محتويات
- ١ من أول من كسا الكعبة المشرفة؟
- ٢ ما هي مراحل كسوة الكعبة عبر العصور؟
- ٣ ما المواد المستخدمة في كسوة الكعبة في السابق؟
- ٤ من الجهات المسؤولة عن كسوة الكعبة حديثًا؟
- ٥ ما خطوات كسوة الكعبة التي تمر بها خلال شهر ذي الحجة؟
- ٦ كم مرة تستبدل كسوة الكعبة المشرفة في السنة؟
- ٧ كم تبلغ تكلفة كسوة الكعبة المشرفة؟
- ٨ ماذا يحدث لكسوة الكعبة بعد تغييرها؟
- ٩ المراجع
من أول من كسا الكعبة المشرفة؟
اختلفت الرِّوايات في ذكر أوَّل من كسا الكعبة المشرَّفة، فقال بعض العلماء إنَّ أوَّل من كساها هو سيِّدنا إسماعيل -عليه السلام-، وقال ابن جريج: إنَّ تبعًا يدعى أسعد الحميري هو أوَّل من كسى الكعبة كسوةً كاملةً بالأنطاع ثمَّ الوصائل، وجعل لها بابًا وأُسدل عليها وسُترت، وقيل: عدنان هو أول من كساها، أو كُسيت في زمنه.[١]
ورُوي شعيب الأرناؤوط عن أبي هريرة -رضي الله عنه- بإسنادٍ ضعيفٍ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (نهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن سَبِّ أسعَدَ الحِمْيَريِّ، قال: هو أوَّلُ مَن كسا البيتَ)،[٢] وكُسيت الكعبة بالديباج لأوَّل مرَّةٍ من قِبل الحجاج الثقفي.[٣]
تعدّدت الروايات في أول من كسا الكعبة؛ فقيل سيدنا إسماعيل، وورد في حديث ضعيف أنّه أسعد الحميري، وقيل عدنان.
ما هي مراحل كسوة الكعبة عبر العصور؟
إنَّ لبيت الله الحرام مكانةً رفيعةً في قلوب المسلمين وعقيدتهم، كيف لا ومن دخلها كان آمنًا في رحابها، ولذلك ارتبط تاريخ كسوة الكعبة بتاريخ الكعبة نفسها، وهذا ما زاده عظمةً وتشريفاً، ومع اختلاف المؤرخين في أوَّل من كسا الكعبة المشرَّفة، وأين صنع أول غطاء للكعبة، إلَّا أنَّ كسوتها مُثبتة في كتب التاريخ الإسلامي، وتناقل هذا العمل الشَّريف على مرِّ العصور بين المسلمين على النحو الآتي: [٤]
- في عهد النَّبي -صلى الله عليه وسلم-: بعد هجرة النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وزيادة قوَّة المسلمين وفتح مكَّة، اهتمَّ بالكعبة المشرَّفة وخصَّص لها نفقةً من بيت مال المسلمين، وكساها ثيابًا يمنيَّة في اليوم التَّاسع من ذي الحجَّة في حجَّة الوداع، وكُسيت الكعبة في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وكان عمر -رضي الله عنه- يكسو الكعبة سنويَّاً بنسيج قباطي مصري يُصنع في مصر، وعلى نهجه سار الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.
- في العهد الأموي: في خلافة معاوية -رضي الله عنه- كان يتمُّ كسو الكعبة مرَّتين في السَّنة؛ الأولى تكون في نهاية شهر رمضان، وكانت تصنع من النشيج القباطي، والكسوة الثَّانية تكون في اليوم العاشر من شهر محرم، وكانت تصنع من الديباج، وطُيِّبت جدران الكعبة بأطيب الروائح.
- في العهد العباسي: تمَّ تطوير الصِّناعة واستخدموا منسوجاتٍ عراقيةٍ الصُّنع في دور الطراز العامَّة والخاصَّة في مدينة دار السلام، وفي عهد الخليفة المهديِّ حُملت كسوة الكعبة من بغداد إلى مكَّة المكرَّمة، وأمر برفع كلِّ ما على الكعبة من كسواتٍ قديمةٍ؛ خشية انهيار جدرانها من كثر الكسوات التي عليها واقتصر على الجديدة.
- في عهد مماليك مصر: ظهر اهتمامهم في الكعبة المشرَّفة من خلال تخصيصهم لصناعة كسوة الكعبة الشَّريفة داراً عرفت باسم دار الكسوة، ومن هؤلاء المماليك الظاهر بيبرس.
