء والمؤرخين المسلمين، الذين تميزت كتبهم بصحة ما يرد فيها، لدقتهم البالغة، وأمانتهم باصطفاء المعلومات من المراجع، ومن ضمن تلك الكوكبة من المؤرخين العظماء، الشيخ الإمام العلامة عماد الدين أبو الفداء ابن الشيخ شهاب الدين أبي حفص القرشي البصروي الدمشقي الشافعي، المعروف بابن كثير المتوفى سنة 774هـ أحد أهم مؤلفي كتب التاريخ القديم، والذي ذكر في كتابه تاريخ البشرية، منذ خلق السماوات والأرض والملائكة إلى خلق آدم، ثم تطرق إلى قصص الأنبياء مختصرًا ثم التفصيل في الأحداث التاريخية منذ مبعث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- حتى سنة 767هـ بطريقة التبويب على السنوات، أما جزء النهاية ففيه علامات الساعة لغاية يوم الحساب بالتفصيل، وقد تألفت موسوعة الإمام ابن كثير "البداية والنهاية" من واحد وعشرين جزءًا، وقال ابن تغري بردي عن كتاب البداية والنهاية: "وهو في غاية الجودة..، وعليه يعول البدر العيني في تاريخه".[٤]

كتاب تاريخ ابن خلدون

كتاب تاريخ ابن خلدون أو كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر للعلامة والفيلسوف عبد الرحمن بن خلدون، يُعَدُّ موسوعةً تاريخيةً، ويقع في سبع مجلدات يتصدرها كتاب المقدمة، لم يخرج ابن خلدون في العبر عن الكتابة التقليدية للتاريخ، غير أن مقدمته تميزت بموسوعيتها من جهة واحتوائها على عدة آراء وأفكار جعلت الباحثين يعدّون الرجل مؤسسا لعلم الاجتماع! وقد رفعته مقدمته إلى مصاف كبار فلاسفة العالم، وقد قال المقريزي واصفًا إبداع ابن خلدون "عمل لم يقم بمثله إنسان في أي زمان ومكان"، وفيها أرسى قواعد فقه التاريخ وعلم العمران، وهو علم أعثره عليه الله كما يقول.[٥]

ويتكوّن من سبعة أجزاء والجزء الثامن للفهارس، وهو عبارة عن محاولة إسلامية لفهم التاريخ العالمي ويعتبر أول الكتب التي تهتم بعلم الاجتماع، وجاء الجزء الثاني ليعالج الانتفاضات التي حدثت من الخوارج وغيرهم، ثم بدأ الجزء الثالث بولاية أسفار على جورجان والري، وانتهى بالخبر عن الآثار التي أظهرها السلطان في أيامه، واستهل الجزء الرابع بالخبر عن فرار أبي إسحاق وبيعة رباح له، وما قارن ذلك من أحداث، وانتهى بولاية القضاء الثالثة والرابعة والخامسة بمصر.[٥]

المراجع

  1. "مصطلح التاريخ"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-09-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "هيرودوت"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-09-2019. بتصرّف.
  3. "قصة الحضارة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-09-2019. بتصرّف.
  4. "الإمام ابن كثير "، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-09-2019. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "تاريخ ابن خلدون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-09-2019. بتصرّف.
4457 مشاهدة
للأعلى للسفل
×