محتويات
الرواة الثقات
ورد الكثيرُ منالأحاديث عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وتناقلتها الأمم فيما بينها، ولولا الروايةُ لما وصلَ معظمُها، وقد قسّم العلماءُ الروّاة إلى ثلاثة أقسامٍ مُرتبة؛ فالقسمُ الأوّل وهم القسمُ الموثوق به على الإطلاق: هم في أعلى درجات التوثيق والضبط، ولا اختلاف بين العلماء على دقّتهم؛ فهم حجّةٌ في الإتقان والضّبط، من أمثال ابن المسيّب وابن الزبير، أمّا القسمُ الثاني: فهم الثقات باتّفاق: أحاديثهم جميعُها تقع في دائرة القَبول والصِّحة، ولكن تتفاوت بين الصحيح والأصحّ، والمعنى هو الفيصل فيها، ومن أمثالهم محمدُ بن خازم أبو معاوية الضرير، تلميذُ الأعمش، وقد عاب بعض النّقّاد رواياته عن غير الأعمش، أمّا القسمُ الثالث من الرواة الثقات فهم: مَن جرحُهم مُقيّد؛ حيث في بعض تفصيلهم لمرويّاتهم يوصلها لحدّالضعف، ويُحدّد الضّعف بالقيد كحال الراوي أو الزمان أو المكان أو مَن روى عنهم، ومن أمثلة رواة ذلك القسم عبد الرزّاق بن همام الصنعانيّ، وسيعرض المقالُ فيما يأتي كتب الثقات من الرواة.[١]
كتب الثقات من الرواة
ثمّة مؤلفاتٌ كثيرةٌ تعرّضت للحديث عن الرواة، وفنّْدتهم بحسْبأحوالهممقسّمين إياهم أقسامًا، ومُبوّبين أعلامهم إلى غير ما بابٍ واحد، ولعلّ من أهمّ تلك الأقسام وأكثر تلك التآليف عددًا وأهمية تلك الكتب التي اختصّت بالثقات ممن روى عن النبيّ -صلى الله عله وسلّم- ولئن لم يكن بالمقدور الإتيان على ذكر هذه المؤلفات جميعِها، فلا أقلّ من ذكر بعضها، ومن أهمها:
كتاب الثقات للإمام أبي حاتمٍ محمد بن حبّان البُّستيّ
المؤلِّف: وهو محمد بن حبّان بن أحمد بن حبّان بن معاذٍ بن مَعْبدَ التميميّ، أبو حاتمٍ الدارميّ البُّستيّ (المتوفى: 354هـ)، وهو علّامة، وحافظ، وشيخُ خراسان.[٢]
الكتاب: هو كتابٌ مهمٌّ في علم الجرح والتعديل، يبيّن فيه الرواة الثقات من المجروحين، ويعدّ الكتابُ مرجعًا لأهل الاختصاص لمعرفة أحوال الرجال.[٣]
كتاب الثقات للإمام أحمد بن عبد الله العجليّ
المؤلف: هو أبو الحسن أحمدُ بن عبد الله بن صالح، الإمام، الحافظ، الأوحد، الزاهد، أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالحٍ بن مسلمٍ العجليّ، الكوفيّ؛ حيث وُلِدَ فيها في سنة اثنتين وثمانين ومئة. والدُه الإمام عبد الله بن صالحٍ المُقرئ، اشتُهر بزهده وورعه، مات سنة إحدى وستين ومئتين.[٤]
الكتاب: تعدّدت تسمياتُ الكتاب؛ فسمَّوه بـ: "الثقات" و "الجرح والتعديل" و"التاريخ" و"معرفة الرجال"، وكلٌّ سمّاه بحسْب ما بدا له بالنّظر في موضوعه ومحتوياته، ولكنّ الكتاب ليس مُختصًّا بالثقات؛ بل ذكر فيه بعضَ من جرحهم بنفسهم، وعنوَن فصلًا من كتابه باسم: المتروكين، لذلك فإنه من الخطأ تسميتُه بالثقات، وكلُّ التسميات الأخرى أولى من حيث ارتباطُها بمضمون الكتاب.[٥]
كتاب تذكرة الحفاظ
المؤلِّف: إمام المحدّثين ومؤرخ الإسلام، شمسُ الدين أبو عبد الله محمدُ بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله الذهبيّ، وُلد في دمشق في شهر ربيعٍ الآخر سنة 673هـ، وهو تركمانيّ الأصل، توفي سنة 661هـ وعمره قد تجاوز المئة، والدُه شهابُ الدين أحمد، عمل بصنعة الذهب المدقوق، وسُميَّ بالذهبيّ نسبةً إلى صنعة أبيه.[٦]
الكتاب: كتابُ تذكرة الحفّاظ عبارةٌ عن أربعة أجزاء، يحتوي على 1176 ترجمةً لحفّاظ الحديث، مرتّبةً في 21 طبقة، كما ترجم في آخر كتابه لشيوخه، وعددهم36. [٧]
المراجع
- ↑ "قواعد في مراتب الثقات"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
- ↑ "ابن حبان"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13.
- ↑ "القيمة العلمية لكتاب الثقات لابن حبان"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
- ↑ "الأقوال المشرقات على منهج العجلي في كتاب الثقات "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-19. بتصرّف.
- ↑ "الأقوال المشرقات على منهج العجلي في كتاب الثقات "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-19. بتصرّف.
- ↑ "الإمام الذهبي شيخ المحدثين ومؤرخ الإسلام"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
- ↑ "كتاب تذكرة الحفاظ للذهبي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.