- في عهد العثمانيين: كان على عاتقهم إرسال كسوة الكعبة إلى مكَّة بعد سيطرتهم على شبه الجزيرة العربيَّة، وأصبح إرسال الكسوة فرضًا على كلِّ والٍ يتولَّى منصب الخلافة.
- في عهد الفاطميِّين: كسى الصليحي اليمني الكعبة المشرَّفة بالحرير الأبيض، واشترى من بني الحسن حلية البيت وردَّها إليه، وقبل أن يعود إلى اليمن استخلف محمد بن أبي قاسم على مكَّة المكرَّمة.[٥]
- بداية الكسوة السعودية: بدأ دور السعوديَّة في كسوة الكعبة عام 1962م، وتم بناء أوَّل مصنعٍ سعوديٍّ لكسوة الكعبة عام 1927م بعد تكليف الملك عبد العزيز آل سعود ابنه الأمير فيصل بإنشائه، وأُطلق عليه اسم "أجياد"، وبعدها تمَّ استحداث مصنع آخر بإمكانيات متطورة في منطقة "أم الجود" مع المحافظة على القيمة الفنيَّة بالتطريز اليدوي، وما زال إلى الآن يتمَّ صناعة الكسوة فيه ويشرف على صناعتها عددٌ من الخبراء والفنِّيّين.
أثبتت كتب التاريخ الإسلامي مراحل كسوة الكعبة على مرّ الأزمان؛ فكان النبيّ يهتمّ بكسوتها، وتبعه على ذلك أصحابه من الخلفاء الراشدين، ومن ثمّ معاوية -رضي الله عنه- في العهد الأموي، وغيره في العهد العباسي وعهد مماليك مصر والعثمانيين والفاطميين، وصولاً إلى دور المملكة السعودية في الزمن الحالي.
ما المواد المستخدمة في كسوة الكعبة في السابق؟
اهتمَّ المسلمون منذ عهد النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بكسوة الكعبة بأفضل الثِّياب والأقمشة، فكانوا يطلبون صُنعها في مصانع خاصَّة، وكانوا يرسلونها من بلدان مثل مصر والعراق إلى مكَّة المكرَّمة بحسب ما جاء في الرِّوايات عن كسوة التَّبع -أسعد الحميري- للكعبة المشرَّفة، فقد كساها بالوصايل؛ وهي ثياب حيرة من عصب اليمن، وكانت تُكسى أيضًا بمواد تُسمّى الحبرة والبرود، وكانت توضع في خزانة الكعبة، فإذا تمزّقت تُستبدل بكسوة أخرى وتُطيَّب وتُبخَّر بالمجامر.[٦]
ولم تقتصر كسوة الكعبة على نسيجٍ واحدٍ، وإنَّما كانت تُكسى أنطاعًا؛ وهي بسطة من أدم وبرود، وهي عصب يمنية تُصبغ ويتمُّ نسيجها بعد عصب غزلها، وكُسيت الكعبة بالحرير لأوَّل مرَّةٍ من قِبَل امرأةٍ من بني عامر تُدعى نتيلة بنت جناب وفاءً لنذرها عند ضياع ابنها، وكُسيت بالدِّيباج والقباطي؛ وهي ثيابٌ بيضاء رقيقةٌ من مصر، والثِّياب اليمانيَّة،[٦] وكانت تُكسى أيضًا بالكرار، والأنماط، والنَّمارق، ومطارف الخز الأخضر والأصفر، والأكسية، وشقاق الشعر، والوبر.[٧]
وقد يتسائل البعض لماذا ثوب الكعبة أسود؟ والجواب هو أنّ الكعبة قديمًا وعلى مرّ العصور كانت تُكسى بجميع الألوان بحسب ما ذكره ابن حجر، مثل الأبيض والأخضر والأصفر، والثوب الأسود لم يُحدّد من الشرع، ولكن استمرّت كسوتها بهذا اللّون بعد أن كساها النّاصر العباسيّ ديباجًا أسودًا.[٨]
يُستخدم في كسوة الكعبة العديد من المواد وأحسن الأقمشة والثياب؛ منها ما يُسمّى بالحبرة، والبرود، والأنطاع، والحرير، والديباج، والنمارق، إلى غيرها من الأنواع الفاخرة.
