كرامة المرأة في القرآن
- الإسلام دين العدل والإنصاف الذي جاء لينقذ الناس من الظُلم والظلام، ويعطي لكل ذي حقٍ حقه، بلا تفريق ولا تمييز بين ذكرٍ وأنثى، ولا صغير ولا كبير، ولا عدو ولا صديق، فهو دين الرحمة والإحسان لكل إنسان،[١] وقد كرّم الإسلام المرأة وأعطاها الكثير من الحقوق، كما وفرض عليها واجبات، وجاءت النصوص من القرآن الكريم والسنّة النّبوية بأدلة كثيرة تحثّ على تكريم المرأة بنتًا وأختًا وزوجة وأُمًا، فقال -عليه الصّلاة والسّلام-: (مَن كانَ لَهُ ثلاثُ بَناتٍ فصبرَ عليهنَّ، وأطعمَهُنَّ، وسقاهنَّ، وَكَساهنَّ مِن جِدَتِهِ كنَّ لَهُ حجابًا منَ النَّارِ يومَ القيامَةِ).[٢]
- وقال -عليه الصلاة السلام-: (إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ خيرًا، إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ خيرًا، فإنهنَّ أمهاتُكم وبناتُكم وخالاتُكم)، وقد حفظ الإسلام للمرأة كرامتها بعد أن أُهينت في الجاهلية فدُفنت وهي حية ومُنعت من الميراث وكانت تُكره على الزواج، فجاء الإسلام فرفع من شأنها وحسّن من حالها، وقد حكى القرآن ذلك فقال -تعالى-: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ* يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}.[٣][٤]
صور تكريم المرأة
من صور تكريم المرأة بالقرآن
وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة تدل على تكريم المرأة وحفظ كرامتها، ونذكر من صور ذلك التكريم ما يلي:[٥][٤]
- من تكريم الله -تعالى- للمرأة أنّه أنزل سورة خاصةً سُميت باسم سورة النّساء، وضح فيها أحكامًا خاصة بالنساء فبيّن حقوقها في الميراث، وبيّن فيها صفات المرأة الصالحة وكيفية التعامل معها في حال نشوزها، وهذا من التكريم لها؛ إذ أمر الرجل بالتدرج معها من الوعظ إلى الهجر في الفراش ثم الضرب غير المبرح ولا المؤذي، قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}،[٦] ومن تكريم المرأة في هذه السورة أن عدد الكلمات جاء متساويًا بين كلمة امرأة ورجل.[٤]
- الأمر بالعدل بين الزوجات في حال التعدد، والأمر بالاقتصار على زوجة واحدة إذا خاف الرجل من عدم القدرة على العدل بين زوجاته، قال -تعالى-: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا}.[٧]
- الأمر بإعطاء المرأة المهر عند الزواج، وأنه حقٌّ لها فرضه الله -تعالى- في قوله: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً}،[٨] وعدم جواز استرداد المهر منها عند الطلاق حتى لو كان مقداره كبيرًا، وأن من يأخذ شيئًا من المرأة هو ظالمٌ آثم، وذلك في قوله -تعالى-: {وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}.[٩]
- أمر الإسلام بحسن معاشرة النّساء وأباح للأزواج الطلاق بالرغم من أنّه أبغضه، فقال -تعالى-: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}.[١٠]
- ومن تكريم الإسلام للمرأة تحريم وأدها وهي بنت حديثة الولادة، بعد أن كانت تُدفن حيّةً في الجاهلية، قال -تعالى-: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ}.[١١]
- ومن تكريمه لها أنّه أوجب حُسن معاملتها، وحرّم زواج المُتعة، وحرم إكراهها على الزواج، لما فيه من نتائج سلبية تعود عليها وعلى المجتمع، قال -تعالى-: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ }.[١٢]
- وجاء الإسلام بأحكام تحافظ على المرأة وتصونها مما قد يلحق بها من أذى، فأمرها بالتستر والاحتشام في لباسها، وحرّم عليها التبرج إن أرادت الخروج من بيتها، حفاظًا عليها، ودرءًا للفتنة، فقال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرً}.[١٣]
المراجع
- ↑ مرزوق بن هياس الزهراني، حقوق المرأة في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ رواه الالباني، في صحيح ابن ماجه، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:2974، حديث صحيح.
- ↑ سورة النحل، آية:58-59
- ^ أ ب ت هاني علي عبد العزيز أبو العلا، "مكانة المرأة في الإسلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 31/12/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد جميل زينو، مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع، صفحة 323-326. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:34
- ↑ سورة النساء، آية:3
- ↑ سورة النساء، آية:4
- ↑ سورة النساء، آية:20
- ↑ سورة النساء، آية:19
- ↑ سورة التكوير، آية:8-9
- ↑ سورة النور، آية:33
- ↑ سورة الأحزاب، آية:33