من الجهات المسؤولة عن كسوة الكعبة حديثًا؟
تناقلت مهمَّة صناعة الكسوة بين الخلفاء والولاة عبر العصور، ومنهم من كان يجعلها فرضاً على الولاة من بعده، وفي وقتنا الحاضر الرِّئاسة العامَّة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبويِّ في السعوديَّة هي المسؤولة عن صناعة كسوة الكعبة بأعلى جودةٍ وأغلى المواد منذ عام 1962م، وأنشأت في عام 1977م مصنعًا مطوّرًا بإمكانيَّاتٍ لازمةٍ لصناعة كسوة الكعبة في منطقة أمِّ الجود في مكَّة المكرَّمة، وإلى الآن لا تزال تنال شرف تصنيع الكسوة فيه، مع محافظتهم على الصناعة اليدويَّة. [٩]
إنّ الجهة المسؤولة في الزمن الحالي عن كسوة الكعبة هي الرِّئاسة العامَّة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبويِّ في السعوديَّة.
ما خطوات كسوة الكعبة التي تمر بها خلال شهر ذي الحجة؟
في كلِّ موسم حجٍّ يتولَّى مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة الإشراف على كلِّ ما يتعلَّق بكسوة الكعبة، وكما جرت العادة سنويًا في أوَّل يومٍ من شهر ذي الحجَّة يسلِّم خادم الحرمين الشَّريفين الملك سلمان آل سعود حاكم المملكة العربية السعوديَّة أو من ينوب عنه كسوة الكعبة الجديدة إلى سادني الكعبة المشرَّفة، ويتمُّ تسليم قطعةٍ من حزام الكعبة ومفاتيحها.[١٠]
وفي اليوم التَّاسع من شهر ذي الحجَّة صباحًا يُبدَّل ثوب الكعبة بالحلية الجديدة، ويتمُّ رفع ثلاثة أمتار من الثَّوب ويوضع قماشٌ أبيضٌ على الأجزاء المرفوعة للمحافظة عليه، وتوضع الكسوة الجديدة على جدران الكعبة الأربعة بالإضافة إلى بوابة الكعبة وتُسقط القديمة، وتُعرض هذه المراسم ببثٍّ إعلاميٍّ لكلِّ المسلمين في شتَّى أنحاء العالم.[١٠]
يُعطي خادم الحرمين الشريفين مهمّة كسوة الكعبة في أول يوم من شهر ذي الحجة لسادني الكعبة، وتُكسى الكعبة ثوباً جديداً في التاسع من ذي الحجة.
كم مرة تستبدل كسوة الكعبة المشرفة في السنة؟
كسى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الكعبة مرَّةً واحدةً في شهر ذي الحجَّة، وهذا ما فعله الصَّحابة من بعده، وكانت الكعبة قديمًا تُكسى مرَّتين في الخلافة الأمويَّة، واحدةً في نهاية شهر رمضان، والثَّانية في اليوم العاشر من شهر محرم، فمتى يتمّ تغيير ثوب الكعبة الآن؟ في وقتنا الحاضر يتمُّ استبدال كسوة الكعبة إلى أخرى جديدة مرَّةً في السَّنة، ويتمُّ الإشراف عليها في السعوديَّة.[١١]
كم تبلغ تكلفة كسوة الكعبة المشرفة؟
مراسم كسوة الكعبة الشَّريفة متعارفٌ عليها سنويًّا، ويُشرف على إعدادها أكثر من مئتي خبيرٍ يتمتَّعون بكفاءاتٍ عاليةٍ تُوظفهم الرِّئاسة العامَّة لشؤون المسجد الحرام، وتُكسى الكعبة بثوبٍ جديدٍ مصنوع من الحريرالمُبطَّن بالقطن ومُزيَّنٍ بنقوشٍ من الذهب، وتُجلب خيوط الحرير من إيطاليا لما تتميَّز به من مرونةٍ ومتانةٍ قويَّةٍ، ويقارب وزنها 850 كيلو غرام، ومنها مئةٌ وعشرون كيلو غرام من أسلاك الذَّهب وهي اسم خيوط الذهب للكعبة، وتصنع من ماء الذهب ومئة غرام من أسلاك الفضَّة.[١٢]
وتحتوي كسوة الكعبة الشَّريفة على عددٍ من المذهَّبات يبلغ عددها ثلاثاً وخمسون قطعةً، قُسِّمت على هذا النحو: "١٦ قطعة للحزام، و٧ قطع تحت الحزام، و٤ صمديات، و ١٧ قنديلا، و٥ قطع لستارة الباب، وقطعة للركن اليماني، و٢ كينار، وحلية الميزاب"، ويعدُّ ثوب كسوة الكعبة الأغلى في تاريخ العالم بحيث يُقدّر سعر قطعة قماش الكعبة مع مواد الكسوة بعشرين مليون ريال سعودي.[١٣]
إنّ تكلفة كسوة الكعبة هي الأغلى عالمياً؛ حيث تُقدّر بعشرين مليون ريال سعودي، بسبب المواد الفاخرة المُختارة لكسوة الكعبة بها.
ماذا يحدث لكسوة الكعبة بعد تغييرها؟
بعد أن يتمَّ استبدال كسوة الكعبة بواحدةٍ جديدةٍ، يتصرَّف المسؤول عنها بحسب ما يراه مناسبًا، فالنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه أبا بكر -رضي الله عنها- لم يتصرَّفا بها ويقسِّماها، وخالفهم عمر -رضي الله عنه- فكان بعد تبديل كسوة الكعبة يقسِّمها على الحجيج، وكان عثمان بن عفَّان -رضي الله عنه- يبيع الكسوات القديمة ويُنفق أثمانها في سبيل الله.[١٤]
أمَّا في الوقت الحالي فتقوم الرئاسة العامَّة لشؤون المسجد الحرام بتفكيك المذهَّبات وجميع أركان الكسوة القديمة لاستبدالها بالكسوة الجديدة،[١٥] وبحسب المادة الثانية عشر من نظام المستودعات الحكوميَّة يتمُّ صرفها لمتاحف أو هدايا بناء على طلبٍ من السُّلطة المختصَّة، ويتمُّ العمل على إجراءات المحافظة على الكسوة وتوفير الحفظ المناسب لها حتى لا يحدث لها أيَّة تفاعلاتٍ كيميائيَّةٍ أو تسلُّلٍ بكتيريٍّ لها.[١٦]
في الزمن الحالي تُقدّم كسوة الكعبة التي تمّ استبدالها كهدايا لجهات تحددها السلطة، أو تُصرف للمتاحف مع المحافظة عليها، وفي الزمن السابق كان يقوم بعض الخلفاء ببيعها وصرف ثمنها في سبيل الله.
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 29. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سير أعلام النبلاء، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:469، إسناده ضعيف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 74. بتصرّف.
- ↑ ملتقى أهلى الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 353-354. بتصرّف.
- ↑ " العُبيدِيُّون (الفاطِميُّون) يُعاوِدونَ بَسْطَ نُفوذِهم على الحِجازِ ."، الموسوعة التاريخية_ الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 13\8\2021. بتصرّف.
- ^ أ ب جواد علي، كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، صفحة 19-18. بتصرّف.
- ↑ القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، صفحة 283. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 65. بتصرّف.
- ↑ ملتقى اهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 354. بتصرّف.
- ^ أ ب " اكتمال الاستعدادات لموسم الحج"، وكالة الرئاسة لشؤون مجمع كسوة الكعبة المشرفة والمعارض والمتاحف، 6\7\2021، اطّلع عليه بتاريخ 13\8\2021. بتصرّف.
- ↑ ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 353-354. بتصرّف.
- ↑ "850 كيلو وبتكلفة 20 مليون ريال.. ما لا تعرفه عن كسوة الكعبة"، العين الإخبارية، 19\7\2021، اطّلع عليه بتاريخ 10\8\2021. بتصرّف.
- ↑ "850 كيلو وبتكلفة 20 مليون ريال.. ما لا تعرفه عن كسوة الكعبة"، وكالة العين الإخبارية، 19\7\2021، اطّلع عليه بتاريخ 13\8\2021. بتصرّف.
- ↑ ابن المنير، المتواري على أبواب البخاري، صفحة 138. بتصرّف.
- ↑ "الرئاسة العامة تنهي أعمال فك المذهبات استعداداً لاستبدال كسوة الكعبة المشرفة"، الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، 29\7\2020، اطّلع عليه بتاريخ 13\8\2021. بتصرّف.
- ↑ "بعد استبدالها.. أين تذهب كسوة الكعبة القديمة؟"، العربية، 13\8\2021، اطّلع عليه بتاريخ 13\8\2021. بتصرّف.